أعلن أحد كبار الكرادلة أمام الحشود في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، يوم الخميس، انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت بريفوست بابا جديدا، وأنه سيتخذ اسم البابا ليون الرابع عشر.

وسيكون الكاردينال روبرت بريفوست أول بابا أمريكي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.

وقد تصاعد الدخان الأبيض مساء اليوم، من مدخنة كنيسة سيستينا في الفاتيكان. شاهدوا البث المباشر على فرانس24 من باحة القديس بطرس في الفاتيكان.

ولاختيار بابا جديد، شارك عدد قياسي من الكرادلة الناخبين من 70 بلدا بينها 15، تتمثل للمرة الأولى مثل هايتي والرأس الأخضر.

وانتظر آلاف من المواطنين الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس بصبر منذ الأربعاء إلى حين تصاعد الدخان الأبيض.

وعلا التصفيق وصيحات الفرح في أوساط آلاف الأشخاص المحتشدين في ساحة القديس بطرس لمتابعة الحدث وراح البعض يصوّر الدخان الأبيض بهاتفه المحمول.

ودقت أجراس بازيليك القديس بطرس وكنائس أخرى في روما ابتهاجا بانتخاب البابا.

وكانت عملية التصويت مفتوحة على كلّ الاحتمالات نظرا للعدد القياسي للكرادلة المشاركين فيها.

وقد قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهنئة للكاردينال الأميركي بريفويست بانتخابه بابا جديدا للكنيسة الكاثوليكية ويقول إن "انتخابه شرف كبير للولايات المتحدة".

وقد أجمعت غالبية الثلثين على اسمه، أي أنه حصد 89 صوتا على الأقلّ. لكن نظرا للسرية المطلقة المحيطة بالمجمع المغلق، لا يفصح عن تفاصيل العملية الانتخابية.

والبابا الجديد سيخلف البابا فرنسيس الذي توفّي في 21 نيسان/أبريل عن 88 عاما في ختام حبرية دامت 12 سنة.

وانطلقت أعمال المجمع المغلق (كونكلاف) المضبوطة جدا، بصلاة أقامها الكرادلة الذين حلفوا اليمين بعد ذلك باللاتينية واضعين أيديهم على نسخة من الإنجيل بالمحافظة على السرية التامة وإلا تعرضوا للحرمان الكنسي.

ثم باشر الكرادلة الناخبون الـ133 جلساتهم المغلقة أمام جدارية ميكيلانجيلو المهيبة التي تمثل "يوم الدينونة" في كنيسة سيستينا وقد أخذت منهم هواتفهم وقطعت شبكات الاتصالات بين جدران حاضرة الفاتيكان.

وشارك في تغطية هذا الحدث أكثر من ستة آلاف صحافي حولوا مشارف ساحة القديس بطرس إلى صالة تحرير واسعة في الهواء الطلق لما يثيره هذا الحدث من اهتمام في العالم بأسره ولا يقتصر على الأوساط الدينية.

وفي انتظار البابا تحديات كثيرة، من تراجع شعبية الكنيسة في أوروبا إلى مالية الفاتيكان مرورا بالتصدّي لظاهرة التحرّش بالأطفال في الكنيسة وتراجع الدعوات الكنسية.

ولا بدّ له من أن يعيد اللحمة إلى التيّارات المختلفة في المؤسسة الكنسية.

وخلال القدّاس الإلهي الذي أقيم الأربعاء قبل انطلاق أعمال المجمع المغلق، قال عميد سن مجمع الكرادلة الإيطالي جوفاني باتيتسا ري في عظته إن البابا المقبل أمام "منعطف معقّد في التاريخ"، داعيا إلى "المحافظة على وحدة الكنيسة" و"التخلّي عن الاعتبارات الشخصية" في "هذا الخيار الذي يكتسي أهمّية قصوى".