شخصيات عرفتها ٣١ "الشيخ محسن الاراكي"
"Today News": بغداد
٨ آب ٢٠٢٣
مجتهد وعالم دين إسلامي شيعي، إيراني الأصل ، عضو هيئة رئاسة جمعية مدرسي حوزة قم العلمية، الأمين العام السابق ل (المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية)، وهو مؤسس المركز الإسلامي في إنجلترا، ورئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس خبراء القيادة في إيران ، وأحد أبرز علماء الدين الإيرانيين من تلامذة المرجع الديني والمفكر الإسلامي محمد باقر الصدر ومن الذين أفادوا من الحوزة العلمية في النجف والحوزة العلمية في قم على حد سواء، وهو يجيد العربية كلغته الأم كما يجيد الإنجليزية ويكتب بها.
*الأسرة*
ولد آية الله الشيخ محسن الأراكي عام (1956م) في النجف، العراق. والده آية الله الميرزا حبيب الله الأراكي كان من أشهر الفقهاء وأساتذة الحوزة العلميّة في النجف والذي كان - علاوة على منزلته العلمية التي وضعته في عداد أبرز العلماء في الحوزة - من البارزين في ميدان العمل أيضاً. وقد نقل آية الله كاظم المرعشي قائلاً: كنت أتحاور مع آية الله أبو القاسم الخوئي (١٨٩٩ – ١٩٩٢) حول الشخصية التي لها أهلية الزعامة الدينية للحوزة العلمية بعده فقال لي: (إنّ آية الله الميرزا حبيب الله الأراكي هو أجدر تلك الشخصيات).
أما والدته فهي كريمة آية الله صفر علي الأراكي. وهو من أعاظم الفقهاء والزهّاد في الحوزة العلمية في النجف. له تأليفات عديدة في علمي الفقه والأصول مما يقارب دورة فقه استدلالي ودورة أصول كاملتين.
*دراساته*
•بدأ بتعلّم القرآن الكريم عند والده ووالدته . كما درس القرآن أيضاً عند أخته الكبرى التي درّسته كذلك ديوان الشاعر الإيراني سعدي الشيرازي (١٢١٠ - ١٢٩٢م) المشهور (گلستان سعدي) في الأدب الفارسي والصادر عام ١٢٥٨ م والكتب الدراسية للأعوام الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية للمدارس العراقية.
•نظراً إلى الظروف غير المناسبة التي كانت محيطة بالمدارس تلك الأيام وبهدف التوجّه لتعلّم اللغة العربية بشكل كامل قرر والده أن ينتقل إلى الدراسة الابتدائية في مدرسة منتدى النّشر تحت إشراف آية الله الشيخ محمد رضا المظفّر (١٩٠٤ – ١٩٦٤)؛ حيث بدأ من الصف الثالث واستمر هنالك حتى الصف الأول المتوسط.
•من ثمّ - وبإرشاد من والده - توجّه إلى دراسة العلوم الإسلامية في الحوزة العلمية. فكانت أول إطلالته على هذه العلوم عام (1968م). درس بعض المقدّمات والسطوح - كشرح الصمدية في النحو، وحاشية الملا عبد الله في المنطق وجزء من معالم الدين في الأصول وأجزاء من شرح اللمعة في الفقه وبعض من الرسائل والكفاية في الأصول - عند والده وأكمل الباقي عند عدد من أشهر الأساتذة الحوزة العلمية في النجف.
•درس أجزاءً من شرح اللمعة عند آية الله عز الدّين بحر العلوم والجزء الأعظم من أصول الفقه والرسائل عند آية الله العظمى كاظم الحائري ( ١٩٣٨ - ) وبعضاً من المكاسب عند الشهيد آية الله الشيخ محمّد تقي الجواهري (١٩٢٢- ؟) والبعض الآخر عند آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (١٩٤٨ – ٢٠١٨) وآية الله الشيخ عبد المجيد الروشني كما درس أجزاءً من الكفاية عند آية الله عبّاس الخاتم اليزدي، وأجزاءً أخرى عند آية الله حسن المرتضوي.
