• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

سجون داعش في سوريا .. هل تؤدي لصِدام بين دمشق و"قسد"؟

سجون داعش في سوريا .. هل تؤدي لصِدام بين دمشق و"قسد"؟

  • اليوم, 14:58
  • تقاير ومقابلات
  • 8 مشاهدة
"Today News": متابعة 

 بينما تتجه الأنظار إلى مستقبل العلاقة الأميركية – السورية في أعقاب زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن ورفع العقوبات الأميركية عن دمشق، عاد إلى الواجهة أحد أعقد الملفات الأمنية في البلاد، وهو إدارة سجون عناصر تنظيم "داعش" في شمال شرق سوريا.

ففي بيان مقتضب نشرته المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على منصة "أكس"، حدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خمس نقاط رئيسية طلب من الشرع تنفيذها، كان أبرزها تولي الإدارة السورية مسؤولية معتقلات "داعش" الواقعة حاليا تحت إدارة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

واشنطن تطالب.. ودمشق "تعد"

ترامب أظهر بوضوح رغبته في أن تتحمل الحكومة السورية الجديدة المسؤولية الكاملة عن هذا الملف الأمني الحساس، في خطوة قد تعيد رسم خطوط النفوذ والسيطرة في منطقة يغيب عنها الوجود العسكري المباشر للدولة السورية، لكنها لا تخلو من الحسابات الجيوسياسية المعقدة، سواء بالنسبة لدمشق أو واشنطن أو القوى الكوردية في المنطقة.

مدير مركز العدالة والمساءلة السوري في واشنطن، محمد العبدالله، يرى أن هذه الخطوة تثير تساؤلات قانونية وتنفيذية بالغة الحساسية.

ويقول العبدالله، لوكالة شفق نيوز، إن "تسلُّم إدارة سجون داعش، هل هو شرط مسبق لرفع العقوبات أم نتيجة مترتبة عليه؟ لا أحد يعلم بدقة كيف يفكر ترامب في هذه المرحلة، ولا ما إذا كانت هناك آلية واضحة لضمان قدرة الدولة السورية على تنفيذ ذلك فعلياً، لا سيما في ظل غياب قواتها عن تلك المناطق".

وسبق وأن كشف مصدر في وزارة الدفاع في الحكومة السورية الجديدة، لوكالة شفق نيوز، أن "(قسد) سوف تسلم كل شي تحت إدارة الدولة السورية وبشكل تدريجي بما في ذلك ادارة مخيم الهول ومسؤولية الحدود مع العراق".

وأضاف أن "جميع المهام والمسؤوليات سوف تكون ضمن إطار الدولة، وضمن سياق زمني محدد".

ووقعت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، اتفاقاً يقضي بدمج قواتها ضمن المؤسسات الرسمية.

وأعلنت الرئاسة السورية، أن الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي، وقعا الاتفاق، الذي ينص على دمج قوات "قسد" المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكوردية في إطار الدولة السورية.

تحديات ميدانية وواقعية

رئيس "معهد الدراسات العالمية" في واشنطن، باولو فان شيراك، يقول من جانبه، لوكالة شفق نيوز، إن "الحكومة السورية الجديدة تواجه تحديات بنيوية تحول دون تسلّمها هذا الملف بسهولة".

ويشير إلى "ضعف الموارد المالية والعسكرية، إضافة إلى واقع معقد في المخيمات التي تدار حاليا من قبل قسد".

ويتابع شيراك: "من غير الواضح إذا ما كانت دمشق قادرة فعلا على السيطرة والإدارة. هذه المخيمات تعاني من انفلات أمني وتجاوزات خطيرة. وفي حال أعلنت الحكومة تسلمها للمسؤولية، فالسؤال الجوهري هو: كم من العناصر سيتم إرسالهم؟ من سيراقبهم؟ ومن يضمن التنفيذ؟".

وفيما يتعلق بمستقبل العلاقة بين دمشق والمكوّن الكوردي، يعتبر شيراك أن الأمور لا تزال غير محسومة: "الكورد طالبوا سابقاً بالحكم الذاتي، فهل ستقبل دمشق بذلك ضمن أي تفاهم مستقبلي؟ لا إجابات واضحة حتى الآن".

ويمثل مخيم الهول هاجسا أمنيا كبيرا للسلطات العراقية حيث سعت في السنوات القليلة الماضية الى اغلاقه لما يضم من عشرات الآلاف من زوجات وأبناء مسلحي تنظيم "داعش" ومناصرين للتنظيم، بهدف الحد من المخاطر الأمنية على الحدود السورية.

