"Today News": بغداد

العمل التطوعي نتاج قديم لنداءات سماوية دينية، وضمائر بشرية حية وسليمة، بما توقعه على أنفسها من مسؤولية وعبء تلتزم بتقديمه لتُحدث ما لا يمكن إحداثه لصالح المجتمع دون الحاجة لند أو نظير أو مقابل مادي، خاصة في أوقات الذروة والحاجات الإنسانية المتراكمة

هذا الواعز يتفاعل عندما تتعثر الحكومات ولا تستطيع أن تواجه الأعباء والمشكلات لأسباب أو لأخرى، أو عندما تتسع أدوارها وتهمل الانسان!! لذا يصبح الواقع البشري بحاجة ملحة للوصول لدرجة من الرقي الإنساني الخدمي ، ولا تستطيع ذلك دون تدخل من المتطوعين باعتبارهم أفضل من يستطيع أن يعبر وأن يصل إلى المستوى الأفضل للرقي الخدمي والإنساني .

وفق هذه المعطيات تكون جيل من الشباب التطوعي عرف بــ( تجمع شباب الدولة ) اخذ على عاتقة ابراز دور الخدمة الانسانية التطوعية , هدفه الاول في ذلك هو الانسان في زمن لا غرابة ان وصف بالأصعب على البشرية وهو زمن الصراع مع العدو الخفي كورونا .

اذ تزايدت فيه المشكلات، والمعاناة الإنسانية وما رافقها من نقص في الخدمات والاحتياجات المتصاعدة التي تحتاج إلى همة عملاقة، وعمل لا يتوقف فكانت الحاجة للتكافل الاجتماعي سمة البقاء للإنسانية وهو شعار كان بداية للانطلاق الواقعي 

"محمد عزيز" , رئيس التجمع التطوعي لــ(شباب الدولة ) ,احد التشكيلات الانسانية في بغداد اكد على ان "العمل الانساني التطوعي يتجسد دائماً في التضحية والتنازل بهبة الوقت والجهد، أو التبرع بالمال، أو بجميع ما سلف في نفس الوقت، إضافة إلى كل ما يمكن تقديمه والتبرع به لإحداث نتيجة أو تغيير إيجابي تجاه شيء ما يهم الجماعة أو المجتمع عموماً وهو الهدف الاسمى لتجمعه الشبابي.

من هم تجمع شباب الدولة

ورغم ان الطريق للأخذ بيد الانسان لم تكون معبدة الا ان عزير وتشكيله الشبابي يرى ان" الجهود في طريق الانسانية تستحق العناء لما تراه من تالف انساني ونتائج يلمسها محتاجيها بشكل واضح عبر تعاون متطوعي التجمع ممن لا يرجون اي مقابل مادي أو ميزة نظير ما يقدموه من واجب اخلاقي ووطني وديني ، فمن هم تجمع شباب الدولة ؟

يوضح عزير, وهو متبني فكرة التجمع الى انهم" مجموعة من الشباب العراقي الواعي اخذو على انفسهم ان يكون جزء من عملية التوعية الوطنية والتغيير بما ينسجم مع النهج الديموقراطي ,لافتا الى ان "غاية هذا التجمع تكمن في هدفه الاسمى وهو احتضان الشباب الواعي وصقل مواهبهم وخلق راي وطني جامع شامل سبيلاً لتجاوز اي انحرافات سلوكية او مجتمعية , ليكونوا الضمان الوطني ضد اي نهج منحرف او متطرف ، ويسعى التجمع لتعزيز احترام القانون وبما يضمن تقديم الخدمات والاداء الفاعل لتحقيق رضا المواطنين .

موكداً , الحرص على اتباع الاهداف والوسائل العلمية والعملية بما يضمن تحقيق التوازن الاخلاقي بين فئات الشعب كافة وفق مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات واعطاء بعد مستقبلي لنظام دولة يعتمد على تطبيق العدالة الاجتماعية بين مواطنيه على اختلافهم "

الاهداف بذرة انسانية

وعن اهداف التجمع يؤكد عزير في حديثه لــ"Today News" الى ان" تطوير الجانب الخدمي بأستقطاب الشباب المتطلع الى خدمة الوطن وتعزيز روح المواطنة أسمى الاهداف المرتجاة من هذا التجمع سعياً لخدمة المجتمع من خلال تعاون الاعضاء المؤسسين والاعضاء المنضوين ،مشدداً على تبني قضايا تلامس المجتمع ,وايجاد الحلول الناجعة لها ومعالجتها بشكل بحثي اكاديمي وطرح الافكار والمقترحات والمشاريع العلمية والعملية التي تخدم الشباب في جميع مفاصل المجتمع لتعالج المشاكل وتواكب التطور .