•درس أيضاً التفسير وعلوم القرآن عند آية الله مصطفى الخمينى (١٩٣٠ – ١٩٧٧) ، وآية الله الشيخ محمد هادي معرفة ( ١٩٣١ – ٢٠٠٠) والعلامة آية الله محمد باقر الحكيم. (١٩٣٩ – ٢٠٠٣) .
•كما درس أيضاً شرح المنظومة والجزء الأول والثاني من الأسفار في الفلسفة عند آية الله الشيخ عبّاس القوچاني.
•بعد إكمال مرحلة السطوح في عام 1975 ، بدأ سماحته بدراسة الفقه والأصول في مرحلة البحث الخارج فدرس بعضاً من مباحث الزكاة عند المرجع آية الله العظمى أبو القاسم الخوئي وبعضاً من آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني (١٩٢١ - ) مما يقارب دورة أصولية كاملة، كما حضر لسنوات عدة دروس الفقه (مباحث الطهارة، والإجارة، والحكومة الإسلامية، والأراضي الموات، وولاية الأمر، والخمس، والاجتهاد والتقليد، والقضاء) ودرس الأصول عند آية الله كاظم الحائري.
•كما تابع أيضاً دراساته الفلسفية بدراسة نهاية الحكمة عند آية الله الشيخ مصباح اليزدي(١٩٣٥ – ٢٠٢١) وأجزاء من الأسفار عند آية الله الشيخ مرتضى المطهّري (١٩١٩- ١٩٧٩) وآية الله جوادي الآملي (١٩٣٣ - )، كما حضر دروس الفلسفة الغربية عند العلامة الشهيد آية الله محمد بهشتي (١٩٢٨ – ١٩٨١).
•حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة بورتسموث University of Portsmouth البريطانية في الفلسفة المقارنة، وعنوان رسالته: العلية والحرية في الفلسفة الإسلامية والغربية كتبت باللغة الإنجليزية .
*نشاطاته العلمية*
منذ بداية مرحلة الدراسة والتحصيل وبعد إكمال كل دورة دراسية والانتقال للدورة التالية كان ديدنه تدريس المواد المتعلقة بالدورة المطوية، فعندما كان في النجف درّس المقدّمات إلى مرحلة شرح اللمعة وبعد الهجرة إلى الحوزة العلمية في قم باشر بتدريس شرح اللمعة والرسائل والمكاسب ونهاية الحكمة وشرح المنظومة والأسفار والإشارات وشرح التجريد وكفاية الأصول في مدن قم والأهواز ودزفول. ممثلاً لآية الله علي خامنئي( ١٩٣٩ - ) وتأسيسه للحوزة العلمية هناك قام بتدريس سطوح مختلفة من العلوم الإسلامية بدءً من دروس حلقات الأصول والرسائل والمكاسب والفلسفة ووصولاً إلى تدريس البحث الخارج في الفقه (مباحث الحكومة الإسلامية والقضاء) والأصول، إضافة إلى بحوث التفسير باللغات العربية والفارسية والإنجليزية.
*مؤلفاته باللغة العربية*
1.الولاية الإلهيّة وولاية الفقيه (1991م)
2.المختار من مقتل الحسين في بحار الأنوار (1992م)
3.مدخل إلى منهج المعرفة الإسلاميّة (1997م)
4.المعرفة الإسلامية، منهجاً وتصوراً.
5.نظرية النص على الإمامة في القرآن الكريم.
6.صلح الإمام الحسن وثورة الإمام الحسين من منظور السنن التأريخية في القرآن الكريم.
7.حوار في الإمامة.
8.مدخل إلى العرفان الإسلامي.
9.الأسس النظرية للدولة الإسلامية.
10.أساس الحكم في الإسلام.
11.معالم الفكر الأصولي الجديد.
12.حجّية سنة الصحابي، دراسة ونقد.
13.الصحوة الإسلامية المعاصرة، أدوار وروّاد.
14.نظرية الحكم في الإسلام.
15.فقه القضاء.
16.كتاب الخمس.
17.صلاة الجمعة.
18.مبدأ العلية والإرادة.
19.ملكيّة المعادن في الفقه الإسلامي.
