• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

الندوات الفكرية والسياسية في المهجر الهولندي

الندوات الفكرية والسياسية في المهجر الهولندي

  • 26-07-2020, 14:21
  • مقالات
  • 484 مشاهدة
د. صلاح عبد الرزاق

 -           مراجعة للفكر القومي العربي

-           التكفير السياسي

-           أدب الشتائم .. وليمة لأعشاب البحر

خلال الفترة 1998 – 2002 جرت في هولندا تجربة رائعة جمعت عدداً من الشخصيات الأكاديمية والثقافية والاعلامية والفنية العراقية من كل القوميات والأديان والمذاهب ، يناقشون قضية فكرية معينة أو حدثاً سياسياً عراقياً ، بكل حرية وانفتاح ، وأجواء من الحب والاحترام ، قبل أن تفرقهم السياسة بعد سقوط النظام وتشتت المجموعة أو باعدت بينهم المسافات أو انشغلوا بهموم الحياة . فبعضهم عاد إلى العراق وشارك في الحياة السياسية ، فصار وزيراً أو نائباً أو محافظاً أو وكيل وزارة أو مستشاراً أو دبلوماسياً أو رئيس جامعة أو عميد كلية أو مدير عام أو ضابطاً مرموقاً أو عاد موظفاً في دائرته السابقة. وقسم رحل إلى ربه ، وآخر فضّل البقاء في المهجر الهولندي. 

كنت أقوم بتدوين تلك اللقاءات لأنني أعرف أن الزمن سيطويها فتنسى أو ربما يجري تشويه مرحلة المعارضة العراقية وأشخاصها، خاصة وأن الكثيرين لا يعرف عنها شيئاً. 

11- ندوة إخفاق الفكر القومي العربي

عقدت في 23 تموز 2000 بحضور جمع من الأكاديميين والمثقفين. تحدث المرحوم الدكتور علي كريم سعيد (قومي) عن بدايات الفكر القومي في العراق، حيث أشار إلى ارتباك المفاهيم القومية وإخفاق مساعي إنشاء الدولة العربية الواحدة، وتفاقم الخلافات حول أسباب هذا الفشل. وفي هذا السياق هناك أسباب تقف وراء إخفاق الفكر القومي،  منها ما يعود إلى عوامل ذاتية بما في ذلك التأثير السلبي للأيديولوجيا الواردة من الخارج ، واستمرار تأثيرها حتى ألان. ومنها المساومة التي حصلت بين الإدارة العثمانية والمحتل الإنكليزي حيث قامت هذه المساومة على ثلاث قواعد:

1-         توريث السلطة إلى نفس الجهات السابقة .

2-         بقاء نفوذ العوائل والفئات التي كانت متنفذة في العهد العثماني.

3-         قيام هذه الفئات بمهمة التغريب.

وحمّل د. كريم الحركات السياسية العربية، الماركسية والقومية، مسؤولية ذلك الإخفاق بنفس القدر، فضلاً عن وجود سبب آخر يميز العراق في هذا المجال عن بلاد الشام ومصر ، وهو التحالف والتداخل المستمر بين الاتجاه القومي الانعزالي المهيمن على السلطة من جهة، والشريحة القومية المناضلة والمعارضة تمثلت في البداية بشخصيات وجمعيات من مختلف الفعاليات الوطنية العراقية ، ثم تطورت إلى أشكال أخرى كحزب الإستقلال وحركة القوميين العرب وحزب البعث ثم يسار البعث والحركة الاشتراكية العربية والحركات الناصرية من جهة أخرى. وقد أربك ذلك التداخل إمكانية قيام تعددية ثقافية وقومية داخل العراق الموحد، وإعاقة المشاريع القومية العراقية تجاه الوطن العربي.

