خاص :"Today News"

أظهرت البيانات المجمعة لعدد حالات الإصابة بفيروس كورونا حول العالم أن عدد الإصابات به ارتفع إلى مليونين و85 ألف حالة فيما اشارت إلى أن عدد الوفيات ارتفع إلى 135 ألف حالة. فالموت والحذر واجب في زمن الكورونا

 اذ يفرض واقع الحال ان الحياة قبل (الكورونا)  سوف لن تكون كسابق عهدها تعد ولن تكون كذلك مستقبلا اذ أجبر فايروس لا يرى بالعين المجردة ملايين البشر على الجلوس بمنازلهم وأغلاق الاف المطاعم والمقاهي  والمدن الترفيه  والمساجد حتى قبلة المسلمين امتنعت عن استقبال حجاجها ولم  تجمعهم كما كانت من(كل حدب وصوب) .

فلو تخيلنا كيف ستكون حياتنا كبشر بعد انتهاء جائحة كورونا ,هل سنعود للعمل والتصافح والتقبيل والتعانق  ,هل سننخرط في تجمعات بشرية؟ وهل سنمارس  طقوسنا السابقة ونعود لارتياد المطاعم والمقاهي؟ ,هل سنخرج  من المنازل  لتعويض ايام  الحجر الصحي  ؟

ثائر الجبوري مدير الاعلام في وزارة العدل يرى  ان تجربة الكورونا،  إعادة له الاعتبار للشعور بالمسؤولية الجماعية  مع "العالم الخارجي"، من حيث المصير المشترك وتقديم المساعدة  إلى كل من يحتاجها ، اذ يؤكد انه " أصبح أكثر امتثالاً واحتراماً للأجماع  وخاصة عند الشعور بخطر المرض الجماعي".

اما فيما يخص "الجانب  الصحي"،  يقول الجبوري : تعلمت بوجوب توخي الحذر عند الذهاب للتجمعات الكبيرة كمجالس العزاء ,والتجمعات الرياضية ,والمهرجانات الاجتماعية والذهاب الى المسارح ...الخ.

وداعا للتصافح والتعانق والتقبيل

واضاف: شخصياً بدأت اكثر تركزا ًعلى الحماية الذاتية , وذلك من خلال الاهتمام بجانب النظافة العامة لجميع الأفراد المحيطين بي سواء في العمل أو البيت, فصحة الفرد جزء من عملية  الاهتمام بنظافة وصحة المجتمع ومن حوله ,لافتا الى انه سوف يغادر طقوس المصافحة والتقبيل اليومية في العمل .

التعليم الالكتروني

 ليلى الحيدري مدرسة لمادة الرياضيات تعتبر ان" كورونا فرضت عليها نظاماً مجتمعياً جديداً وسلوكيات حياتية مختلفة

وتضيف :عند عودتنا لحياتنا العملية اعتقد ان دور المصافحة سيلغى وينوب عنها التحية عن بعد".

وتابعت :حجرنا في المنازل وضرورة استمرار الحياة في ظل حظر تجوال اضطرتنا  لاستخدم التقنية بشكل ايجابي, فكوني مدرسة لم يكون لجهاز النقال  خاصتي  اهمية سواء  للتصفح او مشاركة الاصدقاء والتواصل الشخصي ,لكن  وبسبب كورونا اضطررت للتعامل مع (هاتفي الجوال ) بطريقة استثمارية حيت مارست عملي بمنصة الكترونية تعليميه وهو ما اعطانا انطباع على اهمية  التعلم الالكتروني في تجاوز صعوبات الحياة ".

ولفتت الحيدري ان" استخدام نظام التعليم الالكتروني سيتمر بالنسبة لها وسيكون حلقة التواصل الدائمة مع طلبتها حتى وان عاودت المدارس فتح ابوابها واستقبلت طلبتها من جديد".