*مؤلفاته باللغة الإنجليزية*
1.Contemporary Islamic Awakening ( (الصحوة الإسلامية)
2.Free Will between Islamic Contemporary Philosophy and Western Contemporary Philosophy. (الإرادة الحرة بين الفلسفة الإسلامية المعاصرة والفلسفة الغربية المعاصرة )
*تحقيقات ومقالات*
نشرت لآية الله الأراكي مقالات متعددة في مجلات علمية وثقافية داخل الجمهورية الإسلامية وخارجها باللغات العربية والفارسية والإنجليزية. هذا بالإضافة إلى حجة الإسلام والمسلمين مُنذر الحكيم والذي طبعه مجمع الفكر الإسلامي. كما قام بتحقيق كتاب (اللّوامع الالهيّة في المباحث الكلاميّة) للمقداد السيوري ( توفي ٨٢٦ هـ / ١٤٢٣ م ) بالتعاون مع العلامة عمار أبو رغيف والذي طبعه أيضاً مجمع الفكر الإسلامي لاحقاً.
*مشاريعه التأسيسية*
قام آية الله الأراكي بتأسيس العديد من المشاريع العلمية والدينية والثقافية أينما حل وارتحل منذ أيام الدراسة في النجف وبعد ذلك في قم وديزفول ولندن. من بين تلك المشاريع:
1.المكتبة العامة في مسجد الطريحي في النجف.
2.مركز الدراسات الإسلامية (1980م) في مدينة المحمرة الإيرانية.
3.مركز التوعية الإسلامية (1980م) في خرمشهر.
4.تأسيس مجمع الفكر الإسلامي مع ثلة من الفضلاء والمحققين (1990م) في قم.
5.تأسيس مجلة الفكر الإسلامي (التابعة لمجمع الفكر الإسلامي) والإشراف على إدارتها في قم.
6.إقامة المؤتمر الكبير للشيخ الأعظم الأنصاري وأمانته العامة (1995م) في قم.
7.تأسيس الحوزة العلمية (مدرسة آية الله القاضي) في مدينة دزفول الإيرانية.
8.تأسيس مؤسسة الخميني الخيرية (دار أيتام، مستوصف و..) في دزفول.
9.تأسيس كلية أصول الدين (1989م) فرع دزفول.
10.تأسيس (المركز الإسلامي في إنجلترا) (1996م)
11.تأسيس مراكز إسلامية في كل من: مانشستر، برمنگهام، نيوكاسل، غلاسكو وغيرها.. في بريطانيا.
12.تأسيس الحوزة العلمية في لندن (معهد الإمام الحسين للدراسات الإسلامية) في بريطانيا.
13.تأسيس كلية العلوم الإسلامية في لندن (Islamic College for Advanced Studies) في بريطانيا.
14.تأسيس المدرسة الابتدائية الخاصة للجالية الإيرانية في لندن.
15.تأسيس (جماعة علماء المسلمين في بريطانيا) بالتعاون مع ثلة من العلماء والفضلاء المقيمين في أوروبا.
16.تأسيس العديد من المجلات العلمية في لندن وبلغات مختلفة والإشراف على إدارتها (منها: (شؤون إسلامية) و (البلاغ) بالعربية، و(صبا) بالفارسية، و "Discourse" وغيرها بالإنجليزية.
17.المشاركة في الهيئة الاستشارية لـ ( مجلة الفقه المقارن.)
*نشاطاته السياسية والاجتماعية*
باشر آية الله الأراكي نشاطه السياسي في النجف ضد حزب البعث الحاكم في العراق وسلطة الشاه في إيران. فقد كانت له ولوالده علاقات وطيدة مع بيت الإمام الخميني في النجف وقد قام معه، والذي أدّى لاختفائه عن الأنظار مدة عام.
في عام ١٩٧٦ قرر الهجرة من النجف إلى قم وهنالك قامت أجهزة الأمن الإيرانية بطلبه والتحقيق معه عدة مرات، وبعد اليأس من الحصول على معلومات مفيدة منه تم الإفراج عنه.