لقد ورثت الدولة العراقية الحديثة الإدارة العثمانية فوضعت موظفيها تحت إشراف هيئات إنكليزية أو تابعة للإستعمار البريطاني، فقامت إدارة بأساليب عثمانية وعقل أوربي بريطاني، تطورت فيما بعد ، تحت ضغط قيودها التي ارتضتها لنفسها ، ومن أجل مواجهة كفاح الجماهير العراقية الرافضة للتبعية الأجنبية، إلى سلطة دكتاتورية شديدة القسوة. وكان للمساومة بين موظفي الإدارة العثمانية والمحتل الجديد والمتداخل بين الشريحة الانعزالية من التيار القومي آثاراً خطيرة منها:

1-         هيمنة السلطة على الدولة وإقامة دكتاتورية متخفية وراء ملكية دستورية، أي وضع العروبة مقابل الديمقراطية بهدف الانفراد بالسلطة.

2-         وضع العروبة مقابل الإسلام وعزل الحركة القومية عن الثقافة والفكر الإسلاميين.

3-         ممارسة قسوة رحيمة ضد الشعب أو ضد شركاء الوطن ووضع الحماسة ضد العقل.

القوميون والعنف

وتحدث السيد محمد حمزة الدوري (الحزب الإسلامي العراقي) فقال: من وجهة نظرنا كإسلاميين، نعتقد أن الوحدة مبنية على أساس عقائدي. والشيوعيون لا يختلفون معنا في هذا المعنى. إن ظهور التيار القومي هو ردة فعل لظهور التيارات القومية التركية ، والنتائج المترتبة من ذلك في المجتمع العراقي هي:

1-         تهديم البنية الاجتماعية في العراق وذلك بسبب وجود قوميات متعددة.

2-         انتهاج العنف كأسلوب في فرض هذا الفكر على المجتمع العراقي.

3-         تغيير التاريخ حيث أنهم بدأوا يفسرون التاريخ تفسيراً قومياً.

الوصول للسلطة عبر الانقلابات

وتناول د. علي إبراهيم (شيوعي) هذا الجانب فقال: نظرية التيار القومي كفكرة كانت مقبولة حتى من الأحزاب العلمانية ، ولكن المشكلة كانت في التطبيقات. إذ أن القوميين كانوا أقوياء ، وعدّوا أنفسهم يمتلكون كل الحقيقة. والصراع الأساس مع القوميين هو الموقف من الديمقراطية، حيث أن التيار القومي أسس على أساس إلغاء الآخر. وهذه الفكرة طغت على سلوك التيار القومي . فالقوميون لم يؤمنوا بالوصول إلى السلطة عن طريق الشعب بل عن طريق الانقلابات العسكرية.

مقاربتي: ولادة مشبوهة وأداء فاشل

وتحدثتُ فتناولتُ محورين أساسيين:

الأول: ولادة الفكر القومي العربي في ظروف مشبوهة حيث أشرتُ إلى:

1-         إن مؤسسي الجمعيات والأحزاب القومية العربية هم من الأقليات الدينية وخاصة النصارى، مثلاً (جمعية النهضة اللبنانية) التي يرأسها شكري غانم في باريس وخليل زينبية في بيروت واسكندر عمون في القاهرة. و(جمعية الآداب والعلوم) التي أسسها الأمريكان عام 1847 برئاسة القس غالي سميث والقس وليم تومسون بمساعدة ناصيف اليازجي وبطرس البستاني، و(الجمعية السورية) التي ترأسها سليم البستاني وحنين الخوري، و(جمعية عصبة الوطن العربي) التي أسسها نجيب عازوري عام 1907 ، و(حزب اللامركزية الإدارية) عام 1911 من قبل اسكندر عمون وشبلي شميل ، و(البعث العربي) الذي أسسه زكي الأرسوزي عام 1940 ، و(حزب البعث العربي) الذي أسسه ميشيل عفلق عام 1947 ، و(الحزب القومي السوري) الذي أسسه إنطوان سعادة عام 1932 ، و(حزب الكتائب) الذي أسسه الماروني بيار الجميل عام 1936 . وأضاف: هؤلاء يبحثون عن مصالح الأقليات التي ينتمون إليها، وهي ليست مصلحة الأكثرية المسلمة.

