• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

قبيل الانتخابات هل لدينا تسويق سياسي أم لا ! ؟

قبيل الانتخابات هل لدينا تسويق سياسي أم لا ! ؟

  • اليوم, 17:48
  • مقالات
  • 21 مشاهدة
علي الهماش

"Today News":بغداد 
.
 
ظهر مصطلح  التسويق السياسي في الولايات المتحدة الامريكية في منتصف القرن الماضي في انتخابات الرئاسة أنذاك ,وقيل إنَّ أول مَنْ استخدم هذا المصطلح هو الرئيس الاسبق للولايات  ايزنهاور بدلاً عن الدعاية السياسية ، و كغيرها من المصطلحات الحديثة انتقلت الى العالم ، ودخلت كادارة للعملية السياسية للاحزاب كما في بريطانيا التي  تعمل وفق ستراتيجات  واضحة المعالم  تشابه في معطياتها  نظريات التسويق السياسي ، وتعطي الباحثة البريطانية  الدكتور مارشمنت جينفر ليز في كتابها التسويق السياسي :(المبادئ النظرية والتطبيقية)  ترجمة  سامي عبدالعزيز  مركز جامعة القاهرة للغات والترجمة سنة 2018  لهذا المصطلح بعداً  واسعاً بحيث يستوعب كل العمل السياسي لاي حزب فكتبت مايلي " التسويق السياسي هو أسلوب متكامل لإدارة العملية السياسية بأكملها، بدءًا من دراسة الجمهور وتحديد الاحتياجات، مرورًا بوضع استراتيجيات الاتصال، ووصولًا إلى بناء الحملات الانتخابية وإدارة الأزمات. يُستخدم التسويق السياسي لتعزيز الموقف السياسي للمرشحين والأحزاب من خلال بناء علاقات قوية مع الناخبين، وتحقيق أهدافهم.".
لم  تعد  الدعاية  أو البربوغاندا هما السلاحان الفعالان في تغيير رأي الجمهور ، لكنها قد تدخل ضمن  مراحل التسويق السياسي.
وهذا المصطلح يتعلق باسمه المركب  الذي يحتوي المفردتين التسويق والسياسة ، وكلاهما علمين لهما تفرعاتهما ،ويبدو أنَّ  عواملهما  تتداخل بشكل كبير ، وربما ينظر بعضهم على ان السياسية كما هي الاقتصاد والتجارة  ينظر الى السوق التجارية والى نوعية البضاعة والفئة المستهدفة .
وبعد انفتاح العالم وتداخل وسائل التكنلوجية ، وتنوع الشرائح الاجتماعية المستهدفة كل هذا يجعل من قوة الاداء والخطاب السياسي ليس العامل الاوحد في النجاح فقد يكون فشل التسويق عاملا محبطاً ، ومخرباً لكل ما يبذله من أداء ، وعلى النقيض من ذلك ترى فاشلا فاسدا نجح في تسويق كذبته وزرع في عقول الجماهير ذلك الوعي المزيف لأنه استخدم  الوسائل الصحيحة في تسويقه ، مثل الفريق المدرب المنظم الذي يعرف متى يدافع ومتى يهاجم  ويدرس نقاط قوته وضعفه ، ونقاط صعف وقوة خصمه ، فيفوز في المباراة غالباً ، بينما تتوقع الخسارة لفريق لا يعتمد على الاسس الصحيحة ويعول على لاعب واحد فقط لتكون  الخسارة نصيبه في أغلب الاوقات .
 
وبما أنَّ الحياة السياسية في العراق مازالت مضطربة  ، وأعني بالاضطراب هو عدم وضوح الرؤية  من قبل الاحزاب  ماذا تريد ؟ والى  اين تذهب ؟ ومن هي ؟. بحيث اختلطت  المفاهيم الاسلامية  مع  الممارسات العلمانية  ، والليبرالية مع الممارسات الديكتاتورية
وبذلك يضطرب الجمهور نتيجة ذلك ، ولا تجد خطاباً  يبيبن شكل الدولة التي يرغب بادارتها ، مع ملاحظة ان الجماهير تنظر الى زعيم القائمة او الحزب  كعنوان للحركة السياسية .


