• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

اليوم العالمي

اليوم العالمي

  • 8-03-2020, 19:26
  • مقالات
  • 476 مشاهدة
محمد عبد الجبار الشبوط

اليوم العالمي

محمد عبد الجبار الشبوط

احتفل الناس بيوم المرأة العالمي في ٨ اذار في اطار  حملة هيئة الأمم المتحدة للمرأة الجديدة المتعددة الأجيال بمناسبة  مرور 25 عامًا على اعتماد إعلان ومنهاج عمل بكين، والذي اعُتمد في عام 1995 في المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، باعتباره خارطة الطريق الأكثر تقدمًا لتمكين النساء والفتيات في كل مكان.

ويوم المرأة العالمي هو واحد من ايام متنوعة  حددتها الامم المتحدة  مثل اليوم العالمي لحقوق الانسان، واليوم العالمي للسرطان ، واليوم العالمي للتطوع، و اليوم العالمي للطفل، و اليوم العالمي للغة العربية، وهكذا.

والميزة الاساسية لهذه "الايام" انها غير مرتبطة بدين او مذهب او قومية او دولة محددة، بل هي ايام تمثل قواسم مشتركة بين كل الناس بغض النظر عن هذه العناوين الفرعية.

وهذا جزء من اتجاه تاريخي عام  تشهده البشرية منذ عقود مع تسارع وتائر التقدم العلمي والتكنولوجي، خاصة على صعيد  الثورة المعلوماتية،  ووسائل التواصل العالمي. لقد حصل التقارب بين البشر مديات غير مسبوقة حيث يستخدم  اكثر من ثلث سكان الكوكب  الانترنيت الذي جعل العالم فعلا حيا صغيرا وليس لقط قرية صغيرة، او بعبارة  توماس فريدمان في كتابه الشهير الذي يحمل نفس العنوان " العالم المسطح".

لقد كشف فك الشفرة الوراثية للانسان  وقراءة رموز ال DNA  عن وحدة النوع البشري  بشكل لم يكن موثقا ومؤكدا من قبل رغم ان الاديان السماوية اكدت على وحدة الجنس البشري من قبل؛ لكن التنوع في اللغات ولون البشرة والشكل العام للبشر، فضلا عن الاختلاف في المصالح الاقتصادية والسياسية والعقائد والاديان، ادخل الجنس البشري في سلسلة طويلة من الحروب والصراعات حصدت من البشر اكثر مما فعلته الكوارث الطبيعية.

ولم يدرك البشر فداحة صراعاتهم وحروبهم وتفرقهم الا بعد الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها اكثر من ٦٠ مليون انسان، الامر الذي دفع قادة العالم انذاك الى تشكيل منظمة الامم المتحدة التي نصت ديباجة ميثاقها على ما يلي:

"نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا

أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف،

وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية،

وأن نبيّن الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي،

وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدماً، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.

وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا

أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن نعيش معاً في سلام وحسن جوار ،

وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي،

وأن نكفل بقبولنا مبادئ معيّنة ورسم الخطط اللازمة لها ألاّ تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة ،

وأن نستخدم الأداة الدولية في ترقية الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها،

قد قرّرنا أن نوحّد جهودنا لتحقيق هذه الأغراض".

تمثل الايام العالمية التي سنتها الامم المتحدة بوحي الفكرة الحاكمة في هذه الديباجة مقدمات  لصناعة المواطن العالمي الذي يشترك مع  غيره بنفس الهموم  ويتطلع الى نفس الامال، ايمانا بوحدة الجنس البشري، اصلا ومسيرة ومصيرا.

ويفرض هذا الايمان  ان يتفهم المواطن الفرد ان اختلافه عن مواطنيه الاخرين في العالم باللون او اللغة او الدين او المذهب او الطبقة او العشيرة او الحزب المعتقد السياسي  او الموطن لا ينبغي ان يأتي على حساب  الوحدة الانسانية والمواطنة العالمية الواحدة.

أخر الأخبار