• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

معجزة بيئية بصحراء العراق.. بحر شهير ينبعث مجددًا بعد قرن من اختفاء الحياة فيه وعين العالم تترقب ظهور الأسرار

معجزة بيئية بصحراء العراق.. بحر شهير ينبعث مجددًا بعد قرن من اختفاء الحياة فيه وعين العالم تترقب ظهور الأسرار

  • 19-03-2021, 16:47
  • تقاير ومقابلات
  • 1878 مشاهدة
"Today News": متابعة 

بعد قرن من اختفاء الحياة فيها، عاد بحر النجف من جديد في “معجزة بيئية” لا تتكرر كثيرًا في العالم، وذلك بعد عودة ظهور المياه فيها خلال العامين الاخيرين، بعد ان جف البحر منذ القرن الماضي، فيما تشير اسباب عودة الانتعاش إلى غزارة الامطار وتصاعد المياه الجوفية القادمة من السعودية فضلا عن ارتفاع منسوب نهري دجلة والفرات، ليعيش العراق والعالم بترقب “ظهور الاسرار” كما وصفت صحيفة ليبراسيون الفرنسية.

وينبسط بحر النجف على امتداد 336 كيلومترا مربعا، أي أكثر من نصف مساحة بحيرة جنيف الواقعة على الحدود السويسرية الفرنسية، وشهد البحر تواجد نحو 170 نوعا وصنفا مختلفا من الطيور العالمية منها الفلامنغو والاوز واللقلق وشتى أنواع الطيور والأسماك بدأت تظهر بكثرة في بحر النجف بعد انقطاع دام قرن .

 

و بحر النجف هو بحيرة تحولت من ارض جافة  منذ اكثر من قرن من الزمان في مدينة النجف وسط العراق إلى “بحر” يتّسم بوفرة المياه وينبض بالحياة، إذ يلحظ زائر المنطقة وفرة في شتى أنواع الطيور والأسماك واتساع رقعة البحيرة خلف الافق.

فيما وصفت الصحيفة بحر النجف الواقع في قلب الصحراء بأنه يعدّ “معجزة بيئية” حديثة ونادرة الوقوع في عالم كثرت فيه الكوارث الطبيعية وانقراض الأصناف النباتية والحيوانية بسبب تداعيات ظاهرة الانحباس الحراري.

وينبسط “بحر النجف” عند سفح المدينة النجف التي يبلغ تعداد سكانها مليون نسمة، في نهاية بستان ضخم من أشجار النخيل المثمرة، على امتداد 336 كيلومترا مربعا، أي أكثر من نصف مساحة بحيرة جنيف الواقعة على الحدود السويسرية الفرنسية.

ويتراءى للناظر من بعيد عوائل تزور ضفاف البحيرة و يدنون من الماء ويسيرون بحذر وتوازن على حجارة كبيرة للاستمتاع بالنظر إلى الأسماك من تحتهم، في حين تحلّق أسراب من طيور النورس فوقهم.


وعلى الجانب الآخر قوارب صيد تنتظر بهدوء لاستئناف العمل في بحيرة لا يملأ جنباتها سوى غبار البناء وضجيج المحركات، في حين لم تُخصص أي مرافق للترفيه حول الموقع، أو على الأقل حتى اللحظة.

وتفيد روايات الوافدين إلى المنطقة أن الزوار في السابق كانوا يصلون عن طريق البحر إلى النجف، لكن هذا البحر جفّ عام 1887 بقرار من السلطان العثماني آنذاك الذي أمر بوقف قنوات إمداده، تمامًا كما فعل المرة الأولى الإسكندر الأكبر في عصره وحدث عام 1990

 



 

وقبل بضع سنوات فقط، كان “بحر النجف” مستنقعات شاسعة في منطقة تكتونية منخفضة، وبدأت منذ عام 2012 موجة جفاف تدريجية لمياه البحيرة لكنها عادت مجددا وبوفرة في العامين الماضيين لتكون مجددا بحيرة حقيقية.

وتُجرى أبحاث لشرح أسباب هذه الظاهرة باستكشاف فرضيات عدة ممكنة؛ منها الأمطار التي أدّت بعد سنوات منش الجفاف في العراق وسيول كبيرة بوديان البادية الغربية التي تصب في المنخفض وكذلك إلى ارتفاع مياه نهري دجلة والفرات الذي يمر على بعد كيلومترات قليلة فقط من النجف. كما ارتفع منسوب المياه الجوفية الآتية  من السعودية لتنضاف إلى مصادر مياه أخرى في واحات الشمال الغربي والأنهار الصغيرة التي تجددت عن طريق التساقطات المطرية

 
بانتظار انكشاف الأسرار

وفي انتظار أن تتكشف كل الأسرار وراء هذه الحياة الجديدة “لبحر النجف”، تبقى تأثيرات هذا التغيير في الثروة الحيوانية والنباتية واضحة ومذهلة، فقد سُجّل ظهور 168 نوعا مختلفا من الطيور المحلية أو المهاجرة في المنطقة منذ عام 2017.

كما أُحصي نحو 30 نوعًا من النباتات المتكيفة مع المناخ الصحراوي ومع الوسط المائي، وسمحت وفرة الأسماك بعودة نشاط الصيد الذي اختفى من مدة في البحيرة، كما ازدهرت أنشطة استخراج الملح.

وترى الصحيفة الفرنسية أنه إذا استمر هذا الانتعاش في ظل الظروف الجوية الجيدة في السنوات المقبلة، فربما يتحول “بحر النجف” يوما ما إلى واحدة من الوجهات السياحية البارزة في عراق لا تنقصه المواقع القديمة والطبيعية ذات الغنى الكبير، شريطة أن يستمر منسوب المياه في الارتفاع، لكن -وبوجه خاص- شريطة أن تستمر أجواء السلم والهدوء الطويل في عموم البلاد.

أخر الأخبار