" من احبها فقد احبني"

" من احبها فقد احبني"

• 16-12-2023, 13:05
• مقالات
• 104 مشاهدة

مشاركة عبر :

وليد الحلي

"Today News": بغداد 

تصدت كأوّل امرأة مسلمة اخترقت العرف الاجتماعي ووقفت معارضة لتعلن حقوقها التي سلبت منها بالحوار والادلة التي تبرهن على عدل مطالبها،
وهي أوّل امرأة تواجه القضايا التي اختلف فيها الناس بالمنطق، وبالموقف الصّلب، وببلاغة حكيمة وفق الشرع الاسلامي.

إنها السيدة فاطمة الزهراء البتول التي نشأت في بيت النبوّة ومهبط الرسالة السماوية، والدها رسول الانسانية محمد (ص) الذي أحبها حبا كبيرا واحتراما عظيما وحنانا لا يفوقه حنان ومسميها "أم أبيها ".

أمها السيِّدة خديجة الكبرى (رضي الله عنها)، وزوجها امير المؤمنين الأمام علي بن ابي طالب (ع) ، وأولادها الأمامان الحسن والحسين (ع) سيدا شباب اهل الجنة، وأبنتها الحوراء زينب بطلة ملحمة  كربلاء (ع).

امتدحها خاتم الأنبياء والرسل محمد (ص) في عدة روايات موثقة، ومنها:
" فاطمة بضعة مني من أحبها فقد أحبني، ومن أبغضها فقد أبغضني،
ومن آذاها فقد آذاني.
يا فاطمة ان الله يغضب لغضبك و يرضى لرضاك".

" افضل نساء أهل الجنه: خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمد، و آسية بنت مزاحم (امرأه فرعون) و مريم بنت عمران".

 "يافاطمة ألا ترضين ان تکوني سيدة نساء العالمين و سيدة نساء هذه الامه، و سيدة نساء المومنين".⁠

انها من اصحاب الكساء الخمسة أهل البيت ( محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( صلوات الله عليهم) الذين طهرهم الله تعالى في سورة الأحزاب الآية (33) :
﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾.

انها مثلت نساء المسلمين في يوم المباهلة مع نصارى نجران في المدينة المنورة بتاريخ 24  من ذي الحجّة سنة 10هـ، ووفق الآية القرانية:
 "فمَن حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعدِ مَا جَاءكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أَبنَاءنَا وَأَبنَاءكُم وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُم وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَّعنَةُ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ (آل عمران: 61)،

ومن أقولها ( سلام الله عليها) نذكر:
"جَعَلَ اللّهُ الاْيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشّـِرْكِ،
وَ الصَّلاةَ تَنْزيهاً لَكُمْ مِنَ الْكِبْرِ،
وَ الزَّكاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ،
وَ نِماءً فِي الرِّزقِ،
وَ الصِّيامَ تَثْبيتاً لِلاخْلاصِ،
وَ الْحَّجَ تَشْييداً لِلدّينِ".

- عندما سؤلت عن أوصاف شيعتها الذين يحضون بشفاعتها يوم القيامة ، قالت:
- ⁠"إن كنت تعمل بما أمرناك وتنتهي عمّا زجرناك عنه، فأنت من شيعتنا وإلاّ فلا"

السيدة فاطمة الزهراء (ع) هي أنموذج المرأة المسلمة  التي أهتمت بالدفاع عن قيم الاسلام، وبيان الموقف الرسالي في كل الظروف والامكنة والأزمنة، محذرة من الأمور التي اختلف فيها المسلمون، ومواجهة الاختلاف عبر الحوار بالدليل الشرعي، والحذر من الفتنة.

في ذكرى رحيلها الى بارئها في اليوم الثالث من جمادى الثانية (رواية مشهورة ان وفاتها كانت بعد 95 يوما من وفاة رسول الله محمد (ص)) ،
لا بد لنا ان نسعى للسير وفق تجربتها، وأحترام دور المرأة في اهتمامها بنشر الفضيلة والاخلاق الحميدة والسلوك الصالح والعمل الجاد  لبناء الأسرة الخيرة والصالحة في المجتمع،
ونجد في إصلاح  الأمة وتمتين الجبهة الداخلية للوقوف بقوة وإرادة وعزيمة ضد الذين يعملون لتشويه الدين وقيمه ومبادئه ونشر الفساد والظلم والضغينة والعداوة للنيل من المسلمين واضعافهم لإفشال دورهم التغييري المنشود.

   

• طباعة