*مسؤولياته*
مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران حوّلت له مواقع ومسؤوليات كان من بينها:
•رئاسة المحاكم الثورية في مدينتي عبادان وخرمشهر وكان ذلك بأمر من الشيخ الشهيد آية الله القدوسي عام (1981م)؛
•في عام (1982م) عُيّن رئيساً للمحاكم الثورية في محافظة خوزستان ومن ثمّ اضيفت إلى مهامه الرئاسة العامة لمحاكم المحافظة؛
•في عام (1984م) وبعد تخطّي مرحلة الخطر الأولى في بدايات الحرب العراقية الإيرانية قرر الاستقالة من جميع مناصبه في المحافظة للاستمرار في نشاطاته العلمية لكن بعد ثلاثة أعوام أي في عام (1987) وبناء على طلب من أهالي مدينة دزفول (في محافظة خوزستان الجنوبية) عين كممثل للإمام الخميني الراحل وإمام لجمعة المدينة واستمر في هذا الموقع إلى نهايات فترة الحرب؛
•ثم اضيفت إلى هذه المهام مسؤوليات أخرى (من قبيل: حاكم الشرع المشرف على الأراضي لمحافظة خوزستان، ممثلية الولي الفقيه في جامعة الشهيد شمران (١٩٣٢- ١٩٨١) في الأهواز وغيرها من المواقع)؛
•كان له حضور في جبهات الحرب مع النظام البعثي أثناء تصديه لمهام إمامة الجمعة في دزفول وقبل ذلك (منذ بداية الحرب)؛
•ومن العام (1988م) إلى (1997م) انيطت له مهام ممثلية الولي الفقيه في قوات فيلق بدر التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في إيران (تأسس عام ١٩٨٢)؛
•وفي عام 1991م انتخب نائباً عن أهالي محافظة خوزستان في مجلس خبراء القيادة وأعيد انتخابه في الدورة اللاحقة؛
•في عام ١٩٩٥ بُعث من قبل قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي إلى بريطانيا ممثلاً عنه، فأنشأ العديد من المؤسسات الدينية والثقافية والعلمية كان أبرزها المركز الإسلامي في إنجلترا؛
•وبعد عشرة أعوام قرر العودة إلى إيران والتفرغ للنشاطات العلمية التخصصية في الحوزة العلمية في قم، وكان ذلك عام 2004م.
*تدريسه ونشاطاته الفعلية*
•الشيخ محسن الأراكي عضو في مجلس خبراء القيادة في إيران نائباً عن محافظة مركزي الإيرانية وهو يرأس اللجنة الاقتصادية فيه، كما أنه عضو بالهيئة الرئاسية في جمعية مدرسي حوزة قم العلمية.
•بعد تنحيه عن رئاسة المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية انتخب آية الله الأراكي لعضوية المجلس الأعلى لشورى الحوزة العلمية في إيران،
•يقوم في الوقت الراهن بتدريس البحث الخارج في الفقه والأصول إلى جانب التأليف العلمي، والعضوية في المجلس الأعلى لشورى المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، والمجلس الأعلى لشورى المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وكذلك الإشراف على المراكز والمؤسسات التي قام بتأسيسها سابقاً (من بينها: مجمع الفكر الإسلامي ومؤسسة الإمام الخميني الخيرية).
*الشيخ الأراكي وعلاقته بالعراقيين*
من المعروف أن الشيخ الأراكي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع العراقيين لم تتغير حتى بعد استلامه مناصب عليا في الدولة الإيرانية. ويتحدث الأراكي العربية باللهجة العراقية لأنه ولد ونشأ ودرس في مدارس النجف الأشرف. وهناك آخرون من الشخصيات الإيرانية أمثاله كالشيخ محمد مهدي الآصفي والسيد محمود الهاشمي الشاهرودي والسيد كاظم الحائري.
أثناء إقامته في العراق كان الأراكي معارضاً لنظام البعث كما نظام الشاه ، ولارتباطه بالإمام الخميني. وقد اضطر للاختفاء عن الأنظار لمدة عام ثم غادر العراق إلى إيران عام ١٩٧٦ ليبدأ مرحلة جديدة من النضال ضد حكومة الشاه واعتقل عدة مرات هناك.
