• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

مرور 14 عاماً على الحادث الارهابي على العتبة العسكرية

مرور 14 عاماً على الحادث الارهابي على العتبة العسكرية

  • 23-02-2020, 18:14
  • مقالات
  • 1075 مشاهدة
صلاح عبد الرزاق

مرت أمس الذكرى الرابعة عشرة على تعرض العتبة العسكرية في سامراء إلى حادث تفجير القبة من قبل تنظيم القاعدة. الحادث الذي يعد الأكبر تأثيراً شعبياً وإعلامياً وسياسياً وأمنياً. وقد كان الحادث الشرارة التي أشعلت فتنة طائفية راح ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء. وأعقبتها حوادث تطهير طائفي متبادل بعد أن كانت من طرف القاعدة خاصة في مثلث الموت في اللطيفية جنوب بغداد.

تفجير مرقدي العسكريين في سامراء
في الساعة الثامنة من صباح يوم الأربعاء الموافق 22 شباط 2006  اتصل بي رئيس الديوان صالح الحيدري، وهي أول مرة يتصل بي صباحاً . أبلغني بأنه في  فجر اليوم تم تفجير قبة الإمامين العسكريين. فقلت له: هل السيد السيستاني يعلم بالأمر؟ فأجاب: نعم أبلغناه.
إنه حدث جلل لأن المراقد المقدسة لها تقديس عالٍ وحساسية كبيرة لدى الشيعة. وأن الإساءة إليها يعني بداية الحرب الطائفية. سرعان ما اتصلت بدائرة العلاقات والإعلام وطلبت من موظفيها التهيؤ لعقد مؤتمر صحفي في الساعة الحادية عشرة صباحاً، ودعوة وسائل الإعلام للحضور.
 أسرعت إلى الدائرة وأعددت بياناً نددت بالتفجير والجريمة الكبيرة التي ارتكبتها القاعدة. ودعوت إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الانفعالات أو ردود الأفعال الارتجالية، وضرورة وحدة الصف والتماسك الوطني في مثل هذه الأحداث. حضرت عشرات من وسائل الإعلام العراقية والعربية والأجنبية لأنه لم يصدر أي رد فعل من الحكومة ولا وزارة الداخلية بعد. تم توزيع البيان الصحفي ، ثم أجبت على أسئلة الصحفيين.  

 وكان ثلاثة من تنظيم القاعدة قد نفذوا التفجير بزرع عبوات ناسفة تزن قرابة 100 كيلوغرام. وأدى الانفجار إلى انهيار القبة وتدمير الشباك والضريح . وظهر محتجون يبحثون في الأنقاض وهم يحملون عمامة الإمام العسكري (ع) وسيفه، والتراب يعلوها، فزاد الهياج الشعبي.

عمت تظاهرات عارمة في بغداد ومدن الوسط والجنوب ، وعقدت الاجتماعات ونودي بشعارات ضد البعثيين والوهابية. وشهدت بغداد أعمال قتل عشوائي وحرق مساجد سنية . وكذلك في بقية المحافظات وخاصة في البصرة وسامراء. وقامت عناصر القاعدة بقتل الصحفية أطوار بهجت مراسلة قناة العربية مع اثنين من المصورين الذين ذهبوا إلى سامراء لتغطية الحادث.

بيان السيستاني
 أعلن رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري الحداد لثلاثة أيام. وكنت أترقب صدور بيان السيد السيستاني الذي أعلن الحداد سبعة أيام ، ودعا إلى ضبط النفس وعدم اتخاذ أية إجراءات تؤدي إلى وقوع الفتنة الطائفية التي يريدها من نفذ التفجير. وقد ارتحت لأن البيان تحدث بنفس الروح التي أصدرت فيها بياني قبله بساعتين،  وهذا نص بيان السيستاني:

