• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ

كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ

  • 23-10-2023, 11:48
  • مقالات
  • 278 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 

لا زالت جراح القدس الشريف وفلسطين المظلومة تنزف الدماء الزكية منذ عام 1948 لحد اليوم، لسبب رئيسي وهو مؤامرة الأعداء في تفكيك وحدة الأمة الاسلامية، وزرع الفتن والحروب والمآسي فيما بين شعوب هذه الأمة ونشر الأفكار والوسائل التي تتآمر لزعزعة وحدة الأمة وتكاتفها.

كثرة المؤامرات على المسلمين، ومع حب الدنيا جعلت العديد من قادتها يذهبون بعيدا عن الطريق السوي لانجاز مهامها الحقيقية في وحدة الكلمة والتعاون لارجاع الحق الفلسطيني الى أهله وتحرير القدس من الصهاينة، والدفاع عن الحقوق المهدورة في الامة الاسلامية، والعمل على ايقاف سيطرة اعداء الأمة على عقول وسلوك المسلمين وابعادهم عن دورهم الرسالي المنشود.

ان كيد أعداء الأمة الأسلامية ضعيف مقارنة بقوة المسلمين عند وحدتهم وتعاونهم،
قال الامام العسكري (ع): ( أضعف الأعداء كيدا، من أظهر عداوته).

نص القران الكريم على تأكيد الله عز وجل على وحدة الأمة الاسلامية والتعاون والتكاتف فيما بينها:
(وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ - المؤمنون: 52)

و ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ- آل عمران: 110)

و (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ- محمد: 38 ).

منح الله سبحانه وتعالى للمؤمنين النصر والاستخلاف في الأرض عند الالتزام بنهج الاسلام
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ- النور : 55).

تصدى الامام الحسن العسكري (عليه السلام ) لإصلاح الجوانب العقائدية والفكرية والتربوية والثقافية والسياسية في الأمة الاسلامية عبر آليات الحوارات العلمية والمطارحات الفكرية،  ولنشر الوعي العلمي والإيماني وتوفير الحرية اللازمة لتحقيق المساواة العادلة بين أبناء المجتمع، ونبذ جميع ألوان التعصب والمحسوبية والعنصرية والطائفية، والعمل الجاد والمتفائل لإحياء هذا المنهج لبناء الانسان والمجتمع ودولة العدالة لتكون متهيئة لقيادة ولده الإمام محمد المهدي الحجة المنتظر (ع) الذي "يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظُلماً".

مؤكدا (ع) على  ضرورة الالتزام بالمعايير الأخلاقية الحميدة، وليس المعايير المزدوجة التي تغير المواقف حسب المصالح والإغراءات قائلا:
( بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَكُونُ ذا وَجْهَيْنِ وَذا لِسانَيْنِ، يَطْري أخاهُ شاهِداً وَيَأكُلُهُ غائِباً، إنْ أُعْطِىَ حَسَدَهُ، وَإنْ ابْتُلِىَ خَذَلَهُ).

عاش الامام العسكري (ع) في أكثر الازمنة حصارا ومطاردة وتخويفا لأئمة أهل البيت (ع) من قبل حكام الدولة العباسية، خلال ستة أعوام سني إمامته ( 254 هـ - 260 هـ )، قضاها في زمن  ثلاثة من خلفاء بني العباس وهم: المعتز، والمهتدي، والمعتمد.

لجأ الامام الى العمل السري  لاصلاح المسلمين، ومعالجة الفتن والآفات الاجتماعية والأمراض الأخلاقية وانتهاك الحرمات باعتماد سياسة توجيه النصح والإرشاد ونشر الفضيلة بديلا عن النزاعات والصراعات.

نبارك لكم ذكرى ولادة الامام الحسن العسكري ( عليه السلام) الميمونة في 8 ربيع الثاني عام  232 هـ، مستلهمين ارشاداته التالية:

-( أنكم في آجال منقوصة، وأيام معدودة، والموت يأتي بغتة، من يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شراً يحصد ندامة، لكل زارع ما زرع).

-( نحن كهف لمن التجأ إلينا، و نور لمن استبصر بنا و عصمة لمن اعتصم  بنا).

-( قِوَامُ هَذِهِ الدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ: عَالِمٌ يَسْتَعْمِلُ عِلْمَهُ،
وَجَاهِلٌ لَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ،
وَغَنِيٌّ جَوَادٌ بِمَعْرُوفِهِ،
وَفَقِيرٌ لَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ).

            وليد الحلي
7 ربيع الثاني 1445
23 تشرين الأول 2023

أخر الأخبار