ويعد مخيم الهول، الواقع جنوب مدينة الحسكة السورية، مركزاً لتجمع أُسر التنظيم وهو تحت سيطرة وإدارة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وبعد سقوط نظام الأسد يخشى العراق عودة سيناريو أواسط العام 2014 عندما تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مناطق تُقدر بثلث البلاد على خلفية امتداد الصراع في سوريا بين النظام والفصائل المعارضة في السنوات الماضية.

الوجود الأميركي و"قسد"

من جهته، كشف الباحث في المركز العربي بواشنطن، رضوان زيادة، لوكالة شفق نيوز، أن "التحركات الجارية تهدف إلى إعادة ترتيب ملف السجون من الزاوية المالية والأمنية معاً".

ويوضح أن "إدارة بايدن كانت تدفع لقسد نحو 235 مليون دولار سنوياً لإدارة هذه السجون، بينما يسعى ترامب حالياً لوقف هذا التمويل دون الإخلال بالتوازن الأمني".

ويضيف زيادة، أن "الإدارة السورية أبدت استعداداً لتولي المهمة، بل جرى اتفاق فعلي بين دمشق و"قسد" قبل نحو شهر ونصف، لكن الكورد يتلكأون في التنفيذ، في ظل ضغوط أميركية متزايدة تدفع نحو تسريع العملية".

انسحاب أميركي

ورغم الأصوات التي تربط بين رفع العقوبات وبدء انسحاب أميركي من شمال شرق سوريا، إلا أن شيراك يستبعد حدوث ذلك قريباً، قائلاً: "الوجود العسكري الأميركي هناك رمزي، لكنه يعكس التزاماً أمنياً متواصلاً. الحديث عن انسحاب فوري غير واقعي، ما لم تحدث تغييرات ملموسة على الأرض".

ويختم شيراك بالقول: "بعض الأصوات تتهم واشنطن باستخدام ملف داعش كمبرر للبقاء، لكن الواقع أن بضع مئات من الجنود لا يشكّلون قوة احتلال. الانسحاب الكامل مرهون باستقرار فعلي وإعادة هيكلة شاملة للوضع السوري، وهذا أمر لا يبدو قريب المنال".

وكانت وزارة الدفاع السورية، أكدت لوكالة شفق نيوز، في نيسان/ أبريل الماضي، عدم وجود أي ترتيبات لانسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، في حين أكدت انضواء جميع الفصائل المسلحة في الوزارة.

وقال متحدث من الوزارة، لوكالة شفق نيوز، إنه "لم يتم وضع أي ترتيبات تخص انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، أو تحديد الوقت لذلك"، مبيناً أنه "يتم الآن العمل على هيكلة الجيش السوري".

وتابع: "بالنسبة لأعداد الفرق والألوية في الجيش السوري، وتوزيعها، فإن جميع الفصائل المسلحة انضوت في وزارة الدفاع، ولم يبق أي فصيل خارجها بعد قرار اللواء الثامن حل نفسه والاندماج ضمن هياكل وزارة الدفاع وتسليم سلاحه".

يشار إلى أن مسؤولين عسكريين، أفادوا لشبكة "CNN" إن الجيش الأمريكي يخطط لسحب ما يقرب من نصف قواته من سوريا خلال الأشهر المقبلة، وذلك في الشهر الماضي.

ويوجد حالياً حوالي 2000 جندي أمريكي هناك، معظمهم في شمال شرق سوريا ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش. وبحلول نهاية عملية السحب، سيكون هذا العدد أقل بقليل من 1000 جندي، وفقًا للمسؤولين.

وأضاف المسؤولون أن تغيير وضع القوات سيؤدي أيضًا إلى تقليل انتشار القوات الأمريكية في جميع أنحاء سوريا، عقب محادثات السلام بين الحكومة السورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.

وصرّح مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية لشبكة "CNN"، ردًا على سؤال حول التغييرات المخطط لها، قائلاً: "تعيد وزارة الدفاع توزيع القوات بشكل روتيني بناءً على الاحتياجات العملياتية والطوارئ".

وكانت رويترز، نقلت سابقا عن اثنين من المسؤولين الأمريكيين أن الجيش الأمريكي يستعد لدمج قواته في سوريا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، في خطوة قد تُقلص عددها إلى النصف.

وقال أحد المسؤولين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هذا الدمج قد يقلل عدد القوات في سوريا إلى ألف تقريبا.

وللجيش الأمريكي نحو ألفي جندي في سوريا موزعين على عدد من القواعد، معظمها في الشمال الشرقي.

وتعمل القوات الأمريكية مع القوات المحلية لمنع عودة ظهور تنظيم داعش، الذي استولى في عام 2014 على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، قبل دحره لاحقا.

ويجري وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث مراجعة عالمية للقوات العسكرية الأمريكية حول العالم.

أخر الأخبار