بعد سقوط الشاه استلم الشيخ الأراكي عدة مناصب في محافظة خوزستان التي أغلب سكانها من العرب وفيهم قبائل عربية عريقة منحدرة من قبائل تسكن العراق. وكان لإجادته اللغة العربية ومعرفته بالعرب قد جعل المسؤولين الإيرانيين يولونه مهام ومسؤوليات عالية في مدنها مثل الأهواز وعبادان والمحمرة وديزفول. فقد شغل مناصب قاضي رئيس المحاكم الثورية عام ١٩٨١ ، وممثل الإمام الخميني هناك . ومن أهم المناصب ذات العلاقة بالعراقيين هو ممثل الولي الفقيه في (فيلق بدر الذي تزعمه هادي العامري) التابع (للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي تزعمه السيد محمد باقر الحكيم) لفترة تسع سنوات (١٩٨٨-١٩٩٧) وهي فترة طويلة من المتابعة والتوجيه ومواجهة المشكلات.
وكان للشيخ الأراكي علاقات مع شخصيات عراقية كانت تقيم في معسكر الشهيد الصدر في ضواحي الأهواز في تلك الفترة قبل إغلاق المعسكر. وكانوا يراجعونه ويستمع لهم ويقدم لهم العون والدعم.
وبعد مغادرته جنوب إيران وانتقاله إلى طهران لتولي مناصب ومسؤوليات جديدة على مستوى إيران ، حافظ على علاقاته مع الجالية العراقية المقيمة في إيران ، وخاصة مع الشخصيات السياسية والعلمائية.
بعد تكليفه للفترة من عام ١٩٩٥ -٢٠٠٤ كممثل للسيد الخامنئي في بريطانيا، بدأ الأراكي نشاطات واسعة ورصينه كان منها تأسيس المركز الإسلامي في إنكلترا ليكون مناراً للفكر والنشاط الشيعي في لندن من خلال برامجه اليومية والاسبوعية والموسمية. وكانت إدارة المركز منذ تأسيسه حتي الآن بيد:
•آية الله محسن الأراكي منذ سنة 1996 إلي تموز 2004.
•الشيخ عبد الحسين المعزی من تموز 2004 إلي آذار 2014.
•الدكتور محمد علي شمالي من آذار 2014 إلى حزيران 2019.
•سيد هاشم الموسوي من حزيران 2019 لحد الآن.
يرتبط المركز بمؤسستين تعليميتين في لندن، وهي:
•الكلية الإسلامية (وهي مؤسسة مسجلة باسم الكلية الإسلامية للدراسات المتقدمة).
•الحوزة العلمية في إنجلترا، وهي مدرسة دينية اسلامية. افتتحت عام 2014 بأشراف الدكتور محمد علي شمالي رئيس المركز الإسلامي في إنجلترا آنذاك. وقد تم تعيين ميرزا محمد عباس رضا كمدير داخلي للحوزة. وهو أصبح مدير الكلية الإسلامية في تشرين الاول 2017.
*علاقتي بالشيخ الأراكي*
لم يقتصر اهتمام المركز الإسلامي في إنكلترا والشيخ الأراكي على الساحة البريطانية ، بل امتد ليتسع الساحة الأوربية ، ومتابعة شؤون الجاليات المسلمة المقيمة في أوربا.
في التسعينيات كنت مسؤولاً عن (الجمعية الثقافية العراقية في هولندا). وكنت أصدر نشرة (النخيل) وهي نشرة ثقافية سياسية إسلامية. وكنت أرسلها إلى بعض المؤسسات والجمعيات والشخصيات الإسلامية في بريطانيا وألمانيا والسويد والدانمارك وأمريكا إضافة إلى سوريا وإيران وداخل هولندا.
لقد وجدت الشيخ الأراكي على كثرة مشاغله وإدارته للمركز الإسلامي وتدريسه في الحوزة العلمية أنه متابع جيد وقارئ دقيق لما تصله من مطبوعات ومنشورات. في أحد الأيام وصلتني رسالة من الشيخ الأراكي يعلق على بعض ما ورد في النشرة من مقالات :
١-علق مرة على مثل عراقي ورد في النشرة (بين العجم والروم بلوة ابتلينا) فكتب مجموعة ملاحظات في عدة صفحات يدافع فيها عن العجم ، وأن استخدامه فيه إساءة لهم. الأمر الذي اضطرني إلى إجابته برد طويل أوضحت له المقصود ، وأن كلمة أعجمي يقصد بها غير العربي ، وليست استصغار للإيرانيين. فالقرآن الكريم ذكر لفظة (أعجمي) بهذا المعنى.