2-         العلاقة الوثيقة بالدولة الإستعمارية كفرنسا وبريطانيا اللتين وفرتا دعماً مالياً ومعنوياً. يقول الجاسوس البريطاني لورنس (كنت أؤمن بالفكرة العربية إيماناً عميقاً. وكنت واثقاً قبل أن أحضر إلى الحجاز أنها الفكرة التي ستمزق تركيا شذر مذر). لقد وضعت فرنسا كل ثقلها السياسي والإعلامي والعسكري لدعم التوجهات القومية العربية، فاحتضنت أول مؤتمر للقوميين العرب في حزيران 1913 الذي ترأسه الزهراوي واسكندر عمون. وصرح فيه الزهراوي (إن المصريين غير جديرين بعد بأن يحكموا أنفسهم بأنفسهم ، فعليهم أن يكونوا شاكرين على تمتعهم بإدارة بريطانية صالحة). وأسس نجيب عازوري صحيفته (الاستقلال العربي) بمساعدة موظف سابق في وزارة المستعمرات الفرنسية.

3-         العداء الصريح للإسلام من خلال التركيز على إلغاء الإسلام من الحياة العامة والدولة والمجتمع. يقول المبشر والمستشرق البلجيكي صموئيل زويمر (إن أول ما يجب عمله للقضاء على الإسلام هو إيجاد القوميات) . كما تشير وثيقة فرنسية تعود إلى عام 1915 إلى أهمية عزل الإسلام عن السياسة وتحجيم دور الجامعات الدينية والحوزات العلمية في المجتمع الإسلامي.

الثاني: الأداء الفكري والسياسي للقوميين العرب، حيث تميز الفكر القومي بخصائص هي:

1-         الفراغ الأيديولوجي لذلك استعار الأفكار الاشتراكية كأسلوب لمعالجة المشكل الاقتصادي ، وتم فرضها عنوة على المجتمع العربي المسلم. فالقومية ليست عقيدة كما يقول الشهيد محمد باقر الصدر.

2-         فقدان الفكر القومي للمشروع السياسي حيث لم يقدم مشروعاً سياسياً معيناً لمعالجة الواقع العربي وتنوعاته الفكرية والمذهبية والدينية. كما لم يسعَ جدياً لتطبيق الشعارات التي طرحها في الوحدة والحرية.

3-         تركيز الفكر الشمولي ومصادرة الحريات السياسية والفكرية، والتنظير للدكتاتورية السياسية والحزبية فجرى منع الأحزاب السياسية المختلفة معه وخاصة الإسلاميين الذين تعرضوا للتصفية والاستئصال طوال العقود الماضية.

12- ندوة الردة والتكفير السياسي

عقدت الندوة في 10 أيلول 2000  بعد تصاعد السجالات الثقافية والأدبية التي أحدثتها تظاهرات طلابية جامعية في القاهرة ضد نشر رواية (وليمة لأعشاب البحر) للكاتب حيدر حيدر ، وتصاعد الأصوات بتكفير من يهينون المقدسات الإسلامية، واتهامهم بالردة عن الإسلام.

تحدث الأستاذ محمد جواد الطريحي عن مفاهيم التقديس والتكفير والتنوير ضمن السياق العام للحرية الفكرية. وأن الحرية الفكرية عانت الكثير في التاريخ الإسلامي. وهناك محطات تحتاج إلى تأمل. والمحطة المعاصرة التي أصبحت الحرية الفكرية فيها الحرية الحمراء لما قدمت من شهداء وقرابين.

تيار التكفير المعاصر

وتحدث د. مصدق الجنابي فتناول مصطلحات الكفر والتكفير والذنب والسيئة والخطيئة والخطأ والمعصية وضرورة التمييز بينها. لقد ورد مصطلح الذنب بمختلف اشتقاقاته (39) مرة في القرآن الكريم، نلاحظ منها 18 موضعاً يرتبط الذنب بالمغفرة. ووردت السيئة (60) مرة ، نلاحظ (15) منها ترتبط بالتكفير. ولم يرد الذنب مقترناً بالتكفير. ولم ترد السيئة مقترنة بالمغفرة ، بل اقترن الذنب بالمغفرة والسيئة بالتكفير في قوله تعالى (ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار).  وهناك أنواع من الكفر مثل كفر الجحود بالربوبية، كفر النعم، الكفر بترك ما أمر الله به، كفر البراءة (وكفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء).