مشددا على السعي لخلق شبكة من التواصل الاجتماعي الشبابي الوطني هدفها تطوعي خدمي ، و كلا حسب تخصصه وموقعه وبما ينسجم مع البيان التأسيسي للتجمع .

التكاتف في الازمات والمحن

مالذي قدمه "تجمع شباب الدولة" والى ماذا يتطلع لتحقيقه مستقبلا . سؤال يتبادر الى الاذهان.

في هذا الاطار يقول عزيز لـــ "Today News" بأن "العراقيين اعتادوا على التكاتف في الازمات والمحن رغم ان النشاط الانساني بدا بسيطا وبخطوات تدريجية الا ان العمل الفعلي كانت ذروته ابان أزمة كورونا الجائحة العالمية التي ألمّت بالعالم ووصلت إلى العراق. لافتا الى ان تشكيله الشبابي يتميز بنهج وطني عابر للمذهب والقومية والدين ويرى ان العلم العراقي هو رمز الوطن ".

مشددا ً على ان " نشاطه الانساني والخدمي سعى لأثبات حق المواطن العراقي على اخيه اذ تكرست الجهود الذاتية من أجل المساهمة في الحد من انتشار الفيروس عبر مساهمه فعالة من الاعضاء في التجمع حيث كانت النشاطات ولازالت تمول بجهود شخصية من ابناء التجمع".

عيادات طبية افتراضيه وحملات للتبرع بالدم

ويضيف تجمع “شباب الدوله ” التطوعي اطلق منذ بداية الازمة الصحية في العراق لتنظيم حملات لمساعدة المحتاجين في العاصمة بغداد والمحافظات حيث توجد تنسيقيات في كل محافظة مرتبطة بتنظيم خاص يكون على تواصل مباشر بإدارة التجمع الرئيسي في بغداد اذ شاركت هذه الفرق في تعقيم بعض مرافق ومدن العاصمة والمحافظات ،وتوفير السلات الغذائية والعلاجات الطبية للمحتاجين ,كذلك تم انشاء كروب الكتروني عبر الواتساب وهو اشبه بعيادة طبية افتراضية تتكون من خيرة الاطباء والممرضين مهمتها المتابعة وتقديم الاستشارة الطبية للمصابين ورفع الوعي حول خطورة الفيروس".

مشيرا الى أن : العمل الانساني لم يقتصر على تقديم المعونات الاغاثية في ظل ازمة كورونا بل كانت هنالك مساهمات فعالة في بناء وترميم عدد من البيوت للأسر المتعففة ومحدودة الدخل, والتنسيق مع وزارة الصحة لتسفير عدد من الحالات الطبية الحرجة للعلاج خارج البلاد ,لافتاً الى تنظيم عدد من حملات التبرع بالدم وتوفير العلاج لمرضى التلاسيميا وثمن عزير التعاون الذي تبديه وزارة الداخلية وكوادرها لتسهيل عمل التجمع بغية تقديم الخدمات الانسانية لمستحقيها في مختلف مدن ومحافظات العراق ".

تنسيق العمل بين المواطن ودوائر الدولة

وتابع : رغم الجهود التي كانت ذروتها في ظل ازمة كورونا الا ان عمل التجمع تجاوز حدود الجانب الانساني للجانب الخدمي عبر تفعيل حلقة تعاونية بين المواطن سواء موظف او مواطن عادي وبين مؤسسات الدولة حيث تردنا عبر مواقع (السوشيال ميديا) المختلفة للتجمع العديد من المناشدات لوجود معوقات في انجاز معاملات حكومية معينة ,وهنا يبرز دور اعضاء التجميع الذين تم اختيارهم من الكفاءات الوطنية المختلفة الاعراق والمذاهب وعلى جميع الاصعدة اذ يتم تقديم المساعدات عبر توجيهها مباشرة الى احد الاعضاء ممن يشكل دور وظيفي في مؤسسة معينة او عرضها على الجهات المختصة ورفعها للوزارة او الدائرة المعينة اذ اننا ومن خلال الاف المناشدات استطعنا انجاز العديد من المعاملات للمواطنين بالتعاون مع دوائر ومؤسسات حكومية , موكداً على الاستمرار في تأدية الواجب الوطني والانساني رغم المعوقات الكثيرة التي تطال عملهم , والاستهدافات التي يتعرض لها اعضاء التجمع ".

دعوة للانضمام الوطني والانساني

وختم عزيز حديثه بالدعوة للانضمام الوطني والانساني للتجمع من الراغبين في الخدمة التطوعية وضمن الجهود الرامية لتخفيف المعاناة عن المحتاجين خلال هذه الأوقات الصعبة. ليكون الجهد المجتمعي مشتركاً في مواجهة هذا الأزمات والمعوقات التي تعترض المواطن العراقي .