• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

باكستان والهند .. مسؤولية لا يمكن تجاهلها كادت أن تشعل حربا نووية

باكستان والهند .. مسؤولية لا يمكن تجاهلها كادت أن تشعل حربا نووية

  • أمس, 13:38
  • مقالات
  • 27 مشاهدة
د.رعدهادي جبارة

"Today News": متابعة 



■في خضم التوترات المتكررة بين الهند وباكستان، شهدنا في أوائل مايو من عام 2025 تصعيدًا خطيرًا كاد أن يجرّ المنطقة إلى أتون حرب مفتوحة. وعلى الرغم من توقف الاشتباكات بوساطات متعددة، فإن تحليل أسباب هذا التصعيد يفرض علينا أن نكون صادقين مع الواقع، بعيدًا عن العاطفة أو التبرير الأيديولوجي.
■مقتل السياح: الشرارة التي أشعلت النار:
السبب المباشر للاشتباكات كان العملية الدموية التي استهدفت سياحًا أبرياء في كشمير والهجوم في 22 أبريل/نيسان الماضي الذي أودى بحياة 26 شخصا في الشطر الهندي من كشمير، نفذتها جماعة مسلحة يربطها الكثيرون، بقرائن سياسية وأمنية، بباكستان أو على الأقل بعناصر داخل مؤسساتها الاستخباراتية.و لم تُقدّم إسلام آباد اعتذارًا رسميًا، ولم تبادر حتى برسالة مواساة، ما فُسِّر على نطاق واسع كنوع من الرضى الضمني أو النفي الخجول للمسؤولية، الأمر الذي هيّأ البيئة للرد الهندي العنيف.
■جيش "العدل": الورقة المؤلمة في خاصرة إيران:
تشهد العلاقات الإيرانية- الباكستانية توترات دورية بسبب نشاط عصابات "جيش العدل" المسلحة في إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني. إيران تتهم باكستان بإيواء هذه الجماعة أو التساهل معها، في حين تبرر إسلام آباد موقفها بصعوبة السيطرة الأمنية على المناطق الحدودية الوعرة. ومع ذلك، فإن استمرار الاعتداءات العابرة للحدود يضعف هذا التبرير ويُبرز قصورًا أمنيًا أو تراخيًا سياسيًا من الطرف الباكستاني.
■طالبان وداعش-خراسان: إرث الاستخبارات الباكستانية
 لا يمكن الحديث عن دور باكستان في زعزعة الاستقرار دون التطرّق إلى الدعم التاريخي لطالبان، حيث كانت إسلام آباد، عبر جهاز الاستخبارات (ISI)، أحد أبرز حلفائها في الحرب ضد السوفييت، بدعم أمريكي وخليجي. لكن هذا الدعم، الذي استمر لاحقًا بنسب متفاوتة، أدى إلى ولادة جماعات أكثر تطرفًا مثل "داعش- خراسان"، التي تهدد أمن باكستان نفسها اليوم.
■مسؤولية مزدوجة
هذا لا يعني تجاهل وجود تحديات أمنية داخلية في باكستان، أو أن كل مؤسساتها تدعم الإرهاب. باكستان عانت من موجات عنف رهيبة، وقدّمت آلاف الضحايا من جنودها ومدنييها. لكن التاريخ المعقّد للعلاقة بين بعض أجهزتها والجماعات المتطرفة لا يمكن إنكاره، خاصة حين تكون مخرجاته ما نراه اليوم من توترات في كشمير وإيران وأفغانستان.
  ■البعض يفترض أن باكستان انتصرت ويظن أنها تمثّل الأمة الإسلامية!! وتُجسِّد الإيمان والله في نظامها!! ويتناسى أنها ذات نظام عميل وجيشها ومخابراتها رهن إشارة الغرب وواشنطن، وهي دولة مارقة توفّر أوكاراً للإرهاب، ولطالما أمّنت لطالبان و داعش خراسان وجيش العدل الإرهابي ملاذا آمناً وأنها تؤوي أعتى العصابات التكفيرية التي تمارس القتل والذبح والخطف ضد الناس و المسؤولين في محافظات ايران الشرقية ذات الغالبية السنية وضد حرس الحدود الايرانيين، بحيث ضاقت ايران بذلك ذرعاً .وفي الـ16من كانون الثاني 2024 قام حرس الثورة الاسلاميةالايراني بقصف معسكرات مايسمى بـ[جيش العدل] في بلوشستان الباكستانية بالمدفعية و الصواريخ والمسيّرات ، و ردّت القوة الجوية الباكستانية في 18كانون الثاني2024 بقصف ست مناطق من الأراضي الايرانية وقتلت 10 أشخاص مدنيين أبرياء وجرحت آخرين، مما دعا طهران لاستدعاء القائم بأعمال السفارة الباكستانية وأبلغته احتجاجها الشديد.
■أقولها بصراحة:
هي لم تكن حربا
ولم يكن فيها طرف منتصر،
بل الطرفان تبادلا القصف و القتل والتدمير المتبادل من بعيد ودون شن حرب برية وبلا أي زحف بري أو اشتباكات مثمرة على الأرض من قبيل تحرير منطقة أو أسر مئات أو آلاف من قوات الطرف المقابل مثلما يجري في الحروب.
 ■ولا يخفى علينا بأن الطرف المعتدي والبادئ في القتل هو الطرف الباكستاني عبر ميليشيات مسلحة تتبعه في كشمير قتلت سواحاً أبرياء دون ذنب وكادت الأمور أن تتطور إلى حرب نووية لأن الجانب الباكستاني لم يكلف نفسه عناء الاعتذار ولا حتى مجرد ارسال المواساة لعائلات القتلى المغدورين والجرحى.
 ■باكستان مفرّخة الإرهاب وتدعم وتشجع الإرهابيين في إيران و افغانستان و كشمير والهند،منذ عقود. و طالما اشتكى جيرانها الايرانيون والهنود والافغان منها.فلا نجعل منها ملاكاً ولا رمزا للأمة الإسلامية، و مخابراتها تربّي آلاف القتلة الإرهابيين ضد دول الجوار، وجيشها طالما استولى على الحكم بانقلابات دموية وأعدم الرؤساء الباكستانيين دون رحمة ،كما فعل الجنرال ضياء الحق بإعدامه ظلما ذو الفقار علي بوتو رغم توسط الإمام الخميني وتوجيه رسالة مكتوبة للجنرال العميل ذي الإسم الجميل [ضياءالحق!!!!].
  ■وبكل الاحوال الباغي مدان حتى لو كان مسلماً ،وعلينا أن ننهى المعتدي عن عدوانه، ولو كان مسلما بالإسم،وينبغي أن لاتغرنا المظاهر و الأسماء والشكليات والهلال في العلم الباكستاني فما خفي أعظم!!
■الخلاصة:
في زمن الاضطراب الإقليمي والانقسام الإسلامي والنظام العالمي الهش والوضع الاقليمي الحساس؛ من الضروري أن نتعامل مع الحقائق كما هي، لا كما نريدها أن تكون. باكستان ليست مجرد ضحية، بل تتحمل مسؤولية حقيقية – مباشرة أو غير مباشرة – عن تصعيدات خطيرة في محيطها. الاعتراف بذلك لا يعني العداء، بل هو الخطوة الأولى نحو إصلاح عميق في السياسات الإقليمية، وتوجيه دفة الجهود نحو الأمن والسلام والاستقرار الدائم.

د.رعد هادي جبارة
رئيس تحرير
مجلة الكلمة الحرة

أخر الأخبار