برز تيار التكفير على ساحة الأحداث السياسية ليحدث هزة كبيرة للخط السلفي. إذ قام هذا التيار برفض فكرة التقليد والتمسك بأقوال الرجال. وبهذه الأطروحة الجريئة منح أتباعه حرية التلقي المباشر من الكتاب والسنة ، أو بمعنى أدق منحهم حرية إعمال العقل في النصوص بمعزل عن الرجال. وقد عدّ تيار التكفير كل من قلد كفر، ونبذ الصحابة والفقهاء الذين يراهم قد تجاوزوا النصوص واجتهدوا فيها، إلا أنه استسلم استسلاماً مطلقاً لرجال السنة وعلى رأسهم الشيخين البخاري ومسلم وأصحاب السنن. وانطلق يتلقى منهم النصوص النبوية وفق مقاييسهم وقواعدهم، فصحح ما صححوه، وضعّف ما ضعّفوه، ونبذ ما نبذوه. وبالتالي وقع في متاهة الرجال من طريق آخر، وأوجد في أطروحته ثغرة وشرخاً أسهم فيما بعد في القضاء عليه وتمزيقه ودعم مواقف خصومه من التيارات الأخرى.

أدب الشتائم

وتحدثتُ مشيراً إلى أنه لم تحدث حادثة إعدام بتهمة الردة سوى ما حدث في السودان عام 1985 حين أعدم محمود محمد طه الذي كتب (الرسالة الثانية للإسلام) التي اعتبرت كفراً وردة. وجرت في مصر محاكمات لطه حسين حول كتابه (في الشعر الجاهلي) وللشيخ علي عبد الرازق عن كتابه (الإسلام وأصول الحكم). وحكم على الدكتور حامد أبو النصر بالردة وتفريق زوجته بعد إعلانه آراء عدّت مساً بالذات الإلهية وعقائد الإسلام. كما حدثت اغتيالات قد تكون ذات صلة بقضية التكفير مثل اغتيال الكاتب المصري فرج فودة واللبناني حسين مروة.

أما في العراق فقد حدثت ضجة عام 1927 ضد كتاب ألّفه مدرس لبناني اسمه أنيس النصولي عرّض فيه بشخص الإمام علي (ع) . وأصدر عبد الغني الملاح كتابه (المتنبي يسترد أباه) إدعى فيه أن المتنبي هو ابن الإمام المهدي (ع). وقد رد عليه في (مجلة المورد) العراقية. كما رد الشيخ محمد حسن آل ياسين على كتاب (نقد الفكر الديني) لجلال العظم. كما أصدر السيد علي البغدادي فتوى بتحريم قراءة صحيفة (بابل) التي يصدرها عدي صدام لأنها تتعرض للأئمة (ع). ورغم صدور فتاوى بتكفير الشيوعية لكن لم يُحاكم أي شيوعي في العراق بتهمة والردة والكفر.

ثم تناولتُ النتاج المعروض في الساحة الأدبية، وتساءلت: هل هو أدب فكر أم أدب شتيمة؟ وذكرتُ أن كل المجتمعات الغربية لديها ضوابط وقيود تنظم حرية التعبير والنشر. وضربتُ أمثلة عن الممنوعات في الصحافة الغربية . ثم أشرت إلى الأعمال الأدبية التي تثير ضجة في هذه الدولة أو تلك بأنها تتضمن منهجاً يستهزئ بالمقدسات الإسلامية. وذكرت نصوصاً مما كتبه سلمان رشدي في كتابه (آيات شيطانية) ، وما كتبه توفيق الحكيم في مسرحية (محمد) ، ونجيب محفوظ في (أولاد حارتنا) ، ومقاطع من رواية (ليلة القدر) لطاهر بن جلون. وأضفتُ : إن هذا الأدب ليس سوى شتائم. فلو كان فكراً حتى لو كان ضد الإسلام لناقشناه. فالقرآن لم يخف من النقد أو الاستماع إلى وجهة نظر الآخر المخالفة له.

