• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

بعثة الرسول محمد (ص) رحمة للعالم "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاق"

بعثة الرسول محمد (ص) رحمة للعالم "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاق"

  • 18-02-2023, 12:52
  • مقالات
  • 181 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 
تأهيل أفكار الانسان وسلوكه من ضيق أفق الدنيا الى سعة آفاق الأرض والسماوات، ومن الجاهلية والتخلف والظلمات الى الوعي والعلم، ومن الحروب والعدوان الى الاستقرار  يتضمن الاتعاظ بمنهج رسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه وآله) التربوي والتعليمي.

اضافة الى احترام حقوق الانسان وانتخاب الحاكم العادل الذي يخاف الله عز وجل وليس غيره، ومنع ممارسة الفساد والرذيلة والنفاق والكذب والابتزاز والاحتكار، ورفض الشعارات الخادعة، والكيل بمكيالين، والتعاون على البر والتقوى ونبذ العنف والشر بأنواعه، والتمتع بالفضيلة لسعادة البشرية في هذه الدنيا والآخرة.

أصبحت الإنسانية المعذبة تفتقر الى الطاقة الروحية لاستبعاد طغيان المصالح المادية والتسلط والحروب والعدوان عليها.

قادة الطغيان اتجهوا الى صنع أسلحة الدمار الشامل مثل السلاح النووي والكيميائي والبيولوجي، وفي صنع الفيروسات القاتلة وآخرها فيروس كورونا ومشتقاته، وفي نشر الفساد والابتذال الخلقي والابتزاز المالي والاستعلاء في الارض، وصناعة مستلزمات إبادة البشر، والتناحر فيما بينهما لتركيع الشعوب واستغلالها، واستعراض عضلاتها لدمار البشرية من دون رحمة.

الحل يستوجب استثمار العلاقات في سعة الأفق والانفتاح باستخدام الأخلاق الحميدة والفضيلة لتصحيح حركة الصّراعات السياسية والفكرية والاجتماعية، وأبعادها عن الانتكاسة والانحراف، وضمان سلامة هذا المصير.

بعث رسول الإنسانية محمد بن عبد الله (ص) الى العالمين في المبعث النبوي الشريف في 27 رجب برؤيته الواضحة لخير البشرية ( وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلا رَحمَةً لِّلعَالَمِينَ) الأنبياء:107.

مهتما بتزكية النفس الإنسانية وتثقيفها بمقومات التربية لإدراك عظمة الخالق الواحد الأحد الذي خلق الانسان في أحسن تقويم وتخليصه من مكائد شياطين الجن والإنس التي تعمل لإفساده وتشويه أفكاره وروحانيته.

متبنيا الدعوة بخير القدوة والمعين والتعامل والتنظيم والتوجيه، وفق منظومة الانفتاح بالعلاقة مع الآخر
عبر  "العفو"، و"الإحسان"، و"دفع السيّئة بالحسنة"، و"الإعراض عن الجاهلين"، و"العدل"، و"التَّسامح.
( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل: 125.

ان الهدف الرئيس لرسالة الأنبياء والمرسلين هو في دعوة الناس إلى توحيد الله تعالى، وعلى الرغم من تنوع شرائع الأنبياء إلا أنهم مشتركون في دين وعقيدة واحدة، قال تعالى:  
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُون)
 الانبياء: 25.

هذه الدعوة تسعى لجمع الناس في جميع أنحاء العالم حتى يكون لهم دينٌ واحدٌ، وربٌ واحدٌ، فتسود بينهم المحبة والسلام، وتنعدم أسباب الفرقة والانقسام، ويكون معيار التفاضل بينهم تقوى الله فقط.

حريصا على إرساء مبادئ العدل والرحمة والتعاون والتسامح التي أرادها الله "عز وجل" للبشرية، أكمالا لما قام به نبي الله إبراهيم (ع)  أبي الأنبياء والرائد الأول للإسلام ورسالته بوحدانية الخالق (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) النساء:125، و(ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين) آل عمران: 67.

جميع الأنبياء جاءوا بدين واحد وهو الإسلام (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) آل عمران : 19، وذلك عبر مناهج وشرائع سماوية متعددة راعت الطبيعة الإنسانية في مراحل النمو البشري ودرجات وعيهم  ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) البقرة: 136.

رسالة خاتم الانبياء تقضي بانهاء   السلوك الأناني والعدواني الذي يفعل ألأزمات الاقتصادية والمالية والأخلاقية والسلوكية وينشر الحروب والأزمات والفتن والمكر والاعتداءات على الكرامة الإنسانية التي كرمها الله ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) الإسراء:70 .

وليد الحلي
26 رجب 1444
18 شباط 2023

أخر الأخبار