ولعله من الصعب أن اتحدث عن التسويق السياسي في العراق  كمادة علمية  يستفيد منها السياسيون  فكل  انتاجية  الطبقة السياسية  هي صراع وحرب كلامية بين الاطراف تتوزع بين الدعاية والبربوغاندا وتعتمد على أداء رئيس الحزب  أو زعيم الكتلة السياسية في معظم تحركاتها وقراراتها ،  و لا يأخذ المنهج السياسي بعداً كبيراً في حركة الحزب وزعيمه، وانما تعتمد على زلات وشطحات المقابل ..
 وتعيش بعض المفاهيم العلمية  كموضوعنا الحالي (التسويق السياسي ) المرحلة البدائية  أو بعض ارهاصاتها ، وربما يمارس بعض الاشخاص أمراً ما وفق فطرته ووفق اجتهاده الشخصي  قد تلتقي مع  هذا المفهوم  الذي انتجه  الأكاديميون بعد  دراسة  طويلة  و في معظمها دراسات استقرائية تاريخية .
قد تكون هناك  (فكرة) يروج لها  ويعتبرها بعضهم تسويقاً سياسياً ، وهو ما أطلق عليه الباحثون  ارهاصات وبدايات  التسويق السياسي .
لكنَّ ملاحظتي التي اكتبها هي وجود
 عشوائية التسويق التي تأتي من عشوائية القرار المرتبط بمزاج الشارع  أو يرهن القرار لمزاج الشارع ، فبدلا من ان يكون  الجمهور ( السوق المستهدف لقبول الفكرة والايمان بها يتحول الخزب او الزعيم لرغبة الشارع ) فيكون هناك تسويق عكسي ، وهذه عشوائية وانحدار في الوعي السياسي ، و باستعراض بسيط  حينما نقرأ  البرامج ، والتعريف  للكتل السياسية نراه يندرج  تحت مسمى الانفعال لا الفعل
ولا أُجافي الحقيقة  إن قلت بأن هناك
نوعاً من الازدواجية فيما يعتقد به  زعيم الكتلة ، وبين ما يتم التصريح به .
ومن العشوائية السياسية نرى أنَّ معظم الاهداف ترتكز في الفوز بالانتخابات وأنها نهاية المطاف أما التسويق السياسي فيرى ان الانتخابات جزء من الهدف في عملية التغيير والايمان بما يطرح الحزب او السياسي  ، فالانتخابات مرحلة بحاجة الى تكتيك معين  يتم رسم خطته وفق  التسويق السياسي الذي يرسم ستراتيجية واضحة من أجل  نشر المبادئ مستخدما وسائل التواصل المختلفة مع الجمهور ،وكل وسيلة اعلامية متاحة ،
وقد يبدي احدهم ملاحظة  ان المجتمع العراقي له خصوصية ، واجابتي ان هذه الخصوصية  تدرس ضمن التسويق السياسي ، بحيث تجعل  وعي المواطن محصناً نوعا ما كي لايتم الانقياد وراء مشاعره او انفعالاته ليغير رأيه يوم الانتخابات ، وقد يحصل ان تتغير وانقلب فئة معينة لكنها لن تكون الاغلبية  إذا ما كان التسويق مبني على أسس صحيحة   تلتزم بمعايير  قيمية و اخلاقية يلتزم بها  رئيس الحزب أو زعيم الكتلة قبل أن يطالب بها أتباعه او اعضاء حزبه .
إنَّ تغيير سلوك المجتمع وبث وعي جديد لا يكون أمراً هيناً ،لاتثمر نتائجه سريعاً ، وقد تكون الامور سريعة في استثناءات تمر بها المجتمعات ، وبما أننا نعيش الواقع  فنتحدث عن تخطيط بوعي وصمن أليات معروفة  توضح الطرق التي من خلالها يمكن فيه نجاح التسويق السياسي ،
دعوني اختم المقال دون ذكر  أمثلة على ذلك كي نبقى في الاجواء السياسية العامة ، لأن ذكر الامثلة قد يوقعنا في مطب الشخصنة وعدم اعطاء الحق لاصحابه ، لكن مازلت أرى عشوائية في المشهد السياسي ، ونشاطاً قبيل الانتخابات لنعيش بعده سباتاً حتى الموعد القادم للانتخابات وتلك هي المعضلة .

علي الهماشي

أخر الأخبار