• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

محكمة كورونا تختبر العلاقات الزوجية في العراق

محكمة كورونا تختبر العلاقات الزوجية في العراق

  • 9-04-2020, 12:08
  • تقاير ومقابلات
  • 1059 مشاهدة


خاص :"Today News"

كما  ان كورونا كان وسيلة للتقارب بين افراد الاسرة الواحد عبر حجر صحي وقائي ملزم فرض على العالم اجمع الا ان الحال لم يكون كذلك مع الشباب مصطفى الحسناوي  الذي عاد قبيل انتشار الوباء في اغلب دول العالم .

مصطفى شاب ثلاثيني يمتهن تجارة ملابس  اطفال  قدم مؤخراً من اربيل وهو حامل لعدوى الفايروس القاتل دون علم منه او حتى علامات تنبهه  لأصابته بالمرض  بعد مضاعفات صحية له اجريت له الاختبارات لتبين اصابته الموكدة بالفايروس الآمر الذي اوجب حجرة في مستشفى الديوانية العام 180 كيلومتراً عن بغداد .

كافح مصطفى وتماثل للشفاء الا ان حياته قلبت راساً على عقب فقد كانت عودته غير  مرغوب فيها داخل منــزله مع توجس من احتمالية عودة الاصابة له او امكانية الشفاء الحقيقي من المرض فقد رفضته زوجته وهجرته و بدأت تتجنبه بصورة  جعلت حياته الزوجية على شفا حفرة الامر الذي ادخل مصطفى في  حالة من العزلة المجتمعية .

كورونا ذلك العدو الخفي كان سببا  لارتفاع حالات المشاجرة بين الازواج ليس لمن اصابه المرض فقط بل ان متلازمة الازواج  في البيوت تنفيذا لإجراءات الحجر الصحي عمقت تلك الخلافات ووسعت من تفاقهما  داخل الواقع المجتمعي العراقي والذي هو جزء من الواقع العالمي اجمع .

ففي مثال قال مدير دائرة الاستشارات النفسية في منظمة الرعاية الاجتماعية إن الخلافات الزوجية داخل المجتمع الايراني تضاعفت 3 مرات جراء الحجر الناجم عن انتشار فيروس كورونا في البلاد.

وأضاف بهزاد وحيد نيا أن عدد الاتصالات التي تتلقاها المؤسسة بلغ ٤ آلاف اتصال يومي لطلب استشارات اجتماعية على صلة بالخلافات الزوجية.

فيما كشفت تحدث تقارير صينية محلية عن ارتفاع معدلات الطلاق في الصين بشكل حاد مع تفشي فيروس كوفيد-19 في البلاد، ووصول عدد طلبات الطلاق إلى الحد الأقصى.

اذ كشف مدير سجل الزواج في مدينة داتشو في مقاطعة سيتشوان في جنوب غرب الصين، أن أكثر من 300 من الأزواج طلبوا الطلاق منذ 24 فبراير المنصرم. ويعتقد المسؤولون أن هذه الزيادة الحادة في طلبات الطلاق يمكن أن تكون ناجمة من حقيقة أن الشركاء قضوا وقتًا طويلًا في الحجر الصحي لحالو من بعضو كما يقال بالمصري في اغلب البلدان العربية والاجنية علة حد سواء .

في العراق لا يوجد ما يسمى بمحكمة الاسرة والقصد في ذلك ان مشاجرات الازواج تتدخل فيها محكمة الاهل والاقرباء والاصدقاء فأما الصلح  او صب الزيت على النار .

 وبالعودة الى مصطفى الحسناوي فزوجته لا تزال في بيت ذويها وتدخلات الاهل فاقمت الامر,  وبحسب مصطفى ان حياته الزوجية على وشك نهايتها فكل الحلول تقضي للانفصال .

 اما مروة علي وهي اعلامية تقول ان" جلوس زوجها في المنزل  جعلها تتعرف عليه من جديد فسنة خطوبة وثلاث سنوات زواج لم تكون كفيلة باكتشاف طباعة  لم تكون مألوفة من قبل ولو عاد الزمن للوراء قليلاً لما ارتبطت به بحسب قولها" .

وتضيف : نتشاجر في اليوم اكثر من (4-5) مرات تعلو اصواتنا حتى يسمعها الجيران اضطررت لتنجب تلك الحرب النفسية الى المكوث مع اطفالي في الطابق الثاني للبيت فيما يسكن هو الاول حتى انتهاء ايام الحجر على خير .

