• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

"إياكم والخصومة فإنها تفسدالقلب وتورث النفاق"

"إياكم والخصومة فإنها تفسدالقلب وتورث النفاق"

  • 25-06-2023, 10:59
  • مقالات
  • 140 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 
الحوار المثمر الايجابي قائم على التعاون والتفاهم بين الأطراف المشاركة لتحقيق الأهداف المعينة التي يسعى المتحاورون لتحقيقها وبشروط الاعتراف بالآخر، والتعاون، وتحكيم الحوار العلمي وليس العاطفي وأهمية الالتزام بضوابط الحوار بإنصاف الطرف الآخر.

 الخصومة السلبية هي في التعصب بالجدل العقيم بين المتحاورين، والتي تسبب الكراهية والنزاع والتشاجر أو التفاخر، وعدم احترام الرأي والرأي الآخر وفق مبادئ وقيم حقوق الإنسان في الحوار.

الخصومة التي تورث النفاق هي التي تتزامن مع الانحدار في مستوى الحوار بمستوى الابتذال والاهانة، وفرض الرأي على الطرف الآخر وإثارة الضجيج والتهديد والاستهانة التي قد تنحدر إلى درجة الاتهامات الباطلة وعدم الاحترام،

وخاصة في الحوارات  الدينية، حيث يحذر الأمام محمد بن جعفر الباقر (عليه السلام) منها قائلا: ( إيّاك والخصومات فإنّها تُورث الشكّ، وتُحبط العمل، وتُردي صاحبها وعسى يتكلّم الرجل بالشيء لا يغفر له).

إن المخاصمة بهذه الطرق السلبية تخرّب المشاعر بين المتحاورين، وتفسد الودَّ ومشاعر الأخوّة فيما بينهم، وتقوي روح العناد والتعصّب والنفاق والعصبيّة والطائفية والعنصرية والخلافات العميقة فيما بينهم،

*وتُهيأ للصراعات والمشاحنات
والمشاجرات العدوانية. *

اهتمام الإمام الباقر بظاهرة المخاصمة التي تعكر وحدة وصف المتحاورين، جعله يوصي بتنظيم الحوار بين المذاهب وفق قواعد اجتماعية تضمن للمجتمع العيش بمنتهى الرقي والسلام والطمأنينة والمحبة.

كان (عليه السلام) يريد مجتمعاً إسلامياً موحدا ومتعاونا ومنسجما وخالياً من الضغائن والأحقاد والخصومات،
مذكرا بالقول(ع):
-  ( إن المؤمن أخ المؤمن لا يشتمه ولا يحرمه ولا يسيء به الظن)،
- و ( إياكم والخصومة فإنها تفسد القلب وتورث النفاق)،

عاملاً على تنمية الروح الرسالية والعواطف الصادقة والالتزام بتعاليم  الدين الإسلامي، من خلال توضيح الأهداف بتحريك الجانب العاطفي لتنسجم مع الجوانب الإيمانية والسياسية لا أن تكون خادمة للوسائل التي يريدها المتصدي وطرقه الفاسدة في كسب الناس والتسلط عليهم بالظلم والجور،

وعدم السماح بصرف الأموال بالملذات واللهو والترف والبذخ والمجون والشهوات وشراء الذمم والضمائر،
بدلا من تحقيق التكافل الاجتماعي للفقراء والمحتاجين والمحرومين وصرفها لسعادة الأمة.

ولد الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) في المدينة المنورة في الأول من رجب سنة 57 هـ.  وتصدى للإمامة بعد شهادة والده الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) في سنة 95 هـ، واستمرت إمامته لمدة 19 سنة.  

النبي محمد (صلى الله عليه وآله) هو أول من أطلق عليه لقب الباقر، حيث أنه جمع شرف النسب النبوي القرشي من جانبين، فهو ابن علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين،
 فالامام الباقر (ع) حفيد فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها) من جهة الأب ، وامه فاطمة الصديقة الزاهدة بنت الإمام الحسن (عليهما السلام).

نستلهم في ذكرى شهادة الإمام الباقر ضرورة الالتزام والانتفاع من أقواله (ع) الآتية:
-( ليُعن قويّكم ضعيفكم، وليعطف غنيّكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه).
-( عليكم بالحب في الله والتودد والمؤازرة على العمل الصالح، فإنه يقطع دابرهما، يعني السلطان والشيطان).
-( إن ُظلمت فلا تَظلم، وإن خَانوك فلا تخن، وإن كُذّبتَ فلا تَغضب، وإن مُدحت فلا تَفرح، وإن ُذممتَ فلا تجزع)
-( صلة الأرحام تزكّي الأعمال، وتُنمي الأموال، وتدفع البلوى، وتُيسِّر الحساب، وتنسئ في الأجل).
-(عليكم بالورع والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم عليها براً كان أو فاجرا).

اضطهد الإمام في مدة إمامته من قبل حكام بني أمية التالية اسماؤهم: الوليد وسليمان ويزيد وهشام أولاد عبد الملك، وكُرّم في ولاية عمر بن عبد العزيز (99-101 هـ).
واستشهد بالسم من قبل الحاكم الأموي هشام بن عبد الملك في 7 ذو الحجة سنة 114 هـ وعمره 57 عاما.
سلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.

      وليد الحلي
6 ذو الحجة 1444
25 حزيران 2023

أخر الأخبار