٢- علق على مثل هولندي وأوربي يقول (إذا لم يأت الجبل إلى محمد فليذهب محمد إلى الجبل) دلالة على السعي والعمل الجاد وعدم انتظار المعجزات لإنجاز المهام. لكن سماحته اعتبر المثل إساءة للرسول (ص) ونبوته فأجبته أن مجرد انتشار مثل يذكر فيه النبي (ص) بموضع الايمان والعمل والإرادة هو شيء جميل في الثقافة الغربية.
كما كنت أوجه إلى سماحته أسئلة واستفتاءات لكونه مجتهداً ممارساً للفتيا. فكان يجيب أسئلتي الفقهية ويرسلها مطبوعة وموقعة مع التاريخ ، على ورق أصفر سميك وأنيق.
وكنت أدعو الشيخ الأراكي لحضور بعض نشاطات واحتفالات الجمعية الثقافية العراقية. فكان يلبي الدعوة ويأت من لندن إلى هولندا فنلتقي به ونناقش معه أموراً كثيرة ، ويلقي كلمته في الحفل ، ويصلي بنا جماعة. يمتاز الشيخ الأراكي بالهدوء وخفض الصوت عند الكلام ، والتأني في الحديث. وهو لطيف المعشر ، أريحي اللقاء ، متواضع ، غير متكلف .
*قصة الزوجة الهولندية المسلمة*
في أحد المرات اتصل بي سماحته وذكر لي بأنه كحاكم شرع تلقى رسالة من سيدة هولندية تطلب الطلاق من زوجها اللبناني. وطلب مني زيارتها ومعرفة تفاصيل قضيتها.
كانت السيدة تسكن جنوب هولندا، اتصلت بها هاتفياً ، وحددنا موعداً لزيارتها وزوجها. ذهبت بسيارتي إلى المدينة التي تسكنها، وقرعت جرس المنزل فاستقبلني زوجها وهي معه مرتدية حجابها. عرّفت نفسي بالزوج بأنني مكلف من قبل آية الله الشيخ محسن الأراكي في متابعة الخلاف بينكما لمعرفة الحقيقة.
بعد حديث طويل مع الزوجة الهولندية المسلمة أنها قبل أكثر من ١٥ عاماً تعرفت على زوجها وهو لبناني شيعي من جنوب لبنان. وأنها اعتنقت الإسلام فتزوجا ورزقا بثلاثة أطفال. ولعدم حصوله على عمل ثابت هاجرا معاً إلى كندا لأن أخته تعيش هناك. بعد ذلك عادا إلى هولندا لتكون قرب والديها اللذين صارا كباراً في السن.
بدأت المشكلة أن الزوج يرفض العمل ويفضل العيش على المساعدات الاجتماعية التي تقدمها الدولة للعاطلين عن العمل. أما هي فحسب ثقافتها تجد البطالة أمر معيب ، وعليها العمل لكسب رزقها وتربية أولادها. حصلت الزوجة على عمل مدرسة لغة هولندية في مدرسة إسلامية في نفس المدينة، وهي مرتاحة بعملها ، ولا ضغوط عليها ، وترتدي الحجاب الإسلامي. ولما اشتكت من سلوك زوجها طلبت مني أن أطلقها منه. وقالت إنه إذا لم يحصل الطلاق الشرعي فستضطر للجوء إلى المحاكم الهولندية. فطلبت منها التريث لأن اللجوء للمحاكم بعني جذب الاعلام الهولندي لهذه القضية. وسيفرح الاعلام بها ويصورها على أن الهولندية المسلمة تعاني من تعسف الزوج والحق الذي يعطيه الإسلام لزوجها لقهرها وظلمها.
أما الزوج ، ، فيرفض أي عمل ويقضي وقته بالسهر والتدخين والمخدرات، وكان عصبياً يثور لأتفه سبب محطماً ما أمامه من أواني وغيرها. ويصر عليها أن تترك العمل في المدرسة.
