الدفاع الكفائي .. فتوى النجاة التي أنقذت العراق من الإرهاب
"Today News": بغداد
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
سورة محمد (ص)، الآية: 7
في الثالث عشر من حزيران عام 2014، شهد العراق انهيارًا مفاجئًا وسريعًا لمؤسسات الدولة الأمنية، وسط اجتياح تنظيم داعش الإرهابي لمحافظات واسعة من البلاد، بتخطيط ودعم مباشر من فلول حزب البعث اللاإنساني، وتنسيق مع قوى إقليمية ودولية.
وفي خضمّ هذا الخطر الداهم، تصدّى المرجع الديني الأعلى، آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله العالي)، للموقف بإصدار فتواه التاريخية ”الدفاع الكفائي” في الرابع عشر من شعبان سنة 1435 هـ، الموافق للثالث عشر من حزيران 2014، والتي شكّلت طوق النجاة، التي ساهمت بحكمة قيادتها ومشاركة القوات الأمنية العراقية من الجيش والشرطة الاتحادية والأمن والمخابرات والاستخبارات إضافة الى الدفاع الجوي وطيران الجيش وببطولات الحشد الشعبي والدعم الجماهيري الكبير برفع الروح المعنوية للقتال والمقاومة والتصدي والانتصار السريع على الإرهاب الداعشي.
وبعون الله وتوفيقه تحققت الانتصارات الربانية التاريخية على المخطط لها من دول الزيف السياسي والإعلامي والأمني والعقائدي لداعش والبعث ومؤيديهم. وعاد الأمن والسلم للعراق والمنطقة، في فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز ثلاث سنوات ونصف (حزيران 2014 - كانون الأول 2017)، رغم أن التقديرات الدولية كانت ترجّح استمرار الحرب لعشرين سنة.
أبرز إنجازات الفتوى التاريخية ما يلي:
1- إنقاذ الدولة من الانهيار:
جاءت فتوى الدفاع الكفائي في لحظة محورية لتمنع الانهيار الكامل للدولة العراقية ومؤسساتها الأمنية والعسكرية .
2- إفشال مشروع الفتنة الطائفية:
دعا السيد المرجع السيستاني باستمرار إلى الوحدة الوطنية، مؤكدًا على أن الدفاع عن العراق مسؤولية الجميع، دون تمييز طائفي أو عرقي، وهو ما أحبط مشاريع التقسيم التي كانت تُعد له دوائر داخلية وخارجية.
3- الالتزام الأخلاقي والشرعي:
أصدر المرجع الأعلى توجيهات صارمة بضرورة احترام المدنيين، والتمسك بالأخلاق الإسلامية والضوابط القانونية في ميادين القتال.
4- توحيد الصف الوطني:
أسهمت الفتوى في توحيد الصفوف وتعزيز الروابط بين المسلمين والأديان الأخرى في الدفاع عن الوطن والقضاء على الارهاب الذي استهدف الجميع.
5- انتصار القيم الإنسانية:
ساهمت الفتوى في ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان، من خلال تعزيز التعاون والتكاتف لنصرة الحق، والحفاظ على السيادة الوطنية، والوقوف ضد الانتهاكات القاسية لقيم حقوق الإنسان.
لقد مثّلت فتوى الدفاع الكفائي محطة فارقة في تاريخ العراق الحديث، وستظل شاهدًا خالدًا على وعي ودور التصدي للمرجعية الدينية العليا في التغيير المنشود ، إضافة إلى تلاحم الشعب، وقدرته على إسقاط أخطر مشروع إرهابي عرفه العصر الحديث وأمثاله، والتأكيد على وحدة العراق وسيادته واستقلال إرادته.
الرحمة والخلود لشهداء العراق الأبرار
الذين جاهدوا دفاعًا عن دينهم ووطنهم، وكتبوا بدمائهم ملحمة النصر والعزة والكرامة.
وليد الحلي
12 حزيران 2025
11-06-2025, 22:18 مجزرة "سبايكر" .. ذاكرة دم ارتبطت بقصور الطغيان
أمس, 14:34 الدفاع الكفائي .. فتوى النجاة التي أنقذت العراق من الإرهاب
وليد الحلي9-06-2025, 18:31 خصوصية المفردة القرآنية 30 .. عفوك عن المخطئ سبيلك لعفوالله عنك
د.رعدهادي جبارة4-06-2025, 13:20 الحوار المثمر هو الأمل لمستقبل أفضل
وليد الحلي29-05-2025, 11:20 ينبغي تسهيل زواج الشباب ومساعدتهم
د.رعدهادي جبارة