• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

لو كان الصدر بيننا

لو كان الصدر بيننا

  • 10-04-2020, 23:19
  • مقالات
  • 541 مشاهدة
المهندس سعد المحمداوي

في الذكرى الــ40 لشهادة الامام محمد باقر الصدر مفجر الثورة الاسلامية في العراق ونهضة الشعب العراقي ضد الدكتاتورية والقمع والاستبداد لابد ان نطرح الاسئلة التي تخص القضايا الملحة والاساسية التي تتصل بمصير الشعب العراقي والامة الاسلامية ومستقبلها وما وصلت اليه الحالة العراقية ومن هنا نتساءل ؟ :

  لو  كان الصدر  بيننا ...
ماالذي يفرح الصدر ..  وماالذي يبكيه؟.

-هل ان سقوط النظام البعثي بالطريقة التي تم اسقاطه فيها افرحه ام ابكاه ؟.
-هل ان وجود بريمر حاكما مدنيا تحت سنابك خيل الاحتلال الامريكي .. افرح الامام ام ابكاه؟.
-هل ان تشكيل مجلس الحكم الانتقالي على اساس المحاصصة القومية والطائفية التي تشكل بها .. افرح الصدر ام ابكاه؟.
-هل ان حروب القتل على الهوية والطائفية المجتمعية والسياسية .. تفرح الامام الصدر ام تبكيه؟.

- هل اعدام صدام وكسر ارادة البعث ..افرحت الصدر  ام  تبكيه ؟.
- هل ان رعاية وواقع عوائل الشهداء والمضحين وتأسيس المؤسسات المتكفلة بحقوقهم ورعايتهم .. تفرح الامام  ام تبكيه ؟.

- هل ضياع خيرات العراق من الشمال الى جنوب وانتشار الفساد وضياع هيبة الدولة ... تفرح الامام  ام تبكيه ؟.
-هل ان الانشقاقات المتتالية والانقسامات المستمرة التي شهدها الواقع السياسي ويشهدها البيت الشيعي خاصه .. تفرح الامام ام تحزنه وتبكيه؟.
-وهل ان فقدان الجماهير العراقية ثقتها بأغلب الاحزاب العراقية والعناوين السياسية المعروفة في الساحة العراقية والتي كان هدف تأسيس هذه الاحزاب خدمة الامة وتأسيس المشروع الوطني وقيام الدولة الحرة المستقلة العادلة .. يفرح الامام ام يبكيه؟.

-من ناحية اخرى ..
هل ان صدور فتوى الامام السيستاني بتأسيس الحشد الشعبي وقيام هذه المؤسسة الثورية والوطنية بالمساهمة مع الجيش والشرطة وسائر الاجهزة الامنية بتحرير العراق من الأرهاب .. افرح الامام الصدر ام ابكاه ؟.

-مااريد ان اقول ايها السادة..
ان كل القرارات التي صبت في صالح المجتمع العراقي وحمت خيراته ومصالحه الاقتصادية والاجتماعية ومكاسبه الانسانية والقضاء على الظلم والدكتاتورية تفرح الامام وتدخل السرور على قلبه وان كل السياسات والانقسامات والانشقاقات التي مزقت الساحة العراقية واحزابها وعناوينها الوطنية ستحزن الامام وتبكيه ..
من المؤكد ان السيد الصدر يفرحه قيام الحكم الوطني الذي يجتمع حوله جميع العراقيين لكن يحزنه ما يجري في الساحة العراقية من انقسامات في الرأي وعدم وجود قناة سياسية تضم كل الاحزاب الوطنية لكي تكون هموم هذه الاحزاب وطموحها وهدفها تحقيق المصالح الوطنية الخالصة للعراق وشعبه وليس البحث في المصالح الحزبية الضيقة .
كذلك من المؤكد ان فتوى الامام السيستاني افرحته كثيرا لانها صبت في المصالح الوطنية وحمت العراق من غاثلة العدوان مثلما افرحته لحظة تأسيس الحشد الشعبي هذا المشروع الوطني الذي حرر الارض وصان العرض وحمى البلاد واسقط خرافة داعش .

مايفرح الامام الصدر هو كل ما يقع في عمق مصالح العراقيين تاسيسا وتنشيطا لاقتصادهم وعلاقاتهم الوطنية والعربية والاسلامية والدولية وان يكونوا شعبا واحدا على من سواهم في مواجهة الشر والعدوان .
اما مايحزن الامام فهو كل ما يقع في الضد من مصالح هذا الشعب وهي الانشقاقات الراهنة وغياب نظام الخدمة وانعدام مشاريع التنمية والتطوير واتساع مساحة الفقر وعدم وجود المؤسسات الضامنة !.

ان الامام الصدر يفترض ان يكون برنامج عمل لكل حزب وتنظيم وتيار أو اي حالة سياسية تؤمن بالاسلام ونهج الامام الصدر ومدرسته ونظريته في العمل وفلسفته لادارة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والشخصية وعندما يصبح هذا الامام الكبير برنامج عمل ومشروعا للدولة والمجتمع فان هذا المجتمع القائم على اساس قيم الامام الصدر سيكون هو البديل عن مجتمع الانقسامات والانشقاقات وغياب التنمية والتطوير ونظام الخدمة وهذا التوتر الحاصل في العلاقات الوطنية لأن من الضروري وجود الرمز والمنهجية في مشروع السلام الاجتماعي الذي يخلقه بين فئات المجتمع والغاء حالة الاحتراب والانقسامات القائمة والصدر هو الرمز والسلام الاجتماعي والقيم الرائدة..

نسأل الله تعالى  ان ينعم على العراق واهله بحياة مطمئنة وعادلة  مستمدة من نهج ومشروع الامام الصدر الخالد التي يتفجر منها العمل الصادق والفلسفة المهنية القادرة على بناء المجتمع اقتصاديا وعمرانيا وانسانيا .

وفي الختام :
 علينا ان نعلم ان الامام الصدر  ينظر الينا وبيننا .
 لذلك لنراجع اعمالنا هل افرحناه بها  ام ابكيناه  .
وهل ادخلنا السلام على قلبه بعملنا ام  اجعلناه حزينا باكيا ؟!.

أخر الأخبار