• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

أطفالنا والأجهزة الإلكترونية -----مسؤولية منْ؟

أطفالنا والأجهزة الإلكترونية -----مسؤولية منْ؟

  • 11-12-2021, 19:10
  • مقالات
  • 761 مشاهدة
حليمة خليل الجبوري

"Today News": بغداد 
إن من نِعَمِ الله تعالى على البشرية إلهام علمائها لابتكار واختراع كل ما يسهل الحياة ،ويغنيها ،ويوفر الحلول لمشاكلها التي كانت تعيق حركة تطورها وازدهارها ، ومن أهم ابتكارات العصر الحديث هي الأجهزة الالكترونية المختلفة ، وكما أن لكل اختراع ايجابيات وفوائد  ، وفيها سلبيات وأضرار لهذا فالأجهزة الإلكترونية أيضاً لها ايجابياتها  إذا تم استخدامها بالشكل الصحيح السليم والمعقول ، لكنها ستتحول الى أجهزة ضارة ومضرة ،ولها آثار سلبية إن استخدمت بالشكل الخاطئ .
لقد أصبحت هذه الأجهزة الشغل الشاغل لأطفالنا (على اختلاف مراحلهم العمرية) ،وازداد استخدامها من قبلهم ساعات طويلة ، الأمر الذي جعل الآباء والأمهات يمتعضون ويشتكون من هذا الحال ، فالإدمان على استخدام الأجهزة( الذكية واللوحية )   بات يتسبب في خلق مشاكل مختلفة لأبنا ئهم ، سواء كانت صحيّة ، أو نفسية، أو اجتماعية ، ومما زاد من قلق الأبوين الانتشار الواسع لهذا السلوك بين الأقران والجيران والمجتمع كله حتى باتت ( ظاهرة عامة ) ، ومشكلة مُلِحّةً لا بدّ من دراسة أسبابها وايجاد الحلول والمعالجات لها ، مع تشخيص الادوار والمسؤوليات لكل من الدولة ، والمجتمع ، والأسرة ، والمدرسة .

لا يمكننا أن ننكر الأثر الإيجابي الكبير الذي لعبته التكنولوجيا الحديثة ، وباستخدام الأجهزة والتطبيقات المختلفة في ظل جائحة كورونا (كوفيد 19 ) العالمية ، فقد كانت الحل الوحيد لاستمرار الحياة والتعلُّم ، عبر استخدام هذه الاجهزة الالكترونية والتطبيقات الذكية ، كما أننا لا يمكن إلّا الاعتراف بفوائد وايجابيات هذه التكنولوجيا مثل :-

1-توفر الاجهزة الالكترونية فرص تعليمية غنية ، مما يجعل الاطفال في المدارس يشاركون بفعالية في عملية التعلم ، ومن خلال التواصل مع معلميهم وزملائهم وأصدقائهم ، ومشاركة الافكار وتعلّم المهارات والخبرات فضلا عن المعلومات .
2-التعلم خارج الصف التقليدي ، عبر الانترنت ،والتطبيقات ومنصات التعليم الالكترونية .
3-تعلّم المهارات المختلفة والتوسع في تناول المصادر التعليمية خارج المنهج المقرر والمدرسة .
فضلا عما توفره من القدرة على متابعة الابناء ورعايتهم والاطمئنان عنهم عبر هذه الاجهزة ، فضلا عن التواصل الاجتماعي مع ذوي الرحم والاصدقاء وانجاز الكثير من الامور الحياتية والاجتماعية بوساطتها مما يقلل الوقت والجهد والتكاليف .
وكما هو ديدن الأبوين في إحساسهم العالي بالمسؤولية أدركوا أن الابناء يقضون معظم أوقاتهم أمام الهواتف الذكية أو اللوحية ليس بهدف التعلّم والتواصل الايجابي ، بل للتسلية وقضاء الوقت ، لا سيما للأطفال دون سن المدرسة ، وبشكلٍ مَرَضيّ خاطئ ، الأمر الذي جعل ناقوس الخطر يدقّ بشدة للبحث عن الحلول ،والمعالجات المناسبة ؛ للتخلص من التأثيرات السلبية لهذه المشكلة
والتي تتمثل بالآتي :-

1-الأضرار الصحية الكثيرة على الاطفال ، وهذا ما أكدته الدراسات العلمية الحديثة ومن هذه الأضرار ( التأثير السيء على العينين وأصابتها بمشاكل قصر النظر ، ومشاكل السمنة بسبب قلة الحركة والجلوس لساعات طويلة ، ومشاكل الرأس والرقبة والعمود الفقري وانحناء الكتفين بسبب وضع الانحناء وتقديم الرأس على هذه الأجهزة الالكترونية ، قلة النوم والقلق بسبب الخطر الكبير  للأشعة المنبثقة منها ( الاشعة الكهرومغناطيسية).

