• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

دعوة رسول الله محمد (ص) إسلامية توحيدية إبراهيمية

دعوة رسول الله محمد (ص) إسلامية توحيدية إبراهيمية

  • 12-09-2023, 15:56
  • مقالات
  • 141 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News":بغداد 
مائة قرن انقضت منذ نزول آدم (ع) من نعيم الجنة إلى الأرض ( تقريبا 10,294 سنة، و5,850 سنة من نزول آدم إلى تكليف الرسول محمد (ص) بالنبوة)، والبشرية في معارك وحروب مستمرة زهقت فيها مئات الملايين من بني البشر، ولا زالت الإنسانية معذبة، حيث لم تتوقف الحروب!

نجح رسول الله محمد (ص) بتغيير أخلاق الصحراء القاسية والبعيدة عن الحضارة، والغارقة في مستنقع الجاهلية والعدوان والعادات الضالة إلى أخلاق التعاون والمحبة والتضحية والإيثار والعمل الصالح والخير لصالحها.

عني (ص) على مخاطبة العقل عبر القلب بإعطاء المصداق الأخلاقي الصادق، وإقناع الإنسان بضرورة تغيير نفسه وإعادة تأهيل أفكاره وسلوكه، وانتهج الحوار السلمي والإقناع الحر بالدليل والمنطق والبرهان، واهتم باستخدام أسلوب السلام واللين والتسامح، وعدم اللجوء إلى القوة والغلظة والعنف إلا في الدفاع عن النفس.

إن جميع أنبياء الله ورسوله (ص) جاءوا بدين واحد وهو الإسلام
 (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ- آل عمران : 19)،

وذلك عبر مناهج وشرائع سماوية راعت الطبيعة الإنسانية في مراحل النمو البشري ودرجات وعيهم
(لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا- المائدة: 48).

( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) البقرة: 136.

وقال نبي الله إبراهيم (ع) في وصيته لبنيه: ( يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ- البقرة:132).

إن المناهج والشرائع التي جاءت بعد إبراهيم (ع) بدأ من اليهودية الى النصرانية انصب جدالهم في طبيعة ولائهم لملة إبراهيم (ع) ،
فأجابهم عز وجل:
 ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ- آل عمران:65).

(ومَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ- آل عمران:67).

( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ- الحج:78).

دول العالم بحاجة الى تطوير تعاملها مع الانسان بواقعية وعدم تغيب الجانب الروحي والخطاب العلمي والعقلي في اساليب التربية والتعليم وتحريك الوعي والضمير وممارسة الشورى بالحكم والتعامل بالأخلاق والحكمة والعدل وعدم الاعتداء.

الامة الاسلامية في اغلب توجهاتها تعيش حالة فقدان هويتها الاصيلة والمعايير الاسلامية للحكم بالعدل لأغلب حكامها، وقد حاصرتهم الفتن والحروب حتى أصبحوا يحرقون نعم الله لهم لصالح أعدائهم، وأصبحت شعوبهم تنتظر الرحمة ان تأتيها من الاجانب على دينها وثقافتها وحضارتها التي تميزت بها.

لقد ابتليت الأمة الإسلامية ببروز تنظيمات مسلحة متطرفة وإرهابية تدعي إنها تعمل لفرض الحكم الإسلامي زورا ولكنها عمليا تسيء إلى قيم الإسلام وتخدم ضمن أجندة رسمت لها من قبل أعداء الإسلام، وبدعم كبير وتجهيزها بمعدات إرهابية متنوعة، ومن أمثال هذه التنظيمات الإرهابية القاعدة و داعش وطالبان وأشباههم من الحركات الضالة.

في ذكرى رحيل النبي محمد ( صلى الله عليه وآله) في 28 صفر عام 11 هجري ( 26 أيار 632 م)، البشرية في أمس الحاجة للمنقذ الذي ينتهج سيرة وتعاليم رسول الله لقيادة البشرية إلى الرحمة والعدل والكرامة الإنسانية، بعد أن أصبح العالم يترنح بملذاته وجوره وظلمه للمستضعفين في الأرض بلا ورع ولا أخلاق ولا حقوق.

ان الأبتعاد عن منهج رسول الانسانية وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد (ص) عند المتصدين لأزمات العالم يساعد على توفر ظروف التهديد بإشعال الحرب العالمية الثالثة المدمرة التي ستقضي على معظم سكان البشرية البالغ عددهم الآن أكثر من 8 مليار نسمة، ولا ينجوا منهم إلا عدد قليل،
والله العالم والحافظ،
وسيعانون من أنواع الأمراض والسموم من بقايا الإشعاعات والفيروسات، والغازات السامة التي تستمر بالانبعاث لعدة سنوات  وهي من بقايا آثار القنابل النووية وأسلحة الدمار الشامل الكيميائية والبيولوجية والجرثومية وغيرها التي صنعها المتقاتلون على الأرض لفرض سيطرتهم وفسادهم واضطهادهم وانتهاكاتهم القاسية والمفجعة لحقوق الانسان واستمرار خداعهم للبشرية في الأعلام باحترام حقوق الإنسان !!

وليد الحلي
26 صفر 1445
12 أيلول 2023

أخر الأخبار