أفادت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عمن وصفته بمصدر إسرائيلي رفيع، بأن مفاوضات الدوحة "استنفدت نفسها". وأضاف المصدر أن "حماس لن تحصل على أي ضمانات تؤدي إلى إنهاء الحرب".
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقطع مصور نشره على منصة "تليغرام" الإثنين أنّ إسرائيل ماضية في خطتها للسيطرة على كامل مناطق قطاع غزة.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية تنفذ "عمليات ناجحة" في خان يونس، في إشارة إلى ما تم تداوله عن عملية خاصة نُفذت هناك صباح الإثنين.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أفادت بأن العملية في خان يونس "هدفت لإخراج رهائن واختطاف قيادي في كتائب القسام"، الجناح المسلح لحركة حماس.
وفي وقت لاحق، أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الفلسطينية، عن مقتل أحمد كامل سرحان، مسؤول العمل الخاص في الألوية بقطاع غزة، وذلك خلال اشتباك مسلح مع قوة خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي.
وأوضحت الألوية في بيان صحفي أن "سرحان ارتقى بعد أن خاض اشتباكاً بطولياً مع القوة الإسرائيلية التي حاولت اعتقاله من منزله في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة".
وأكدت الألوية "فشل" العملية الإسرائيلية الخاصة التي استهدفت اختطاف سرحان.
وتعرضت خان يونس، جنوب قطاع غزة، صباح الاثنين، لقصف إسرائيلي "مُركز وعنيف"، وفق ما وصفه شهود عيان، بالإضافة إلى ما أظهرته مقاطع مصورة انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل قرابة 20 شخصاً في غارات إسرائيلية جوية عنيفة وقصف مدفعي مكثف على قطاع غزة منذ فجر الإثنين، منهم 6 في خان يونس جنوبي القطاع و 8 في جباليا في الشمال.
وأكد مسعفون مقتل 5 وإصابة آخرين باستهداف طائرات حربية مواطنين قرب سوق الفالوجا غربي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وفي الجنوب أيضاً قتل 5 على الأقل وأصيب 6 في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة أبو الروس في محيط مدينة حمد شمال غربي مدينة خان يونس في جنوبي قطاع غزة.
ونقل موقع والا الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن "الجيش الإسرائيلي نفّذ عملية خاصة في خان يونس جنوب قطاع غزة دون إصابات في صفوفه".
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل نفّذت أربع عمليات خاصة في قطاع غزة منذ بداية الحرب، أسفرت عن تحرير ثماني رهائن.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية في غزة، إن طائرات مقاتلة ومسيّرة ومروحية شاركت في العملية.
وأفاد شهود عيان بأن القوة الإسرائيلية "تنكرت بلباس نسائي" و "تسللت بسيارة مدنية"، وأطلقت قنابل دخانية عند انسحابها وسط إطلاق نار مكثف.
وقال الجيش الإسرائيلي عقب التقارير الإعلامية، إن الجيش "ينفّذ عملية عربات جدعون في كافة أنحاء قطاع غزة"، دون الإشارة إلى مزاعم "العملية الخاصة"، أو "تحرير أي رهينة من قطاع غزة".
وأكد الجيش الإسرائيلي "عدم وجود تغيير في الوضع على الأرض".
على الصعيد الإنساني، قال نتنياهو إن إسرائيل تقترب بسرعة مما وصفه بـ "الخط الأحمر"، فيما يتعلق بالأزمة الإنسانية في قطاع غزة، محذراً من فقدان السيطرة على الوضع هناك.
وأضاف نتنياهو أنه شدّد منذ بداية الحرب على ضرورة تفادي وقوع مجاعة في غزة، إذا كانت إسرائيل تسعى لتحقيق أهدافها العسكرية في القطاع.
