• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

هل تحول السنة في العراق من حماة الدولة المركزية إلى دعاة للتقسيم؟

هل تحول السنة في العراق من حماة الدولة المركزية إلى دعاة للتقسيم؟

  • 29-01-2020, 12:17
  • تقاير ومقابلات
  • 706 مشاهدة


خاص : "Today News

يقول أبناء الطائفة السنية في العراق، إنهم أجابوا سلفاً على السؤال المتعلق بسبب تحول موقفهم من الرفض المطلق لفكرة الفيدرالية، إلى الحديث عن إمكانية دراستها، بوصفها حقاً دستورياً لكل محافظات البلاد.

حُماة الدولة المركزية

وكان السنة من أشد معارضي الإقرار الأميركي بالوضعية الخاصة للمكون الكردي داخل العراق، التي قادت سريعاً إلى إعلان "إقليم كردستان" في شمال البلاد، حتى أنهم رفضوا التصويت لصالح الدستور النافذ عام 2005، لأنه كان ينص على أن من حق محافظة واحدة أو أكثر أن تصبح إقليماً، وفقاً لشروط محددة.

استمرت المعارضة السنية لفكرة الفيدرالية التي ظهرت أكثر من مرة في أوساط شيعية، لاسيما بين سكان مدينة البصرة الغنية بالنفط، بدعوى أن المدينة التي تسهم في توفير الجزء الأكبر من أموال الموازنة العامة للبلاد، لا تحصل على ما يكفيها من التخصيصات، وأن عليها أن تحذو حذو المنطقة الكردية، وتكسب الكثير من الاستقلال السياسي والاقتصادي.

اللافت، أن السنة لم يتخلوا عن إيمانهم بمركزية الدولة، حتى عندما نشط تنظيم "القاعدة" في مناطقهم بين أعوام 2005 و2008 ولا حتى عندما اجتاحها تنظيم "داعش" عام 2014.

.

عودة سؤال الفيدرالية

مع اكتمال عودة معظم النازحين السنة إلى مناطقهم في المدن الثلاثة الكبيرة، في أعقاب القضاء على "داعش"، ومشهد الواقع الجديد الذي يتشكل من عنصرين، الأول هو الدمار الذي أصاب البنى التحتية ومنازل السكان على نطاق واسع، ، كان من الطبيعي أن تختلف الإجابة في حال أعيد طرح سؤال الفيدرالية.

فقد أثبت عام 2018 أن أولويات الجمهور في كل المناطق الشيعية والسنية من العراق مختلفة، فبينما انفجر الشيعة غضباً في البصرة أولاً ثم بغداد في العام التالي ضد فساد الطبقة الحاكمة، انغمس السنة في إعمار مناطقهم، منازل وبنى تحتية، حتى صار الفارق بينها وبين المناطق الشيعية واضحاً، لجهة نوعية الخدمات العامة.

لماذا لا يشارك السنة في التظاهرات؟

ولم يكن مستغرباً أن يجافي السنة التظاهرات الشيعية، على الرغم من أنها لم تفعل أكثر من تكرار مطالبهم التي رفعوها عام 2013، لكنها بدل أن تقود إلى تحسين وضعية البلاد، تسببت في سقوط حوالى ثلثها بعد عام بين أيدي عناصر "داعش".

وبعد اغتيال قاسم سليماني في غارة أميركية قرب مطار بغداد، وتحول مسار الجدل من الضغط على الطبقة السياسية بسبب الاحتجاجات، أعيد فتح ملف الفيدرالية في المناطق السنية، وتحديداً محافظة الأنبار، إذ لوحظ أن قبول هذا الخيار، حتى إذا كان يبشر بتقسيم البلاد، هو أمر شائع بين الجمهور هناك.

واشنطن من عدو إلى صديق

لم تتغير مشاعر السنة العراقيين إزاء الفيدرالية فحسب، بل نحو الولايات المتحدة كذلك، فبينما كانت عدواً قبل عام 2014، أصبحت حليفاً وحيداً ربما، بعد ذلك بأعوام قليلة، ولم يكن لدى هذا المكون مانعٌ من أن ترعى واشنطن مصالحه مع الشريك الشيعي.

الآن، عندما يقول السنة إن موقفهم الملتزم بوحدة البلاد لم يلق التقدير الكافي من الأغلبية الشيعية، إن على مستوى الطبقة السياسية أو الشارع، ربما لن يواجهوا اعتراضاً كبيراً، لأن هذه الحقيقة لا يمكن تجاوزها، لذلك فإن العبء الأخلاقي يبدو أخف.

ووسط ذلك، يقول نشطاء شيعة إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب خرب حراكهم الاحتجاجي عندما أمر بقتل سليماني، لأنه أجبر المتظاهرين على التراجع خطوة أمام هالة الهجوم على رمز شيعي بارز في المنطقة، وسمح لنقاش التقسيم أن يظهر على السطح.

أخر الأخبار