قراءة في خطاب الشيخ الأمين نعيم قاسم
"Today News": بغداد
لم يختلف الشيخ نعيم قاسم في خطابه هذا عن خطابه السابق أثناء الحرب ، و وأطل علينا بطبعه الهادئ رغم قساوة الموقف جراء فقدانه رفاق الامس وشهداء اليوم ، ولم يختلف الشيخ في هدوئه واتزانه في خطابه عما مضى عندما كان يواجه الخصوم في نقاشات طويلة ، أو حواراته مع الاخرين لاختلاف في وجهات النظر في ساحات العمل السياسي ، وترى قسمات وجهه الهادئة التي لاتتغير مهما تغيرت فقرات الخطاب ، او تغيرت محاور النقاش من العام الى الخاص ، وهكذا بقت تعابير الوجه وقسماته ،هذا ما بدا لي وأنا اتذكر بعض المواقف قبل عقدين ونصف تقريباً .
ظهر الشيخ الأمين اليوم ليؤكد أنَّ المقاومة في لبنان مستمرة وتبقى قطب الرحى في الواقع السياسي فيه وهو الانتصار الاكبر لها ، أو إنه انتصار كبير لفشل الاهداف الصهيونية في إنهاء المقاومة كهدف رئيس ، أو في اعادة احتلال جنوب لبنان حتى نهر الليطاني كما كان يعلن نتنياهو ، أو أراد شرق أوسط جديد أو (جيران جدد لدولته)، أو يُنهي محور (الكراهية) من حول الكيان كما كان يحلم!.
والملاحظ أنَّ خطاب الشيخ نعيم قاسم لايكاد يختلف عن خطاب السيد نصر الله إلا في الاستمرار بالحديث بالعربية الفصحى ، ومن سمع خطاب الشهيد نصر الله بعد انتصار 2006يكاد يرى نفس المنطق والمنهج الذي تحدث به الشيخ نعيم قاسم في 29/11/2024..
أما ما وراء الخطاب فإنه أقر بانتشار الجيش اللبناني في الجنوب وأعلن عن تعاون الحزب مع هذا الجيش الوطني ، وأقر بوحود أسرى ودعا الله ان يفك أسرهم ..
ومن يقرأ الخطاب يرى ان بيئة حزب الله واحدة لا فرق بين المقاتلين والمدنيين في الحرب والسلم فكل قد أدى واجبه ،و فشل من راهن على الخسائر التي لحقت بالمدنيين وفي البنية التحتية للجنوب وللضاحية ، وقد قارن بين العودة السريعة لأهالي الجنوب غير أبهين بالتهديدات ، مقابل تخوف الصهاينة من العودة الى المستوطنات في شمال فلسطين ،
لم ينس الشيخ أن يؤبن شهداء الحزب بل أبن جميع شهداء المقاومة باسمائهم في ايران والعراق وسوريا ولبنان واليمن …
و من منطلق ايمانه بالله شكر الله على نصره ،وشكر من وقف الى جانب لبنان في هذه المحنة وعلى رأسهم مرجعية الحزب أي الولي الفقيه في إيران ،ومرجعية النجف الاشرف التي كانت لها رؤيا واضحة في نظرة استشرافية للاحداث قبيل العدوان الصهيوني على لبنان وكأنها تعيد فتوى التصدي لداعش الارهابية بالجهاد الكفائي بتوجيهها بالاسناد المادي والمعنوي للبنان ..
الخطاب للشيخ نعيم لم يكن خطاب النصر فحسب بل هو خطاب إعادة الثقة لبيئة حزب الله ولمحور المقاومة ،وحسناً فعل الشيخ في بيان برنامج عمل الحزب للمرحلة القادمة وتعاونه مع القوى الوطنية اللبنانية وترحيبه بمن يرغب في مساعدة لبنان لما بعد مرحلة الحرب ..
كان خطاباً متوازناً بكل المقايس شرح من خلاله موقف الحزب في المرحلة الحالية والقادمة ، ليعود الى فاعليته السياسية في الجبهة الداخلية …
علي الهماشي
6-12-2024, 22:03 العراق والوقاية من تداعيات الأزمة السورية
علي المؤمن5-12-2024, 10:17 قوة الصهاينة تبرهن على لؤمهم
حسن العاشور4-12-2024, 11:14 قيم حقوق الإنسان انتهكتها المصالح غير المشروعة
وليد الحلي1-12-2024, 18:09 العراق درع واحد .. شعبٌ واعٍ ومستعد
سمير السعد