وأشار إلى أن حكومته سمحت بإدخال "الحد الأدنى" من المساعدات الإنسانية خلال الحرب، قائلاً إنه تبين لاحقاً أن حركة حماس تستولي على تلك المساعدات، ما دفع حكومته إلى وقف دخولها، على حد تعبيره.
وكانت حركة حماس قد نفت في وقت سابق اتهامات لها بالاستيلاء على المساعدات التي تصل قطاع غزة، فيما وجّه مسؤولون في الحركة اتهامات لبعض المشتبه فيهم بسرقة المواد الغذائية بالتعاون مع إسرائيل، بحسب ما ذكرت رويترز مطلع مايو/أيار الحالي.
وأضاف نتنياهو أن إسرائيل، بالتعاون مع الولايات المتحدة، قررت إنشاء آلية جديدة لتوزيع المساعدات عبر نقاط توزيع محمية، من قبل الجيش الإسرائيلي.
وشدد على أن الهدف النهائي يتمثل في إقامة منطقة خاضعة بالكامل لسيطرة الجيش الإسرائيلي، يمكن لسكان غزة التوجه إليها، للحصول على المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنظم.
وكانت إسرائيل قد أعلنت الأحد السماح بدخول "كمية أساسية" من الأغذية إلى غزة، بعد أكثر من شهرين على منعها إدخال أي مساعدات إلى القطاع.
وجاء في بيان لمكتب نتانياهو أنه "بناء على توصية الجيش ونظراً إلى الحاجة العملياتية للسماح بتكثيف الحملة العسكرية لإلحاق الهزيمة بـ(حركة) حماس، ستسمح إسرائيل بدخول كمية أساسية من الغذاء للسكان لضمان عدم حدوث أزمة جوع في قطاع غزة"، ولفت البيان إلى أن إسرائيل "ستعمل على منع استيلاء حماس على هذه المساعدات الإنسانية".
وتمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ مطلع مارس/آذار، في حين تحذّر منظمات أممية وقادة دول من مخاطر وقوع مجاعة في القطاع.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الإثنين من خطر المجاعة في قطاع غزة حيث يوجد "مليوني شخص يتضورون جوعاً" هناك.
وقال تيدروس أدهانوم غبرييسوس في افتتاح الاجتماع السنوي للدول الأعضاء في المنظمة في جنيف "يتزايد خطر المجاعة في غزة بسبب المنع المتعمد لدخول المساعدات الإنسانية" بينما هناك "أطنان من الطعام عالقة عند الحدود على بعد دقائق فقط".
أما وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو دعا الأحد إسرائيل للسماح باستئناف دخول المساعدات إلى غزة على نحو "فوري وواسع النطاق ودون عوائق".
وجاء في منشور لبارو على منصة إكس "بعد جهود دبلوماسية استمرت ثلاثة أشهر، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أخيراً إعادة فتح المجال أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة"، وشدّد الوزير على وجوب أن يكون ذلك "فورياً وواسع النطاق ودون عوائق".
أوامر إخلاء جديدة
وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين عن نيته شن هجوم واسع النطاق يستهدف ما وصفه بـ"تدمير قدرات المنظمات الإرهابية" في مناطق خان يونس، بني سهيلا، وعبسان.
ودعا الجيش سكان تلك المناطق إلى الإخلاء الفوري باتجاه المنطقة الغربية "المواصي" حفاظاً على سلامتهم، وفق ما ورد في بيانه.
وأكد البيان أن محافظة خان يونس ستُعتبر من هذه اللحظة "منطقة قتال خطيرة".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أعلنت أن الجيش الإسرائيلي استهدف مستودع المحاليل والمهمات الطبية داخل مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وذلك ضمن قصف "مُرّكز وعنيف" تتعرض له المدينة.
وأضافت الوزارة، عبر منشور على صفحتها في "فيسبوك"، أن القصف ألحق أضراراً جسيمة بالمستودع، ونشرت صوراً تُظهر مشاهد من داخله بعد الاستهداف.