اكد تقرير لوكالة رويترز ، الاثنين، ان الفلاحين اعتادوا زراعة القمح بالقرب من ضفاف نهر الفرات في العراق ، لكن الجفاف المستمر دفعهم للتحول الى زراعة اراض جديدة في عمق صحراء النجف القاسية . 

وذكر التقرير عن المزراع امين صلاح قوله إن " ارضه تسقى بالرش من الابار المحفورة على عمق يزيد على 100 متر تحت الارض التي تسفعها الشمس "، مضيفا ان " الانتاج الحالي يبلغ ضعف ما كان عليه باستخدام الطرق القديمة التي تتمثل بغمر الاراضي بمياه الانهار". 

وتابع صلاح ان "هذه الطريقة تعني انفاق اموال ومياه اقل مما كان معتادا ، بالاضافة الى جودة الحصاد ، انه موسم ذهبي بالنسبة لنا". 

وقالت الحكومة العراقية إن" هذا التحول المدعوم رسميًا سمح للبلاد بمضاعفة المساحات المزروعة بالقمح هذا العام إلى حوالي 8.5 مليون دونم (850 ألف هكتار) مقارنة بنحو 4 ملايين دونم (400 ألف هكتار) العام الماضي".

من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الزراعة محمد الخزاعي إن "ذلك أدى إلى محصول بلغ حوالي 4 ملايين طن من القمح وهو الأكبر منذ سنوات وغطى 80 بالمائة من احتياجات بلد يبلغ عدد سكانه 43 مليون نسمة يأكلون الخبز في كل وجبة تقريبًا".

وبين التقرير ان "هذا التحول في الأساليب الزراعة كان  مدفوعا بالضرورة، فقد نهرا العراق الرئيسيان ، اللذان نشأت الحضارة على طولهما منذ آلاف السنين ، أكثر من نصف تدفقهما بسبب انخفاض هطول الأمطار والإفراط في استخدام السدود، حيث يمكن يمكن أن يوفر التنقيب عن المياه في الصحراء إغاثة فورية في بلد تقول الأمم المتحدة إنه من بين الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ في العالم ، وحيث بدأت الهجرة الناجمة عن تغير المناخ بالفعل". 

واشار التقرير الى انه " ومع ذلك فان لاستخدام المكثف للآبار قد يؤدي إلى جفاف طبقات المياه الجوفية الصحراوية ، كما يحذر خبراء زراعيون ودعاة حماية من البيئة، حيث اوقفت السعودية برنامجًا لزراعة القمح مدته 30 عامًا يعتمد على الآبار الصحراوية التي حققت الاكتفاء الذاتي ولكنها استنزفت إمدادات المياه الشحيحة في المملكة".

وقال كريم بلال ، مهندس زراعي ومدير سابق لمديرية الزراعة في النجف ، إن "العراق به أكثر من 110 آلاف بئر ، لكن نسبة ضئيلة فقط ، نحو 10 آلاف بئر ، مزودة بأنظمة حديثة تمنع هدر المياه".

من جانب آخر اشارمدير السياسة العامة في مجموعة تنمية الاستشارية هادي فتح الله بالقول إن " الذهاب الى الصحراء يائس جدا وان على العراق التركيز على تحديث الزراعة والانخراط في دبلوماسية المياه مع جيرانه لزيادة تدفق الأنهار وتنشيط المناطق الزراعية التي لم تتعافى من الحرب"