التباعد الاجتماعي ضرورة عصرية

  كاظم الشمري منتسب عسكري يرى ان" حياته وسلوكياته اليومية تغيرت بعد جائحة( الكورونا ),واكد بانه" سيستمر  بنظام التباعد الاجتماعي سواء في العمل وفي حياته داخل البيت والمجتمع ".

واضاف: كرونا كانت وستكون درس للاهتمام بقضية الالتزام بالجانب الصحي ,وتجنب الاختلاط وضعت الرجال في حجر منزلي وقربت بين الاسر وقومت العلاقات المجتمعية كافة ".

وتابع ان "الحجر الوقائي جعل تواصلنا مع الاهل والاصدقاء اعمق فإحساسك بان الموت يقترب منك بعدو خفي يجعل كل انسان في حالة من الاسترخاء النفسي ويجنه الصراعات بين البشر ".

لا دليفري بعد اليوم

 وترى حوراء الزبيدي وهي موظفة وام لثلاث ابناء  ان" كورونا اجبرتها على العودة للطهو وتنجب  (الديلفري) ,وبالتالي  كسبت الادخار وتأكدت من نظافة الاكل وتجنب الخروج للمطاعم والزحم البشري , موكدة انها سوف تستمر في هذا السلوك حتى بعد اختفاء (كورونا ).

 الاهتمام بالتنمية البشرية الحديثة شعوبا وحكومات

عماد  الفهد مدرب تنمية بشرية  يرى بان " النظر الى جائحة كورونا من جانب مشائم غير صحيح ,فبالرغم من المخاوف التي غرسها في النفوس البشرية  عن مخاطر الوباء الذي اوعى بحياة الاف البشر وملايين الاصابات  مع ذلك  للوباء الكثير من الايجابيات اذ اعاد ترتيب اولويات الناس المهمة والغير مهمة والتكيف مع المستجدات خاصة بعد حالة العزلة العالمية الامر الذي يدفع الكثير من الناس الى اعطاء مرونة كبيرة في التعامل مع المتغيرات الحياتية خاصه مع الانفتاح العالمي الكبير قبل كورونا".

  وأضاف : يجب ان تعطي كورونا لكل فرد درساً بليغاً بضرورة الالتزام بعملية التباعد الاجتماعي ,وان يتسموا بسلوك الالتزام بالطابور المثالي ,والتقليل من الزخم الغير ضروري ,وعلى البشر ان يعتادوا على صفة  التراحم والتكافل والشعور بالمسؤولية الاجتماعية والدينية تجاه بعضهم البعض بغض النظر عن الجنس والطائفة والمذهب ".

وتابع :من الضروري ترك  عادات التقبيل والمعانقة والمصافحة وشرب القهوة خاصة في محافل الجلسات العشائرية التي توزع ضمن عادة الفجان الواحد  ,والالتزام بقوانين الوقاية الصحية وفق مبدا ( الوقاية خير من العلاج ), والاكتفاء بالاتصال عبر التقنيات الحديثة بالأشخاص المرضى وعدم التجمع في المستشفيات،

اما على المستوى الحكومي فطالب الفهد بان يكون الوباء درسا في الاهتمام بالجانب الصحي ,والمراكز الطبية ,واعطاء الكوادر الصحية الاهتمام الاكبر والرعاية المسؤولة  وعلى الحكومات القادمة والحالية ان تدرك هفوات الاعتماد على  مورد النفط في تحصيل  الواردات المالية للدولة واعطاء اهمية كبرى لمجالات التجارة والصناعة والزراعة  فانهيار اسعار النفط  بسبب تداعيات كورونا جعل البلاد  داخل دائرة الخطر الاقتصادي".

مؤكدا على اعطاء دور اكبر للتعامل مع التطبيقات الالكترونية الحديثة وتفعيل الحكومة الالكترونية في انجاز المعاملات ,وتقليل الزحم على الدوائر الحكومية ,لافتا الى ضرورة الاهتمام بالاجراءات اللازمة للوافدين  عبر تفعيل الجانب الوقائي  فالحياة  بعد كورونا  قد تغيرت ".