تحدثت مع الزوج ، وكانت لديه لحية ويلبس خاتماً في يده اليمنى، وقلت له إن الإسلام لا يمنع عمل المرأة خاصة وآنها تعمل معلمة وتحتفظ بحجابها. فكان رأيه أنه غير مرتاح لغيابها عن المنزل وعدم انتظام الوضع العائلي كالطعام والنظافة واحتياجات الزوج والأطفال. فقلت له هذه الأمور تحل بالتفاهم وتقاسم الأعمال إذا كانت هناك ضرورة. وقلت له إن جلوسك في المنزل وانتظار المساعدات لا يليق بك كشاب مسلم متدين بل يقتضي منك النزول لسوق العمل وكسب رزقك والانفاق على أسرتك وبيتك، عندها يمكنها ترك العمل في المدرسة.
من جانب آخر ألا تجد في لجوئها للمحاكم الهولندية رسم صورة سيئة للزوج المسلم العاطل عن العمل الذي يصر على زوجته أن تترك عملها؟ ألا تكون أنت وأسرتك مادة غنية للإعلام الهولندي المعادي للإسلام؟ ألا يضر ذلك بسمعة الجالية المسلمة في هولنداً؟ انتظرت جوابه ففاجأني بأنه غير مهتم بأمر الاعلام ولا الجالية !! المهم أنه يريد فرض رأيه عليها وتترك العمل.
بعد ذلك التقيت بالأولاد وهم بنت كبيرة في الثالثة عشرة وابن في التاسعة من عمره ، وآخر رضيع بحدود العامين. وسألتهم عن حدوث مشاكل بين والديهم ، وهل يحدث شجار وصياح فأجابا بنعم. وماذا يفعل والدكما عن الشجار؟ فقالا: يهيج ويحطم الأواني والمزهريات وغيرها. وماذا كنتم تفعلان أثناء العراك؟ يقولان نسكت أو ننشغل بدروسنا أو نصعد إلى غرفة النوم.
من جانب آخر التقيت بوالد الزوجة الهولندية وكان يتأمل خيراً من قدومي لحل مشكلة ابنته مع زوجها. وكان رجلاً فوق الستين من عمره ، حسن المظهر ، رقيق الحديث. قال: نحن لم نعارض زواجها منه رغم أنها تركت ديننا المسيحي واعتنقت الإسلام لأننا احترمنا رغبتها وأسلوب حياتها. وقد ساعدناهما في بداية زواجهما ، لكننا فوجئنا بقرار سفرهما إلى كندا ، وحرماننا من رؤية أحفادنا. فأرجو أن تلبي رغبتها بالطلاق كي ننتهي من هذه الأزمة العائلية.
عدت إلى منزلي وأعددت تقريراً بتفاصيل اللقاء وما جرى من حديث بين وبين الزوج والزوجة والأولاد وجدهم لأمهم. وأن الوضع لا يطاق بسبب سلوك الزوج والأفضل أن تطلق منه كي تستمر بتربية أولادها حسب التعاليم الإسلامية. وبعد مدة قام الشيخ الأراكي بتطليقها شرعاً وأبلغها هي وزوجها بقرار الطلاق كي تمسك عدتها.
الجدير بالذكر أن هذه واحدة من القضايا التي واجهتها في المهجر الهولندي. إذ كنت اتابع وأتوسط في قضايا اجتماعية ومالية وقانونية يحدث بين العراقيين المقيمين في هولندا. وبعض هذه القضايا تشابه قضية الهولندية المسلمة ، حيث تحدث الخلافات بين الأزواج والزوجات بعد لم الشمل ووصل الزوجة العراقية إلى هولندا والالتحاق بزوجها. عندها تطلع على حقوقها وسلطتها ، وأنها يمكنها للجوء للشرطة في أي قضية عائلية، مثل ضرب الأب لأولاده ، أو رفضه سلوك يخالف العادات العراقية ، أو يجد في زوجته تحرراً وانفتاحاً أكثر من اللازم في حرتها وخروجها واختلاطها مع الرجال.
أمس, 18:34 الأبعاد الإنسانية والتربوية لنهضة الإمام الحسين(ع)
وليد الحليأمس, 10:42 ما بعد الحرب على إيران
إبراهيم العبادي26-06-2025, 20:22 المعركة القادمة .. من يمتلك التكنولوجيا يكتب النصر
د. محمد عصمت البياتي25-06-2025, 13:28 أين الضمير الإنساني؟
وليد الحلي