حزب الدعوة الإسلامية يصدر بيانا في الذكرى الثامنة والستين لتأسيسه
- 3-10-2023, 18:13
- العراق
- 158 مشاهدة
"Today News": بغداد
أصد حزب الدعوة الإسلامية ، اليوم الثلاثاء ، بيانا في الذكرى الثامنة والستين لتأسيسه .
وقال الحزب في بيان له جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلْتَكُنْ مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ آل عمران : 104
قبل 68 عاما، واستلهاما من ذكرى ولادة النبي المصطفى (ص) وعلى خطاه، ومن وحي ولادة الامام جعفر الصادق (ع) واقتداء به، انطلقت تحت ظل المرجعية الدينية العليا ومن أجواء الحوزة العلمية في النجف الاشرف حركة إسلامية سياسية تغييرية واعدة، بدأت ببث الوعي بالإسلام باعتباره رسالة الحياة، وقدمت تفسيرا مغايرا عن السائد من طبيعة الصراع السياسي ودوافعه، وتبنت رؤية جديدة في بناء المجتمع الصالح والدولة العادلة، فكانت صرخة حق ترددت أصداؤها في مدن العراق كافة وخارجه، واشعاع ضياء أنار طريق الأجيال نحو غدهم المشرق. وقد وضع اللبنات الأولى لهذه الحركة الوليدة الفقيه والمفكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض) ومنحها عصارة فكره الثاقب، وغاية جهده، وأخيرا سقاها بدمه الطهور، حتى استقام عودها على أرض صلبة، وباتت شجرة وارفة.
إن نظرة خاطفة الى التاريخ المديد لمسيرة هذه الحركة الإسلامية تكشف مدى التغيير والنقلة النوعية التي حدثت في العراق بفعل جهد وجهاد حزب الدعوة الإسلامية وتضحياته السخية وتصديه البطولي للدكتاتورية البعثية الغاشمة، ودوره في العمل على استعادة الامة ثقتها بنفسها وبعقيدتها، حتى بات التيار الإسلامي اليوم بشتى عناوينه وتنظيماته خيار الامة الأبرز، ومحور العملية السياسية والقوة الفاعلة والقائدة في البلاد. واستطاعت الدعوة ان تطرح خطا فكريا وسياسيا جديدا من حيث الهوية والخطاب والاهداف والحركة في الوسط الاجتماعي، بوصفه خطا اسلاميا وعراقيا اصيلا، لا نظرية أجنبية مستوردة، ولا فكرا وافدا دخل مع الموجات والاتجاهات والتيارات التي اكتسحت دول المنطقة في مراحل تاريخية معينة.
لقد التزم حزب الدعوة الإسلامية نهجا مستقيما لا عوج فيه لأنه يتصل مع نهج النبوة والامامة، ويسمو على الهويات الفرعية، ويتجاوز التمايزات الشخصية، ويركز على الثوابت الإسلامية والوطنية، ويتسم بالاعتدال ورفض التعصب بكل أشكاله، وينفتح بقدر سماحة الإسلام، مثلما يحافظ على الاصالة التي لا تضيق بمتغيرات العصر وتطوراته على الأصعدة كافة.
ومن أجواء ذكرى تأسيس هذه الحزب المجاهد، فإننا نؤكد على ما يأتي:
1. إن أهدافنا التي نذرنا أنفسنا من أجلها خالدة لا تبلى مع الزمن، ولا تتقادم مع مرور الأيام أو صيرورة الاحداث، لأنها ترتبط بعقيدة الأمة ومجدها ودورها في صناعة التاريخ وقيادة الحياة.
2. إن التجربة السياسية الحالية، تحتاج الى التقويم والإصلاح الجدي، وإعادة النظر في عدد من مؤسساتها وآليات عملها، وهو يتطلب قرارات شجاعة من القوى السياسية الوطنية المخلصة التي يجب أن تنبري الى مصارحة عميقة ومراجعة دقيقة وحوار مسؤول بهذا الصدد.
3. إن بناء الدولة القوية التي تخدم المواطنين كافة يجب أن يكون هدفا مركزيا تسعى كل الأحزاب والقوى السياسية الى تحقيقه، وأن التقدم على هذا المسار هو مكسب للجميع.
4. إن دور الأحزاب والجهات السياسية يكمن في التنافس الإيجابي بين البرامج التي تنهض بالواقع الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين، وتحسين المستوى المعاشي لهم، وتطوير الواقع الخدمي لمدنهم، ولا ينبغي التنافس السلبي على المواقع والمحصاصة والسعي للهيمنة على الدولة ومؤسساتها.
5. إن ساحتنا الإسلامية العراقية بحاجة الى التوزان والوحدة والحوار، بما لا يحول الاختلاف في الرأي والموقف الى خصومة أو عداوة دائمة بين المؤمنين وإننا نتمسك بشعار (اليد الممدودة الى الجميع) من أجل طي صفحة الخلافات، والاتفاق على المشتركات الإسلامية والوطنية، والتوافق على القضايا الاستراتيجية في هذه المرحلة الحرجة التي تنذر بعواصف سياسية التي قد تجتاح المنطقة ولن يكون العراق بمنأى عنها.
6. إن حكومة الشراكة إنما تعني الشراكة في المسؤوليات والمهام، والنهوض بأعباء إدارة البلد وقيادته على وفق رؤية استراتيجية وخطط واضحة يلمس المواطنون أثرها في حياتهم.. لا أن تكون مغنما لفئة خاصة أو طبقة معينة.
7. إن العدالة في توزيع الثروة تعني العدالة في فرص التنمية والخدمات والاعمار والبناء والمشاريع، وعندما يكون هناك تفاوت في البلد الواحد بين المحافظات فهو يعني أن ثمة خللا في التوزيع، واستئثارا على حساب الآخر، وهذا ما يجب معالجته بمشاريع واقعية عادلة موزعة وفقا لمؤشرات التنمية والخدمات في كل منطقة جغرافية.
8- نشدد على اتخاذ اجراءات صارمة وقاسية في مكافحة الفساد ،والتخلص من الفاسدين ، حيث اصبحت هذه الظاهرة اخطر آفة تهدد كيان العراق الاقتصادي والسياسي والامني،ونطالب بمصارحة العراقيين بما تحقق وانجز في متابعة ملفات الفساد الكبرى مثل صفقة القرن وغيرها مما هز الشارع العراقي .
9 . إن رأي الأمة هو المعيار في تقييم الأداء السياسي للأحزاب والقوى والأشخاص، وإن ارادتها الحرة هي ركيزة النظام السياسي، لذلك فإن المشاركة الواسعة في الانتخابات المحلية المقبلة لمجالس المحافظات هي الطريق الآمن للتغيير المطلوب. وعليه ندعو المواطنين الى منح أصواتهم وثقتهم الى من يستحقونها من المخلصين والاوفياء لوعودهم في تقديم الخدمات لهم، لأن المقاطعة لا تغير واقعا، والانسحاب من الساحة لا يصنع فارقا... بل لنجعل من يوم الاقتراع فرصة لمحاسبة المقصر بإبعاده، ومكافأة المخلص بالتمسك به.
حزب الدعوة الإسلامية
3 تشرين الأول 2023
17 ربيع الأول 1445