• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

افلاس الدول : ماذا يعني – ماهو السبب – ماهي انعكاساته على الدوله والمودعين والمواطنين

افلاس الدول : ماذا يعني – ماهو السبب – ماهي انعكاساته على الدوله والمودعين والمواطنين

  • 5-04-2022, 12:51
  • مقالات
  • 495 مشاهدة
د. خليفه حمود الزبيدي

"Today News": بغداد 
أعلن نائب رئيس الحكومة اللبنانية "إفلاس الدولة ومصرف لبنان المركزي"، وقال إنه سيجري توزيع الخسائر على الدولة ومصرف لبنان والمصارف والمودعين. ولا توجد نسبة مئوية محددة، للأسف .

الدولة مفلسة وكذلك مصرف لبنان، ونريد أن نخرج بنتيجة، والخسارة وقعت بسبب سياسات لعقود، ولو لم نفعل شيئا ستكون الخسارة أكبر بكثير".

وهنا لابد من توضيح مفهوم الافلاس واسبابه وتأثيراته على الدولة والمودعين والمواطنين :

إن "إفلاس الدولة يعني أنها لم تعد قادرة على سداد ديونها الخارجية، ولا يمكنها الحصول على قروض جديدة، ولكن على عكس إفلاس الأفراد والشركات، فإن إفلاس الدولة ليس له عقاب قانوني، ولا يؤدي إلى القضاء على ممتلكات الدولة .
أن إفلاس الدول لا يأتي بين ليلة وأخري فهو يأتي أما نتيجة قرارات اقتصادية وسياسية خاطئة، أو انخفاض حاد في الإيرادات العامة للدولة بسبب وجود أزمة اقتصادية تؤدي الى ارتفاع الاقتراض، وارتفاع سعر الفائدة المصرفية، ونقص الدخل العام، وتضخم السعر، وانهيار قيمة العملة الوطنية أو بسبب دخول الدولة في حرب وخسارتها، ويسبق إعلان الدولة لإفلاسها يبدأ المسؤولون في الدولة لأخذ أجراءات قاسية تتمثل في زيادة الضرائب وخفض النفقات العامة ووقف التوظيف بالقطاع العام، بالإضافة إلى اللجوء الي البلدان الصديقة او المؤسسات المالية الكبري لأقرضاه .

أمثلة لإفلاس الدول :

لبنان ليست الدولة الأولى التي تعلن افلاسها فقد سبق ان أعلنت دول إفلاسها لعدم قدرتها على الوفاء بالتزامات ديونها الخارجية، سواء فائدة أو أقساط دين. وهناك دول أفلست أكثر من مرة (الأرجنتين مثلاً) وعادت للاقتصاد العالمي بعد ذلك يذكر أن قرابة نصف دول القارة الأوروبية، و40% من دول إفريقيا، و30% من دول آسيا أعلنت خلال القرنين السابقين إفلاسها، وكانت الولايات المتحدة وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة والصين أبرز الدول التي أعلنت إفلاسها وعجزها عن سداد ديونها الداخلية أو الخارجية خلال القرنين الماضيين، وأعلنت ألمانيا إفلاسها ثماني مرات خلال 200 عام فقد افلست أسبانيا في القرن السادس عشر 4 مرات بسبب الإنفاق العسكري لحماية تجارتها مع أمريكا. - عام 1820 أفلست عدة دول منها أمريكا اللاتينية بسبب دخولها في سوق السندات في لندن. – كذلك افلست العديد من الدول في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، بسبب انتشار الحماية التجارية، ما دفع الدول التي تعتمد على التجارة الخارجية للإفلاس. - وافلاس روسيا عام 1998 بسبب الأزمة الإقتصادية الناتجة عن تحولها من دولة شيوعية إلى دولة رأسمالية.  - افلاس الأرجنتين عام 2001 بسبب الأزمة المالية وتعاظم الديون. - أما الولايات المتحدة ... فأفلست مرتين: الأولى في عام 1933 عندما صدر أمر تنفيذي بمصادرة الذهب من أيدي المواطنين لصالح الدولة، وكان سعره 20 دولارا للأونصة ثم رفع سعره إلى 35 دولارا للأونصة. أما الثانية فكانت في عام 1971 م، عندما أوقفت تغطية الدولار بالذهب، ما يعد إفلاسا فعليا
،  
وقد أصبح إعلان الإفلاس اليوم هو عبارة عن إيجاد مخرج قانوني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستحقات الغير مع فتح المجال لعودة المفلس إلى معاودة نشاطه الإنتاجي ضمن المجتمع الاقتصادي .
 