وحول دوافع التكفير السياسي أوضحتُ أنه يمثل حالة من الاحتقان السياسي الذي يعيشه التيار الإسلامي في بعض الدول. إضافة إلى حالة التمادي في إهانة المقدسات من قبل بعض العلمانيين. أما المؤسسات الدينية والفقهاء فمن واجبهم الدفاع عن الإسلام والتصدي لمن يسئ إليه. وقد تكون المواقف حادة ويعود ذلك إلى أسلوب المؤسسة.

وليمة لأعشاب الرذيلة

وبهدف توضيح ملابسات قضية الرواية وانعكاساتها ومتابعة المواقف المختلفة بصددها، نشرتُ مقالاً في (النخيل) في حزيران 2000 ، فقمت بعرض قراءة لها وأهم ما ورد فيها الذي سبب الأزمة. 

بداية الأزمة

بدأت الضجة التي أحدثتها رواية (وليمة لأعشاب البحر) للكاتب السوري حيدر حيدر بعد أن وافقت وزارة الثقافة المصرية على إعادة طباعتها في مصر لأول مرة فنزلت إلى الأسواق. وقام د. محمد عباس بقراءة للرواية في صحيفة (الشعب) التي يصدرها حزب العمل المصري المتعاطف مع التيار الإسلامي. وأشار إلى ما تضمنته من إساءات للمقدسات الإسلامية. أحدث المقال سخطاً في الشارع المصري أدى إلى تظاهر طلاب جامعة الأزهر ضد الرواية والكاتب، وطالبوا بإقالة وزير الثقافة المصري فاروق حسني. استمرت الاضطرابات عدة أيام سقط بعض الطلاب جرحى ، واعتقل آخرون فاضرب الباقون عن الطعام، وحوصرت الجامعة من قبل قوات الأمن والشرطة المصرية.

بعد ذلك أصدرت اللجنة الدينية في مجلس الشعب المصري بياناً استنكر ما تضمنته الرواية، ودعا إلى مصادرة الكتاب وسحبه من الأسواق وحظر نشره وتداوله لما يشتمل عليه من إساءات للمقدسات الإسلامية، والتطاول على القيم العليا والمبادئ.

وأصدر (مجمع البحوث الإسلامية) التابع للأزهر بياناً ندد فيه بالرواية وأهدافها. وأصدر شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي بياناً ذكر فيه أن (الرواية كلها تحرض صراحة على الخروج عن الشريعة الإسلامية والتمسك بأحكامها). كما أشار البيان إلى (الخروج على الآداب العامة، والإغراق في الجنس والإشارة إلى الأعضاء الجنسية بلا حياء). وأن ما ورد فيها (خروج عن ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وينتهك المقدسات الدينية والشرائع السماوية والآداب العامة والقيم الروحية).

رفض وزير الثقافة رأي مجلس الشعب وموقف شيخ الأزهر وبيان مجمع البحوث الإسلامية. ولم يعتذر للناس عما فعلته وزارته بل تمادى في موقفه وقام بتشكيل لجنة من الكتاب والنقاد ممن يعملون تحت إمرته مثل عبد القادر القط، مصطفى مندور، كامل زهيري، وصلاح فضل الذين أصدروا تقريراً عدّ فيه الرواية (إبداع عالم فني متخيل، وكل العبارات التي ترد في الرواية لا يمكن أن تفهم على وجهها الصحيح منفصلة عن سياقها. وأن إعادة نشر الرواية لا يمكن أن يعد مساساً بالدين، ولا يجوز محاكمتها من منظور غير أدبي. وما قيل عنها فيه تجن كبير عليها وتحريف لمواضعها ، وتجاهل لقيمتها الفنية المتميزة).

ودافع الناقد الأدبي جابر عصفور عن الرواية مشيراً إلى (وجود شخصيات مؤمنة وعبارات إيمانية وفقرات تمجيدية للإسلام، وليس من العدل إطراحها). وكأن ورود عبارات تمجيدية للإسلام فيها يبرر انتهاك المقدسات الإسلامية.

أخر الأخبار