اما انور علي وهو استشاري طب تجميل يعاني من متلازمة صراخ اطفاله وهو الذي اعتاد على الهدوء يقول ان " المكوث اكثر من ساعة في البيت جريمة  عقابها تجاوز مخاطر كورونا والضغط النفسي الذي نجم عن الحجر كفيل بان يجعلني اقرر ان لا اعود للبيت حتى منتصف الليل فيما لو افرج عنا بعد الحظر .

زوجته ترى ان الله عاقب زوجها على ما كان يقلل من مشاغلها داخل البيت ومسؤولية الاطفال اذ تقول  ليندا خالد وهي طبيبة جالست المنزل منذ ثلاثة اعوام لرعاية طفليها جود ثلاث سنوات وليليان سنة ، زوجي طبيب يقضي اغلب يومه بين الدوام وعيادته الخاصة هو دائم التذمر ويقلل من شان الجهد في المنزل الحجر الصحي كان كفيل ليرى جحم المجهود الذي ابذله في المنزل لكن بالرغم من ذلك نتشاجر يوميا فواقعنا مثقل بالمسؤوليات اذ تستمر الشجارات حتى ساعات متأخرة من الليل ".

ما يشهده الواقع العراقي من خلافات زوجية خلال فترة الحجر الصحي  يراه  متخصصون انه "كشف هشاشة العلاقات داخل الاسر  في مجتمع  يشهد في ظروفه العادية ارتفاع بنسب الطلاق  والعنف الاسري خلال السنوات الاخيرة .

اذ كشفت إحصائية رسمية، عن ارتفاع تاريخي لمعدلات الطلاق في العراق، خلال العام الماضي 2019 ، بمعدل غير مسبوق، وسط توقعات بارتفاعها في البلاد إلى أكثر من مليون خلال العام الجاري  2020.

الإحصائية التي كشف عنها مجلس القضاء الأعلى توكد وقوع  أكثر من ثماني حالات طلاق في البلاد بكل ساعة خلال العام الماضي بـ 79 ألف و569 حالة ، واشارت إلى تسجيل 73 ألف و569 حالة طلاق خلال العام الماضي، مقابل 245 ألف و296 حالة زواج في مختلف محافظات البلاد.

وتتصدر العاصمة بغداد، محافظات البلاد بعدد حالات الطلاق بأكثر من 30 ألف حالة، تلتها البصرة بأكثر من 5800 حالة ثم بابل بأكثر من 5 ألاف، فيما جاءت خلفهم نينوى التي خرجت للتو من معركة طاحنة ضد الإرهاب بـ 4 ألاف 740 حالة.

الدكتورة بشرى العبيدي  ناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل   تقول ان " التقارب الاجتماعي بين افراد الاسرة الواحدة  خلال الحجر الصحي فاقم من حدة الخلافات بصورة عامة خاصة الزوجية منها ,لافتة الى ان مسؤولية تجاوز هذه المرحلة تقع على عاتق الزوجين لكن النصيب الاكبر يقع على المراهقة التي من الضروري  ان تفهم الضغوط النفسية التي تواجه الرجل وهو المسؤول عن تامين متطلبات الاسرة وهو ما  يصعب  الامور في ظل الظروف الحالية ".

واضافت : " الحجر الصحي واقع مؤقت يتطلب التأقلم معه حتى تجاوز ظروفه فالعبور بالأسرة متماسكة  للوصول لبر الامان  بعد نهاية  جائحة كورونا ,على الازواج  تحمل بعضهم الاخر والتغاضي  عن البعض " .

 لافتة الى ان " الواقع العراقي لا يتحمل تفكك اسري جيد بسبب كورونا  بعد البوبجي وخلافات  مواقع التواصل الاجتماعي التي رفعت معدلات الطلاق الى ارقام قياسية ".

 من جهته  اوصى الباحث النفسي احمد الذهبي  الى اتباع وسائل من شانها تخفف الضغط النفسي الذي ينجم عنه التفرغ  بمشاجرات بين الازواج او بين الابناء داخل الاسرة  الواحدة ".

واضاف :لا باس للرجال العائلة الواحدة لتبادل الحديث في الشؤون السياسية للبلد او تبادل الخبرات فيما بينهم , وهي  ايضا فرصة لتجديد العلاقة بين الازواج لا الخلاف واحياء ايام الحب والاعجاب فالعلاقات الصادقة ستثبت متانتها في زمن الكورونا والعلاقات الهشة ستعصف بيها رياح المرض ".

أخر الأخبار