• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

هل آن الاوان لتشكيل تيارين سياسيين محافظين واصلاحيين ؟

هل آن الاوان لتشكيل تيارين سياسيين محافظين واصلاحيين ؟

  • 4-02-2020, 15:27
  • مقالات
  • 514 مشاهدة
د. صلاح عبد الرزاق


من ابرز معالم المشهد السياسي عام ٢٠١٨ هو بروز تحالفين كبيرين يضم كل منهما نواب شيعة وسنة وهما (تحالف البناء) و(تحالف الاصلاح والاعمار).

وخلال تشكيل الحكومة الذي استمر عاما حتى اختيار اخر وزير برز للسطح خلاف داخل التحالفين. اذ اتهمت اطراف البناء ائتلاف الفتح بأنه ينفرد باتخاذ القرارات دون التشاور مع حلفائه وخاصة ما يتعلق باختيار الوزراء. وصدرت تصريحات من ائتلاف دولة القانون بهذا الصدد. لكن دولة القانون بقي يساير الفتح داخل البناء ولا يريد الاصطدام به ولا يخرج منه كي لا يتفتت التحالف لكنه لم يخفي استياءه من انفراد الفتح بالقرار والتنسيق مع سائرون ، خصمه التقليدي ، دون اطلاع دولة القانون.
كما ان الكتلة السنية داخل تحالف البناء اعلنت مرارا انها غاضبة على انفراد الفتح بالقرار وانها تشعر بالندم على انضمامها الى تحالف البناء. علما بان النواب السنة وعددهم خمسون نائباً داخل البناء يمثلون الثقل السني الاكبر.

واتهمت اطراف تحالف الاصلاح ائتلاف سائرون بانه ينفرد باتخاذ القرارات ولا يتشاور مع حلفائه. وصدرت عدة تصريحات من تيار الحكمة وائتلاف النصر حتى اتخذ الحكمة قراره بالخروج من التحالف والذهاب الى المعارضة. اما النصر فكان مترددا في ذلك فاعلن بانه يسير نحو المعارضة التقويمية. اما دولة القانون فكان ما يزال يساير الفتح داخل البناء ولا يريد الاصطدام به كي لا يتفتت التحالف لكنه لم يخفي استياءه من انفراد الفتح بالقرار والتنسيق مع سائرون ، خصمه التقليدي ، دون اطلاع دولة القانون. كما ان الكتلة السنية داخل تحالف البناء اعلنت مرارا انها غاضبة على انفراد الفتح بالقرار وانها تشعر بالندم على انضمامها الى تحالف البناء. علما بان السنة وعدده خمسون نائبا داخل البناء يمثلون الثقل السني الاكبر.

وخلال فترة حكومة عبد المهدي كان الفتح وسائرون ينسقان مواقفهما النيابية والسياسية بشكل براغماتي وبعيدا عن كتل تحالفيهما.
لقد نجح تحالف الفتح سائرون في الهيمنة على القرار الشيعي باعتبار انهما يملكان معاً اكثر من مائة نائب اي ما يشكل قرابة ثلث مقاعد البرلمان العراقي. بينما يشكل بقية الشيعة ثمانين مقعداً موزعة على عدة كتل ابرزها دولة القانون ٢٥ مقعدا ، والنصر ٢٢ مقعدا ، والحكمة ١٩ مقعدا . اي قرابة سبعين مقعدا لوحدهم.

وطالما تمكن الفتح وسائرون من تجاوز خلافاتهما وارتباطاتهما السياسية وقدما اداءا منسجماً ومثمراً ، وانهما فعلاً راعيا حكومة عبد المهدي كما انهما رشحا محمد توفيق علاوي ويدعمانه ،
فهل حان الوقت لان يشكلا تحالفاً واحدا ًيضم كل القوى المتشكل منهما التحالفان ونشهد ولادة تيار شيعي جديد ؟

من جانب اخر نجد ان معارضي تكليف محمد علاوي وهم حزب الدعوة الاسلامية والنصر والحكمة وجبهة الاصلاح والتنمية السنية. فهل بامكانهم اجراء مشاورات وتنسيق اكبر لنشهد ولادة تيار اصلاحي كبير.

وبذلك ينفرج المشهد السياسي باتجاه تيارين ولنسميهما مؤقتاً (محافظ) و(اصلاحي) يضمان القوى الشيعية والسنية معا. وتيار ثالث يضم الاحزاب الكردية في التحالف الكردستاني.

وتيار رابع يضم القوى الصاعدة الحديدة من الحركة الاحتجاجية واية جماعة مستقلة او تريد العمل لوحدها.

عندها نتخلص من حالة التشظي الحزبي والتوالد السياسي الذي يرافق كل انتخابات حتى يتجاوز العدد ٣٠٠ كيانا سياسيا مسجلين رسميا في دائرة الاحزاب السياسية في مفوضية الانتخابات.
كما ستضطر التيارات الاربعة الى توحيد برامجها قبل الانتخابات وتلتزم بتنفيذها اذا ما شاركت او استلمت الحكومة. وامامنا انتخابات مبكرة قد تغير خارطة المشهد السياسي العراقي.

ونتيجة لهذا الفرز والاصطفاف السياسي ستتشكل الاغلبية السياسية وبالتالي الكتلة الاكبر في البرلمان والمسؤولة عن ترشيح رئيس الوزراء وتتحمل اخفاقاته ونجاحاته ولا تبقى الحالة تائهة كما في حكومة عبد المهدي نيابياً على الاقل.
اما التيار الاخر فيذهب الى المعارضة السياسية الحقيقية ولا يشارك بالمناصب الوزارية باعتبارها استحقاق انتخابي يتغير كل اربع سنوات.

أخر الأخبار