2-تأثيرات سلوكية ضارة كالعدوانية ، والغضب ، والصراخ عند خسارة لعبة أو الفشل في الانتقال الى مرحلة أخرى من مراحلها ، فضلاً عن فرط الحركة وعدم التركيز والانتباه ،وقلة المتابعة (بين عمر 2-6 سنوات) .

3-الإفراط في استخدام الاجهزة الالكترونية عند الاطفال يؤدي الى مشاكل اجتماعية وحدوث اضطرابات في علاقة الطفل بوالديه وأشقائه وزملائه إذ أنه يلجأ للوحدة ،مما قد يصيبه بمرض طيف التوحد  الخطير .
4-خطورة بعض الالعاب الالكترونية المدسوسة لأغراض تخريب المجتمعات وهدمها ، والتي تسعى للتحكم بالطفل ، وتوجيهه بما قد يتسبب في موته ، أو ارتكاب جرائم في محيطه كما حدث في لعبة الحوت الازرق وغيرها .
5-مشكلة الادمان بسبب الاستخدام المستمر للأجهزة الإلكترونية ، والذي يتسبب بتلف لخلايا الدماغ ،بتأثير الاشعة المنبعثة ، أو بسبب اتصال الجهاز المستخدم بقابس الكهرباء عند الاستعمال ولفترات طويلة .

مسؤولية الآباء أمام الافراط في استخدام الاجهزة الالكترونية :-

1-القدوة الحسنة : أي أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأطفالهم ، فقد ذكر مؤلفا كتاب ( الأطفال يتعلّمون مما يعيشونه ) وهما (الدكتورة دوروثي لونولتي ، والدكتور راشيل هاريس ) في نهاية خمسينات القرن الماضي أن الأطفال يتعلّمون من والديهم باستمرار ، فهم ينتبهون إليهما بشدة ،وربما لا يهتمون بما تخبرهم بما يجب عليهم أن يفعلوه ، لكنهم بالتأكيد يهتمون بما يرونك تقوم به بالفعل ( العادات والسلوك ) فأنت القدوة الأولى ، والأقوى تأثيراً ، لذا فإن دور الوالدين عظيم ونبيل ، ولا يمكن أن نبخس حقهما في التأثير ، وفي خلق مستقبل أفضل للمجتمع كله وليس لأبنائهم فقط .
وبالتالي فإن استخدام الوالدين الصحيح المُقنَن للأجهزة الإلكترونية يجعلهم قدوة حسنة لأبنائهم ، فجميعنا يعرف أن الطفل في السنوات الخمس الأولى من حياته يتعلّم ب(التقليد والمحاكاة ) ،وبما أن الأسرة هي الحاضنة والبيئة الأولى التي تكوّن وتبني شخصيته المستقبلية ؛ فعليها تقع المسؤولية الأكبر في إكساب الطفل العادات الصحيحة وغرس القيم الحسنة .  
إن الدور الكبير للأبوين يتطلب أن يكونا واعيين لاحتياجات الطفل النفسية  والعقلية والجسدية ، والالمام بخصائص مراحل نموه ،و مدركين الأساليب وطرق ووسائل فن التعامل والتواصل مع طفلهما .

2-التأكيد على دور المدرسة (المؤسسات التعليمية ) الكبير في توعية الأطفال ، والآباء أيضاً بالاستخدام الصحيح غير المفرط  للأجهزة الالكترونية ، والتخطيط له بقوانين يشترك الطفل في وضعها ، والتأكيد على تنويع الانشطة والفعاليات الحركية المفيدة ، من أجل اشباع حاجاتهم النفسية والبدنية ، وحسن التواصل معهم من أجل خلق حاضر جميل لأطفالنا ، ومستقبل أفضل وصحيّ .

أخر الأخبار