"Today News": متابعة 
غياب الرقابة في استخدام أمان المبيدات الزراعية في العراق تنذر بكوارث صحية مستقبلاً وأغلب هذه المبيدات تترك تراكمات سامة من موادها الفعالة داخل الثمار مسببة تسمّماً وأمراضاً خطرة عند انتقالها للإنسان عن طريق تناول هذه الثمار، حسبما أكد مختصون في المجال الزراعة.

وقال علي حرين الحاصل على الماجستير من جامعة الكوفة، كلية العلوم الزراعية، قسم البستنة وهندسة الحدائق في منشور عبر مواقع التواصل ، ان "هناك غياب للرقابة في استخدام فترة أمان المبيدات الزراعية في العراق، وبالأخص المبيدات الحشرية، وهذا ينبئ بكوارث صحية مستقبلاً مالم توضع لها رقابة مشدّدة من قبل الدولة، حيث هناك الكثير من المزارعين من منتجي الفاكهة والخضار يستخدمون المبيدات دون الالتزام بفترة الأمان التي تختلف من مبيد إلى مبيد ومن محصول إلى آخر".

وأوضح حرين ان "المبيد الزراعي الحشري عبارة عن مواد كيميائية تستخدم لقتل آفة حشرية معينة، لكن أغلب هذه المبيدات تترك تراكمات سامة من موادها الفعالة داخل الثمار مسببة تسمّماً وأمراضاً خطرة عند انتقالها للإنسان عن طريق تناول هذه الثمار، مشيرا الى ان "كلّ مبيد فترة أمان تقل بها التراكمات السامة للمبيد داخل الثمار لتصبح ضمن الحدود الآمنة وغير المؤثرة على صحة الإنسان لكن الكثير من المزارعين يتجاهل هذه الفترة وذلك ربما بسبب تعرض جزء من محصوله للتلف، مثال على ذلك: نبات الخيار من العائلة القرعية تعتبر ثماره سريعة النمو حيث تحصد ثماره كل ٣ - ٥ أيام، قد يقوم المزارع برش مبيد ذو فترة أمان ١٥ يوم وبعض المزارعين لا ينتظرون انتهاء الفترة بالكامل ويقومون بجني الحاصل بعد أسبوع من الرش وهنا تحدث الكارثة عند تسويق المحصول الحاوي على تراكمات سمية للمواد الفعالة من مخلفات المبيدات".

وأضاف انه "من المخاطر الأخرى للمخلفات السامة للمبيدات في الثمار هي: العقم عند الرجال، تلف الكبد، الفشل الكلوي، تشوه الأجنة، التوتر العصبي، الشعور بالأرق والاضطرابات الحادة والتشنجات، والكثير من الأمراض الأخرى".

وتابع: "أمّا الحلول فهي: أولاً، الالتزام بفترة الأمان المكتوبة على كل مبيد، ومنع تداول واستخدام المبيد المحذوف أو الممسوح منه فترة الأمان، ثانياً، استخدام مبيدات مسجلة وغير محرّمة دولياً ذات فترة أمان قصيرة، ثالثاً، تشكيل لجان رقابية على المكاتب الزراعية لمنع تداول المبيدات غير المسجلة ومتابعة المزارعين وتفعيل الإرشاد الزراعي من خلال النداوات التثقيفية".