• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

الإمام السجاد (ع) .. وَ اهْدِنِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ

الإمام السجاد (ع) .. وَ اهْدِنِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ

  • 12-08-2023, 15:37
  • مقالات
  • 143 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 
الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) (والملقب بـ زين العابدين والسجاد ولد في المدينة المنورة في  5 شعبان عام 38 هـ، والده الامام الحسين وجده امير المؤمنين الامام علي وجدته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وآله) شخص الخلل الذي وقع به المسلمون في معركة ألطف في كربلاء عام 61 هـ، بأنه خلل تربوي إضافة إلى المغريات الدنيوية والعنف الذي استخدم لإجبار الناس لمقاتلة ابن بنت رسول الله الإمام الحسين بن علي (ع)، ولمجابهة نكوص الأمة لعهودها بنصرته وقبلت بالحاكم الفاسد والإذعان له، مقابل توزيع الأموال والمناصب والمنافع الأخرى.

أختار الإمام السجاد (ع) منهج الإصلاح لتغيير علاقة الإنسان بربه، وأخيه الإنسان، والمجتمع، وتذكر يوم القيامة دائما لينقاد إلى العمل الصالح الذي يوصله إلى الجنة ، بينما العمل المنكر يقوده إلى جهنم.

عمل الإمام على إحياء الضمائر وتنقية النفوس من الشوائب وتليين القلوب القاسية والمتحجرة باستخدام أسلوب الدعاء للإصلاح وهو الأسلوب الأفضل من دون مراقبة ومتابعة السلطة له.

إن تربية القلوب والضمائر والأنفس عبر الدعاء يؤثر على متبنيات الإنسان الفكرية والعقائدية والسلوكية والسياسية والجهادية مما يجعلها متهيئة للعمل وإزاحة الشر والفساد ومسبباته.

الدعاء يساعد الإنسان ليسترد وعيه لتشخيص الباطل والظالم والمعتدي من خلال إرجاع الإنسان إلى حقيقته أمام الله خالقه الذي وهبه العلم والوعي والصحة والقدرة على التشخيص، وجعل الإنسان يعيش حالة الالتزام بالقوانين والتحسس من الفساد بإشكاله والمفسدين، وأكثر اندكاكا بنظم الدين إضافة إلى توعية الضمير، والالتزام بمقومات حب الوطن، ويداوي الخلل التربوي والدنيوي وتأثيره على الإنسان والصراع على المناصب والأموال.

إنه الطريق الأمثل الذي أختاره الإمام لإصلاح الأمة عبر الدعاء الذي عبر عنه الأقوم: "وَ اهْدِنِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ"، وقوله (ع): "الخَيرُ كُلّهُ صِيانَةُ الإنْسانِ نَفسَهُ".

قدم الإمام الصحيفة السجادية وفيها (54) دعاء لمعالجة الأخطاء والتحديات التي يواجهها الإنسان في حياته، وتضمّنت الصحيفة برامج أخلاقية وروحية وسلوكية مهمّة لتربية الإنسان.

وقدم رسالة الحقوق التي تضمنت الحقوق الخمسين التي أقرها الإمام للإنسان قبل 14 قرنا،
والتي تعد منهجا لتوعية الإنسان بمسؤولياته الشخصية والضوابط بسلامته النفسية والصحيّة، ورعايته لأمنه واستقراره، وحفاظه على حقوق نفسه ‌و‌حمايتها كمقدمة لانجاز الحقوق الأخرى،
وهي التفاتة مهمة لم يشر إليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

 هذه الرسالة فيها حماية ‌حق‌ سمعه ‌و‌ لسانه ‌و‌ بصره ‌و‌ يديه، للسيطرة على غرائزه المتعددة ولتهيئة داخل الإنسان لينطلق للمجتمع وقد تمتع بحقوق نفسه، ليمارس ‌حق‌ الأخلاق في تعامله مع الآخر ‌وحق‌ الجار ‌و‌ ‌حق‌ الصاحب ‌و‌ ‌حق‌ الشريك ‌و‌ ‌حق‌ الغريم ‌و‌ ‌حق‌ الخصم ‌و‌ ‌حق‌ الناصح ‌و‌ ‌حق‌ الصغير ‌و‌ ‌حق‌ ذي المعروف ‌و‌ ‌حق‌ السائل ‌و‌ المسؤول وحقّ أهل الذمّة. ‌

إضافة إلى التزامه بحقوق العبادة: ‌حق‌ الصلاة ‌و‌ ‌حق‌ الحج ‌و‌ ‌حق‌ الصوم ‌و‌ ‌حق‌ الصدقة ‌و‌ ‌حق‌ الهدي.

ومن الحقوق الأخرى ذكر (ع) ‌الحقوق الاجتماعية والسياسية: حقّ السلطان، وحق الرعِيّة، وحقّ أهل الملّة عامّة، وفي اختيار الحاكم العادل والنظام الذي يضمن حقوق الرعية والدفاع عن مظلوميتها، والتي أكدت على تحصين المجتمع من الضياع أمام الحملات الإعلامية المزيفة والدعايات الماكرة لإفساد الإنسان.

قضى الإمام (23) عاما مع التجارب الصعبة التي خاضها أئمة أهل البيت (ع)، حيث قضى سنتين مع جده الإمام علي بن أبي طالب (ع) وعشر سنين مع عمه الإمام الحسن بن علي (ع) وأحد عشر سنة مع والده الإمام الحسين بن علي (ع).

مارس الإمام زين العابدين (ع) إمامته للمسلمين لمدة 34 سنة، إضافة إلى الخبرة التي اكتسبها من معاصرته لجده وعمه ووالده لمدة 23 سنة ليكون عمره الشريف 57 سنة.

عاش الإمام كل تفاصيل معركة الطف في كربلاء عامي 60- 61هـ، ولكنه لم يستطع القتال فيها لسبب مرضه الشديد الذي منعه من النهوض من الفراش.

وسبي مع عمته الحوراء زينب (ع) من كربلاء إلى الشام.

نستلهم في ذكرى شهادة الإمام السجاد (ع) في 25 محرم الحرام عام 95 هـ والذي استشهد مسموما من قبل الوليد عبد الملك الأموي، ودفن في مقبرة البقيع في المدينة المنورة،

إن رسائله الإصلاحية أوصلت شحناتها عابرة الساحات ومتجاوزة التحديات، وجاعلة من الانتفاضة الحسينية منارا واضحا لنهضتها ووعيها الرسالي، وإصلاحها للنفس الإنسانية وإحيائها للضمير والوجدان، جذوة متقدة مع التاريخ والمكان والأجيال.

          

أخر الأخبار