• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

التيه الحلقة المفرغة والدائرة القذرة!

التيه الحلقة المفرغة والدائرة القذرة!

  • 21-06-2020, 21:28
  • مقالات
  • 706 مشاهدة
د حميد رياح

"Today News": بغداد 

هكذا يكون قدر الشعوب والامم التي لا تستخدم العلم ولا تستثمر ما منحها الله من النعم ومنها نعمة العقل!. التجارب "عقل مستأنف" تخلق تراكم معرفي ينفع الانسان ليستخلص منه الدروس والعبر.
القران الكريم يذكر التيه كتجربة للظلم والطغيان الذي مر به بني اسرائيل وهو تعبير عن التيه الفكري وعدم اتباع النبي المرسل الذي بنى حركته وفق التخطيط الالهي فكانت استجابة الامة *كضحية وليس كناج!* .. ومع النبي المرسل والمعجزة والدعم الالهي غير المحدود .. يقدم القران ذلك المثل للمعرفة والتجربة. لم ينطلق النبي الكليم من فراغ بل انطلق وفق خطة الالهية طويلة الامد ابتدات به منذ ان كان جنينا وهيأ له السبل واقنع امه على المجازفة بعد ولادته بان تضعه في صندوق ثم في البحر ليصل الى بيت عدوه ليتربى هناك .. وتبدا الرحلة لتنتهي بالتيه!!.
 
التيه هو حلقة مفرغة تعبر عن فراغ في عقل الأمة وعدم استثمار تجاربها ، يكون مثل مرض مثل وباء -عافاكم الله جميعا - حكم الطاغية الفاسد المجرم الذي يمزق اوصال الوطن وينشر البؤس والخراب ويقول انا ربكم الاعلى يستعبد البلاد والعباد.. ثم تتصدى له ثلة من ابناء الوطن وتبدا بالنضال. ولان الله لا يمد الظلم والطغيان بالقوة والبقاء يكون سبب سقوطه فيه، فتنبثق من امة الضياع والفقر مجموعات ومجاميع وتتشكل احزاب والتجمعات وتتدافع وترفض وتكافح. وبالديمقراطية غير المنضبطة  والحرية المتفلتة يتقسم المجتمع كل يدافع عن فكرته وخطته ويحتكر الوطن لحزبه فينتج حكومة فاشلة منقسمة على مكوناتها وقد تكون فرصة جديدة لطاغية وتعاد الكرة مرة تلو اخرى .. التغير ليس سهلا ولا هينا ولا مسيرة تعبر بها البحر او حتى سفح جبل تنزل منه الى الارض المقدسة وتبلغ الهدف انه تحدي يحتاج وعي وايمان راسخ لذلك تاه بنو اسرائيل اربعين عاما في رقعة صغيرة هي مسيرة يوم واحد وفقدوا كل مايملكونه الا ثلة منهم حملة الأمل!

اذا لم تكسر حلقة التيه واطار التيه سنستمر بالضياع حتى الفناء اذن ما الحل لكسر هذه الحلقة القذرة!؟وما السليل للخروج من التيه!؟  نؤسس حلما وطنيا يبني الدوله بكل طوائفها وافرادها حلما وطنيا بعقل استراتيجي ينظر الى المستقبل ويشكله على مقاس الوطن لا لطائفة ولا القومية ولا دين دون دين ولا لحزب دون حزب بل للجميع حلما يلامس وجدان الجميع يبدا بتحليل الواقع ويجمع كل بياناته ويعرض كل ما لديه من معلومات على كل العلماء والخبراء وعلى ابناء الوطن جميعهم ليحددوا الموارد ويحددوا القوة والضعف والفرص والمحددات في كل قطاع ومجال في الثقافة والاجتماع والسياسة والاقتصاد والبيئة والطاقة والعلوم والتقنيات والاعلام والأمن عشرة ركائز يبنى عليها الحلم الوطني من كل التحليلات العلمية لكل اوضاع ومؤشرات الدولة ننتج قائمة فيما عندنا من قوة وما نجده من فرص وما يهددنا من ضعف ومعوقات ثم نصيغ توجهاتنا وندعم كل هدف وغاية نريد بلوغها في خطة استراتيجية لها رسالة محددة تعبر عن الرؤية الوطنية يحميها دستور وتشريعات وبهذا تتشكل الارادة الوطنية في مسار استراتيجي طويل الامد.

الامم المتطورة تضع دساتيرها بعد ان تبني حلمها الوطني ورؤيتها الطويلة للمستقبل فيكون الدستور حاميا وداعما ومتناغما في تشكيل المستقبل وبناء الوطن ثم تقسم الخطوات على كل دورة وكل سنة وكل مكان وكل مورد .. ولان الاختلاف سيكون على التنفيذ فنصوت مع كل انتخابات على البرامج والمشاريع الفرعية التي تبني الخطة الوطنية وتكون ضمن الخطة الاستراتيجية فتكون الحكومة مسؤولة عن تنفيذ تلك الخطة وترسم موازنتها وفقها لا تضع ارقاما وهمية ومشاريع فضائية تنتهي بالخراب والدمار.

أخر الأخبار