• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

الانسان بين ، غذاء الفكر والروح

الانسان بين ، غذاء الفكر والروح

  • 27-01-2021, 16:53
  • مقالات
  • 547 مشاهدة
نغم عبد الجبار ناصر

"Today News": بغداد 

أذا كان للطعام طريقان إلى جسم الإنسان، فأن لغذاء الفكر والروح أيضا طريقين هما طريق البصر وطريق السمع ، ولكن الخطورة تكمن في أنه إذا كان طريق الغذاء الجسدي محفوفا بالرقابة الدقيقة فأن طريق الغذاء الفكري يفتقر إلى هذا اللون من الرقابة لأن العين قد تقع على أي منظر والأذن تلتقط أي صوت ، وتلك هي مشيئة الله سبحانه .
لقد كان بمقدور الله وهو القادر على كل شيء أن يجعل مثل هذه الرقابة على العين والسمع ، ولكنه بحكمته اراد للانسان أن يكون مخلوقا مخيرا يختار أفعاله لكي يخضع لعملية الابتلاء والاختبار .
وإذا كان هناك من رقابة فهي خارجية تقوم على إسداء النصيحة والموعظة التي تتمثل بمجموعة من الاوامر والنواهي تنصح الانسان وتهديه إلى كيفية صون العين والاذن ، وفي هذا المورد هنالك عشرات الآيات القرآنية ومثلها الاحاديث النبوية الشريفة تمثل صورا من الرقابة الوعظية في خطابها للمجتمع الذي يراد له أن يسير نحو الهدف الصائب .
إن المجتمعات المعاصرة هي مجتمعات مادية ، لذلك تقول لك إن هذه الامور هي أمور مثالية أي أنها غير قابلة للتطبيق ، في حين أننا نجد أنها أمور في منتهى الواقعية وهي قابلة للتطبيق قادرة على الحياة .
وعلى الرغم من وجود الرقابة الجسدية على الطعام تجدنا نهتم بهذا الجانب دون أن نبدي أي اهتمام بالغذاء الروحي حيث لانلتفت إلى هذا الجانب بسبب سيطرة المادية ، لذلك تجد من يذهب إلى المطعم يدقق في نظافة الصحون والاطباق ويسأل عن مصدر اللحم الذي يطلبه ربما ، إن هذا الانسان الذي يدقق في طعام يتناوله وفي إناء يستخدمه ، تجده غير مهتم بالجوع والعطش الذي يشعر به عقله وتفكيره وغير مهتم بتغذية الفكر غذاءا روحيا وعلميا حتى وإن كان بسيطا ، إن المعدة إذا تسممت بالطعام الفاسد فهناك طبيب يقوم بالعلاج أما الفكر إذا تسمم بالفكر الهدام فهل هناك من يغسله ويعالجه ؟؟ إن الافكار المغلوطه تسمم العقل وتؤدي بصاحبها إلى الانحراف ، والانصراف عن كل ماهو مفيد إلى ماهو ضار ومدمر .. الغذاء الفكري في مرحلة معينة سواء من عمر الانسان او المجتمعات تكون أشد حاجة من الغذاء المادي المألوف والمعتاد ، فما هي فائدة مجتمع متخم ومتنعم وهو مسلوب الفكر والارادة والقدرة على البناء والتقدم والتغيير ، غياب الوعي والمعرفة وتضائلها شيئا فشيئا هو خطر يهدد أي مجتمع ، لذلك لابد وأن تنبري في هذا المجتمع مجموعة تتصدى لنشر كل الفضائل والقيم وتحرك في المياه الراكدة شعارات التعليم الامثل والفهم الاشمل والخير الأعم والصدق والوطنية والمحبة بين الناس والدعوة الى أن يكون الانسان ولاسواه هو المصلحة العيا والاولى في أي عملية بناء وتأسيس .

أخر الأخبار