• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

تشجير العراق

تشجير العراق

  • 23-09-2019, 19:09
  • مقالات
  • 632 مشاهدة
محمد عبد الجبار الشبوط

تشجير العراق

محمد عبد الجبار الشبوط

الطريق الدولي الممتد من بوابة بغداد المحاذية لمدينة بسمايا وصولا الى مداخل بغداد من جهة الجنوب الشرقي لا يليق ابدا بعاصمة بلد نفطي. فالطريق الذي يبلغ طوله حوالي ٢٥ كم يشهد شتى انواع التجاوزات والعشوائيات والمخالفات والاوساخ والاتربة والمطبات والاعمدة الكهربائية المعوجة وغير ذلك مما يعطي انطباعا سيئا وصورة مزعجة للناظر.

وهذا كمثال، والا فان اغلب الطرق ليست بحالة افضل من طريق بغداد-بسمايا، ربما باستثناء مدن كردستان ومدينة الرمادي كما توحي بعض الصور.

ادامة الطرق والجسور وصيانتها وتأهيلها ومراقبتها والتاكد من حسن استخدامها مهمة وزارة المواصلات بالدرجة الاولى، ثم غيرها من الوزارات ذات العلاقة،  وربما تقع بعض المسؤوليات على المحافظات والمجالس البلدية، وامانة بغداد.

ويتعين على هذه الجهات ان تبذل الكثير من الجهد كي تكون الطرق الدولية سالمة وسليمة وامنة وغير مملة ومريحة لمستخدمي هذه الطرق.

ولكن واقع الحال والمشاهد باعيننا يشي بان هذه الجهات لا تبذل هذا الجهد المبذول والا لما ساءت حالة الطرق بالشكل الذي نشاهده الان. المؤكد بفعل هذه المشاهدة انه لا توجد جهة في الدولة تحرك ساكنا حين يصاب احد هذه الطرق بالاضرار نتيجة لسوء الاستخدام او غير ذلك من الاسباب والعوامل. فيبقى الضرر او الخراب الحاصل لفترة طويلة لا يعرف الا الله متى تنتهي بكل ما يسببه ذلك من اذى ومعاناة لمستخدمي الطرق.

اقترح على الجهات المعنية بالدولة، وبخاصة محافظة بغداد اطلاق حملة لتشجير طريق بغداد-بسمايا، كجزء بسيط واولي من خطة اكثر شمولا لتاهيل هذا الطريق وتحسينه. وهذه خطوة بسيطة لا تحتاج الى جهد كبير ولا الى اموال طائلة، لكن تنفيذها سيكون ذا مردود ايجابي كبير على الطريق، كما هو الحال في احد اجزاء الطريق الذي تم تشجيره في وقت سابق.

ويمكن ان تكون هذه الخطوة مرحلة اولى في تشجير كل مدينة بغداد، ضمن شعار لكل مواطن شجرة، فاذا كان سكان بغداد يبلغ عددهم ستة ملايين، فاننا بصدد ستة ملايين شجرة يتعين زراعتها في بغداد، في طرقها ومساحتها الفارغة.

فاذا ما عجزت الدولة او قصرت عن ذلك، كما هو حاصل الان، لايبقى امامنا سوى التوجه الى المواطن ومناشدته انجاز بعض الاعمال. فالقاعدة تقول انه ذا اهملت الدولة وظائفها او قصرت بها، فان على المواطن ان ينجز بعضها لان المواطن قبل المسؤول وان المجتمع وُجد قبل الدولة، وفشل الدولة  او عجزها لا يعني بالضرورة فشل او عجز المجتمع.

وفيما يتعلق بالطرق المارة بالمدن، ومنها طريق بغداد-بسمايا فاني اطرح فكرة تشجير هذا الطريق على المواطنين المستخدمين لهذا الطريق والمنتفعين به، وفي مقدمتهم اصحاب المحلات الموجودة على جانبي الطريق على امتداده من بوابة بغداد وصولا الى مشارفها وهم كثيرون جدا. يمكن ان يزرع صاحب كل محل عددا من الاشجار امام محله وان يتكفل برعايتها وسقايتها بشكل منتظم. وهنا يتعين التنسيق على الاقل مع الجهات المعنية في الدولة   لتحديد نوعية الاشجار التي سيتم زراعتها، وطريق الزراعة، ومكانها، لكي تكون الحصيلة منتظمة وغير عشوائية. بل ربما تقوم هذه الجهات، وخاصة امانة بغداد او وزارة الزراعة، بتزويد المواطنين اصحاب المحلات بشتلات الاشجار مجانا.

لقد جربتُ حملة تشجير طريق الحسين حين كنت رئيسا لشبكة الاعلام، ونجحت الحملة نجاحا منقطع النظير في دفع المواطنين الى المساهمة في هذه الحملة. ويمكن الان لجهة ما ان تطلق حملة مماثلة لتشجير طريق بغداد-بسمايا، كمرحلة اولى لتشجير بغداد بكاملها.

أخر الأخبار