• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

إيران تعيد رسم قواعد الاشتباك وتسقط اسطورة التفوق الصهيوني

إيران تعيد رسم قواعد الاشتباك وتسقط اسطورة التفوق الصهيوني

  • أمس, 14:19
  • مقالات
  • 50 مشاهدة
حافظ آل بشارة

"Today News": بغداد 


من تضميد الجراح الى صولة المظلوم استعادت الجمهورية الاسلامية زمام المبادرة في معركتها مع الكيان الصهيوني، وبدأت منذ ليلة امس هجمومها المقابل بالصواريخ على كل مدن الاحتلال وكانت الحصة الاكبر للعاصمة تل ابيب، انها نقطة تحول استراتيجي، وللتذكير فقد كان هدف الضربة الصهيوامريكية لايران امس هو اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية، على اساس سيناريو ذي مراحل يبدأ باغتيال القيادات، وقد تحول الحلم الصهيوني الغبي الى كابوس، وهكذا اعلن السيد الولي بنفسه البدء بالهجمات الصاروخية، ووعد الصهاينة بأيام صعبة، وقال مسؤولون ايرانيون انها فد تكون معركة مطولة، وهو تصريح يلامس مخاوف الكيان الذي يفضل عادة الحروب الخاطفة لاسباب تأريخية وجيو سياسية ضاغطة، وهو عاجز عن مواجهة حرب استنزاف طويلة، لذلك راهن الصهاينة على عناصر عديدة للحسم الذي يريدونه ان يجري في وقت اقصر :
1- يراهنون على اثارة الفتن في الداخل الايراني لارباك الدولة وتشتيت قدراتها في القيادة والسيطرة بهدف اسقاط النظام، وهم لا يعلمون ان الشعب الايراني يتحد ويتضامن مع حكومته عادة في مواجهة الخطر الاجنبي.
2- المراهنة على التدخل الامريكي للاستفادة من التفوق الجوي لقلب موازين المعركة، الا ان ايران هددت كل القواعد الامريكية في الشرق الاوسط، وكل البلدان التي يمكن ان تنطلق منها الهجمات، فاصبح هذا الخيار مجرد مقامرة خطيرة.
3- لا يستطيع الكيان الصهيوني المجازفة بضرب المراكز النفطية والاقتصادية الايرانية لأنه سيواجه ردا بالمثل قد يؤدي الى اغلاق مضيق هرمز واحراق منشآت الطاقة في المنطقة، مما يدفع باسعار النفط الى مديات غير متوقعة، وحدوث ازمة طاقة عالمية.
كان جنون نتنياهو يركز على تدمير المواقع النووية الايرانية، فاخلاء المنطقة من القدرات النووية يشكل عمود نظرية الامن الصهيوني، كما يهدف على المدى القريب الى اضعاف الموقف التفاوضي لايران حول الملف النووي، وكان خوف نتنياهو من نهاياته المرعبة على ايدي خصومه الداخليين قد دفعه الى وضع الكيان كله في دائرة الخطر كتصدير للأزمة، وهذا السلوك من زاوية ثانية يساعد على تلميع صورة اسرائيل التي لا تقهر التي اصبحت تهيمن على حكام المنطقة بالتطبيع والترهيب، وتشيع في الاذهان ان كل من يعترض مشروعها التوسعي يهزم، الا ان الهجوم الايراني المعاكس غير المعادلات، ووضع الكيان كله في دوامة الرعب، ورئيس الاركان الصهيوني قال في بيان ان كيانه سيمر باوقات عصيبة، صحفي اجنبي نقل صورة ذات معنى، قال: ان ملايين الصهاينة في الملاجئ والايرانيون على السطوح يراقبون الاجواء.
الكيان الصهيوني يعتمد خطة التعتيم الاعلامي ويعاقب كل من يتداول اخبارا او صورا عن الخسائر، لذلك لا يمكن تخمين خسائره في الارواح والمعدات.
هذا التحول في موازين القوى والغلبة الايرانية وهيمنة طهران على ساحة المعركة، رفع معنويات شعوب المنطقة، وشفى غليلها، فهناك ترحيب شعبي في جميع دول المنطقة بالتفوق الايراني الا ان هذا التفاعل والحماس الشعبي يجري التكتم عليه وحظر جميع الحسابات والصفحات التي تدعم الهجمات الايرانية وتفضح الخسائر الصهيونية.
مازال الصراع في بدايته ولا يمكن التكهن بالخواتيم، ومع ان الجمهورية الاسلامية تتصرف بحذر وخطوات مدروسة بدقة الا انها تحسب حساب اي تدخل امريكي وما يمكن ان تترتب عليه من مضاعفات امنية واقتصادية، وكذلك لا تغفل ايران حالات متوقعة من جنون نتنياهو وما يمكن ان يفعله في اطار نظرية (خيار شمشون) اذا قرر السير في طريق اللاعودة.

أخر الأخبار