 
 
أسباب إفلاس الدول :
أن تصل الدولة لمرحلة تكون فيها عاجزة عن سد الديون والسندات قد يرجع لعدة عوامل أهمها
• الديون الخارجية المفرطة الواقعة على عاتق الدولة.
• العائدات الضعيفة.
• الإقراض غير المنتج.
• ارتفاع أسعار الفائدة على الديون التي تستلفها الدولة.
• السياسة النقدية الضعيفة
• الصراعات السياسية الداخلية والخارجية .
تأثير افلاس الدوله على المدخرين و المواطنين :
 
بعد إعلان الدولة لإفلاسها، تحدث هزة اقتصادية قوية على الصعيد المحلي حيث يندفع المستثمرون وأصحاب المدخرات لسحب أموالهم من الحسابات المصرفية ونقلها خارج البلاد، ومن أجل تجنب ذلك تقوم بعض الحكومات بإغلاق البنوك وفرض قيود على حركة رؤوس الأموال.
وعلى الصعيد الخارجي وكعقاب على التعثر في السداد، تصدر وكالات التصنيف الائتماني تحذيرات بشأن الاستثمار في الدولة المفلسة، كما تتم تسوية الديون أو إعادة هيكلتها بين الحكومات المتعثرة والدائنين دون وجود قوانين دولية تنظم هذا الأمر، ولكن التفاوض بشأنها يكون مكلفا ومرهقا لجميع الأطراف وهذا يؤدي الى ًاختفاء أو خسارة كل أو جزء من الأموال التي أقرضوها لتلك الدولة أو الفوائد على تلك الديون، وفي العادة يكون هناك مفاوضات يستردون بموجبها بعض تلك الأموال. وقد تصل الخسارة إلى 75% من أموالهم كما حدث مع الأرجنتين .
أما عن وضع المواطنين الذين لديهم مدخرات لدى لبنك المركزي،فان البنك المركزي هو البنك الرئيسي لباقي البنوك ، والبنك الذي يتم التعامل معه بشكل مباشر يكون مجرد وسيط بين المواطن والبنك المركزي لذلك عندما يفلس البنك المركزي يعني ذلك إفلاس كل البنوك الاخرى، وهذا يعني لا توجد أموال في الدولة، وبالتالي لن يكون بمقدور المواطن الحصول على أي شيء من مدخراته وهذا يؤدي الى ان المواطنين سيصلون لنقطة يعلنون فيها إفلاسهم أيضاً! وتصبح المحصلة النهائية هي مواطنون فقراء للغاية ومفلسين والدولة سترهبهم بتحميلهم الديون  وهذا يؤدي الى انعدام الثقه بالنظام المالي للدوله وخروج رؤوس الاموال الى الخارج .
كذلك يتأثر العاملون في القطاع الحكومي بأشكاله المختلفة قطاع عام وأعمال واستثماري لأن لهم مرتبات وأجور لن تصرف في هذه الحالة والدولة تتفادى الوصول لهذه النقطة بتصفية العمالة رويدا رويدا كما سيتأثر سوق العمل ، وبالتالي سيزيد المعروض من عنصر العمل وتقل الأجور على الرغم من زيادة فرض الضرائب على الخدمات التي تقدم  لعموم المواطنين وبالتالي عدم السيطرة على الأسعار وازدياد التضخم .

أخر الأخبار