((                         بسم الله الرحمن الرحيم
      يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون
لقد امتدت الأيادي الآثمة في صباح هذا اليوم لترتكب جريمة مخزية، ما أبشعها وأفظعها وهي استهداف حرم الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام ، وتفجير قبته المباركة مما أدى إلى انهدام جزء كبير منها وحدوث أضرار جسيمة أخرى.
إن الكلمات قاصرة عن إدانة هذه الجريمة النكراء التي قصد التكفيريون من ورائها إيقاع الفتنة  بين أبناء الشعب العراقي ليتيح لهم ذلك الوصول إلى أهدافهم الخبيثة.
إن الحكومة العراقية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة في وقف مسلسل الأعمال الإجرامية التي تستهدف الأماكن المقدسة. وإذا كانت أجهزتها الأمنية عاجزة عن تأمين الحماية اللازمة فإن المؤمنين قادرون على ذلك بعون الله تبارك وتعالى.
إننا إذ نعزي إمامنا صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) بهذا المصاب الجلل نعلن الحداد العام لذلك سبعة أيام، وندعو المؤمنين ليعبّروا خلالها بالأساليب السلمية في احتجاجهم وإدانتهم لانتهاك الحرمات واستباحة المقدسات، مؤكدين على الجميع وهم يعيشون حال الصدمة والمأساة للجريمة المروعة أن لا يبلغ بهم ذلك مبلغاً يجرّهم إلى اتخاذ ما يؤدي إلى ما يريده الأعداء من فتنة طائفية طالما عملوا على إدخال العراق في أتونها .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
    23/ محرم الحرام 1427 هـ
    ( الموافق 22 شباط 2006 )
    ختم مكتب السيد السيستاني    ))

كما أصدر بقية المراجع الكبار في العراق والعالم الإسلامي بيانات استنكار للجريمة. ودان مرشد الجمهورية الإيرانية انتهاك حرمة ضريح الإمامين (ع) معلناً الحداد في إيران لمدة أسبوع. واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الاعتداء الآثم، إضافة إلى مجلس التعاون الخليجي ورؤساء وأمراء ووزراء خارجية  عدد من الدول العربية .

في عام 2011 ألقي القبض ثم تم تنفيذ حكم الإعدام بالارهابي التونسي يسري فاخر الطريقي منفذ العملية. وكانت القوات الأمنية قد ألقت القبض عليه في مدينة بلد، ومعه شخص عراقي هو محمد حسين أبو عبد الرحمن الذي شاركه في تنفيذ الاعتداء الآثم.

في حضرة الامامين العظيمين
بعد ثلاث سنوات كانت لنا أول زيارة للعتبة العسكرية حيث كانت أعمال الصيانة وإعادة بناء المرقد قد بدأت. كما تم تأمين الطريق من بغداد إلى سامراء. التقينا بالكادر الهندسي والمشرف من قبل رئاسة الوزراء ، واطلعنا على مراحل العمل . ثم تفقدنا مرافق المبنى والمسجد الملحق بالعتبة الذي أطلق صدام اسمه عليه. كانت قد أتيحت لي فرصة أن أدخل إلى القبر الشريف عندما كان بلا صندوق خشبي أو شباك ذهبي. دخلت خاشعاً لرهبة المكان ، وأنا بحضور إمامين عظيمين هما علي الهادي   والحسن العسكري  عليهما السلام.                      
 صليت ركعتين بين القبرين ، وهي فرصة لا تتاح لأي شخص في أي زمن.

في منزل الامام العسكري
بعد ذلك نزلنا في (سرداب الغيبة) وهو عبارة عن غرفة تحت الأرض، يقال أن الإمام المهدي (ع) (ولد في 15 شعبان عام 255 هج / الموافق الأول من آب عام 869 م) قد نزل فيه واختفى بعد الغيبة الصغرى (عام 322 هـ / الموافق 934 م) . نزلنا إليها من خلال سلم رخامي. كما أن أرضية الغرفة والجدران مغلفة بالمرمر الثمين. ولم يتأثر السرداب إلا قليلاً حيث سقطت بعض البلاطات وأجزاء من المرايا التي تزيّن السقف.  في الواقع لم يكن سرداباً آنذاك في العصر العباسي ولكن كان بيت الإمام عليه السلام. وبسبب ارتفاع الأرض تدريجياً عبر القرون صارت الغرفة سرداباً عميقاً. صليت ركعتين في المكان وأخرى ثواباً لوالدي.

أخر الأخبار