الأبعاد الإنسانية والتربوية لنهضة الإمام الحسين(ع)
"Today News": بغداد
أسست انتفاضة الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) ضد الظلم والظالمين والفاسدين، أعظم مدرسة إنسانية لإحياء الضمير وتربية الأمة على قيم الإسلام في العدل والاخلاق والحقوق والحريات وتحقيق الواجبات والمسؤوليات ..
إذ وقف الإمام في وجه الحكم الأموي الفاسد الذي تلاعب بالدين الإسلامي وضيّع جوهره، فكانت نهضته صرخةَ حقٍّ خالدةً في وجه الباطل.
قال الإمام الحسين (ع): (إني لم أخرج أشِرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين).
معالم التربية الحسينية:
تميزت مدرسة الإمام الحسين بمعالم تربوية أساسية، نذكر منها:
1- الوعي والبصيرة؛
علّم الإمام الأمة أن أخطر الأعداء هو التزييف باسم الدين. فغياب الوعي هو مدخل الاستبداد. قالها بوضوح: (مثلي لا يبايع مثله).
2- العزة ورفضٌ الذل؛
أطلق عليه السلام شعارا خالدا يهزّ الضمائر، وهو: (هيهات منا الذلة).. فمن يرضى بالذل يفقد إنسانيته.
3- المسؤولية الجماعية؛
كرّس الإمام مبدأ المشاركة الجماعية في حفظ الحق: قائلا (ع):
( ايها الناس ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من رأى منكم سلطانا جائرا، مستحلًا لحرام الله، ناكثا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقًا على الله أن يدخله مدخله).
4- التضحية والثبات على الحق؛
قدّم عليه السلام أغلى ما يملك وهو نفسه وأهله وأصحابه، ليؤكد أن الإصلاح لا يتم إلا بالبذل والفداء. قائلا: (فإني لا أرى الموت إلا سعادةً، والحياة مع الظالمين إلا برما (معنى برما:الضيق في العيش مع الظلم والظالمين).
5- الدين لا يُباع ولا يُشترى؛
واجه الإمام أخطر انحراف في الدين الذي تستخدمه السلطات الجائرة لتمرير اجندتها التسلطية بشراء الضمائر بالاموال قائلا : ( الناس عبيد الدنيا، والدين لعقٌ على ألسنتهم، يحوطونه ما درت معايشهم، فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون).
6- التربية السياسية الرشيدة؛
أعاد الإمام تعريف الحاكم العادل الذي يحكم وفق القران الكريم بالعدل حيث قال: (فلعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط).
7- كربلاء.. مدرسة حية للأجيال؛
نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) لم تكن موقفا عابرا، بل منهاج تربيةٍ دائمٍ يُخرج أحرارا يعرفون متى يقولون (لا) للطغاة.. علمهم أن الإصلاح يبدأ من الداخل أي من جهاد النفس وتحريرها من الخوف والجبن وحب الدنيا.
أحبّ الله من أحبّ حسينا
قال رسول الله محمد ( صلى الله عليه وآله)(أحبّ الله من أحبّ حسينا):
وقد امتدح رسول الله (ص) حفيده العظيم قائلا: (حسين مني وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسينا، حسين سبط من الأسباط، و الحسن والحسين ابناي، من أحبهما أحبني، ومن أحبني أحبه الله، ومن أحبّه أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار).
معركة الطف منارا يضيء درب الأحرار:
وهكذا تبقى معركة الطف في 10 محرم الحرام عام 61 هجري ( 12-10-680 م) منارا يضيء درب الأحرار، ومدرسةً تزرع فينا إرادة الإصلاح والوعي والعزة، مهما تغيّر الزمان والمكان.
الحسين (ع) رمزُ الحرية، ومنه نتعلم كيف نحفظ كرامتنا ونصون ديننا.
وليد الحلي
4 محرم الحرام 1447
30 حزيران 2025
اليوم, 18:34 الأبعاد الإنسانية والتربوية لنهضة الإمام الحسين(ع)
وليد الحلياليوم, 10:42 ما بعد الحرب على إيران
إبراهيم العبادي26-06-2025, 20:22 المعركة القادمة .. من يمتلك التكنولوجيا يكتب النصر
د. محمد عصمت البياتي25-06-2025, 13:28 أين الضمير الإنساني؟
وليد الحلي