• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

"طريق حرير جديد".. تعرّف على المشروع الذي يربط بين تركيا ودول الخليج عبر العراق

"طريق حرير جديد".. تعرّف على المشروع الذي يربط بين تركيا ودول الخليج عبر العراق

  • 13-04-2023, 19:15
  • تقاير ومقابلات
  • 968 مشاهدة
"Today News": متابعة 
بخط سكة حديد وطريق سريع بطول 1200 كيلومتر، من المتوقع أن يؤثر مشروع طريق التنمية الذي سيربط التنمية في تركيا بميناء الفاو في الخليج العربي على منطقة واسعة من أوروبا إلى دول الخليج وسيحقق فوائد مشتركة.
"طريق حرير جديد".. تعرف مشروع الطريق الذي يربط تركيا بدول الخليج عبر العراق. (Others)
تابعنا
تابعنا
كشفت زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تركيا قبل أيام أن هناك تفاهماً بين البلدين في مشروع طريق التنمية. لدرجة أن الرئيس رجب طيب أردوغان عرّف المشروع على أنه طريق الحرير الجديد وشدد على أهميته.

وتابع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائلاً: "أكدنا عزمنا على العمل معاً من أجل تحقيق "مشروع طريق التنمية" لبناء طريق وممر للنقل بالسكك الحديدية يمتد من البصرة إلى الحدود التركية.. يعتبر طريق التنمية هذا مشروعاً استراتيجياً مهماً ليس فقط لتركيا والعراق، ولكن أيضاً للمنطقة بأكملها. سيستفيد ملايين الأشخاص في منطقة جغرافية واسعة من أوروبا إلى الخليج من القيمة المضافة التي ستظهر من إنشاء هذا الطريق. نحن نعلم أن الدول الشقيقة الأخرى مهتمة أيضاً بشكل وثيق بهذا المشروع الذي سيعزز التعاون الإقليمي ويطور تجارتنا ويقوي علاقاتنا الإنسانية. وأعتقد أننا سنحول "مشروع طريق التنمية" إلى طريق الحرير الجديد لمنطقتنا، بمشاركتهم، كما آمل".

في الواقع، من شأن هذا المشروع الواعد أن يزيد من أهمية "الممر الأوسط"، المهم استراتيجياً لإحياء طريق الحرير التاريخي الذي يصل إلى القوقاز بدءاً من تركيا، ثم عبر بحر قزوين إلى آسيا الوسطى والصين، بعد تركمانستان وكازاخستان.

نَفَس جديد في الممر الأوسط

يحتل الممر الأوسط، البديل عن "الممر الشمالي" الذي يمر عبر روسيا و"الممر الجنوبي" الذي يمر عبر إيران، مكانة مهمة لتكامل الصين وأوروبا. هذا الخط، الذي يمتد من بكين إلى لندن، يقع في قلب حركة التجارة السنوية بأكثر من 600 مليار دولار.

الممرات الشمالية والجنوبية التي تربط الصين ودول المنطقة بالشرق الأوسط وأوروبا مدرجة أيضاً في فئة الخطوط ذات الاحتمالية العالية لمواجهة صعوبات من حيث مواقعها الجيوسياسية. أدى عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا والعراق، إلى زيادة المخاطر في الممر الجنوبي، بينما تأثر الممر الشمالي سلباً بالحرب الروسية الأوكرانية. الأمر الذي زاد من الأهمية الاستراتيجية للممر الأوسط.

إثارة الحديث مؤخراً عن "مشروع طريق التنمية" أعطى نَفَساً جديداً للممر الأوسط الذي يمر من تركيا، والتي بدورها تسيطر على جميع طرق العبور الاستراتيجية في سياق آسيا وأوروبا، وهو ما جعل من تركيا لاعباً رئيسياً في مشروع طريق التنمية الذي سيساهم أيضاً في زيادة قيمة الممر الأوسط. إذن ما مشروع طريق التنمية؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة إلى تركيا والمنطقة؟

"طريق حرير جديد"

بدأت قصة مشروع طريق التنمية، الذي سيبدأ من الخليج العربي ويمر عبر مدن العراق المهمة وصولاً إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا، في عام 2005 عندما اقترحت الإدارة المحلية في البصرة على الحكومة بناء أكبر ميناء في المنطقة بميزانية تقارب 5 مليارات دولار في شبه جزيرة الفاو، التي تقع على رأس الخليج العربي.

لهذا الهدف، بدأ العراق أعمال ميناء الفاو. من المتوقع أن يستقبل هذا الميناء أول سفينة في سبتمبر/أيلول 2024 ويفتح بالكامل في عام 2025. ولجعل الميناء أكثر فائدة وفاعلية، وضعت الخطط لإنشاء طرق استراتيجية إلى الجيران.

حيث أعلنت وزارة النقل العراقية في أبريل/نيسان 2010 قبولها لعروض استثمارية لبناء خط سكة حديد من الفاو إلى كل من تركيا وسوريا. في مارس/آذار 2014، وقع العراق اتفاقية مع البنك الدولي لهذا الغرض.

من ناحية أخرى، ازدادت أهمية العراق الجيوسياسية بشكل أكبر مع تطوير واستئجار ميناء جوادر الباكستاني من قبل الصين في عام 2015. لأن البضائع الصينية التي تصل جوادر ستكون قادرة على الوصول إلى أوروبا عبر "طريق التنمية" في وقت قصير وبتكلفة أقل بكثير، بدلاً من الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر عبر قناة السويس.

ما أهمية هذا المشروع؟

بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا في أواخر فبراير/شباط 2022 والمشكلات التي نشأت في العلاقات الأوروبية مع روسيا، زاد مسار نقل الغاز القطري واستخراج الغاز العراقي وتصديره إلى أوروبا من أهمية الممر الأوسط و"مشروع طريق التنمية"، الذي لن يشمل فقط على طريق سريع وخط سكة حديدية، بل سيكون إلى جانبه خطوط لنقل النفط والغاز الطبيعي الخليجي أيضاً.

وبينما وصف وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قرا إسماعيل أوغلو المشروع بأنه طريق الحرير الجديد، مشيراً إلى أن تطورات مهمة ستشهدها دول الخليج والمنطقة برمتها، رأى وزير النقل العراقي الأسبق ناصر حسين بندر شبلي أن تنفيذ هذا المشروع سيجلب المزيد من الأمن والاستقرار للعراق. لأنه يعتقد أن الدول المستفيدة من المشروع ستبذل جهداً لضمان أمن هذا المشروع.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الطريق الذي يبدأ من البصرة سيدخل تركيا من نقطة اتصال العراق وتركيا وسوريا بعد أن يمر عبر مدن العراق المهمة ويستمر إلى أوروبا من ميناء مرسين. ووفقاً للخطة، يتوقع أن يكتمل المشروع الذي تبلغ تكلفته نحو 20 مليار دولار بحلول عام 2029.

فيما تعد تركيا أحد الرعاة الأساسيين لهذا المشروع. بصرف النظر عن الفوائد الاقتصادية التي سيجري الحصول عليها، فإن وزير خارجية الجمهورية التركية مولود جاوش أوغلو؛ وعد بقرض 5 مليارات دولار في "مؤتمر إعادة إعمار العراق" الذي عقد في الكويت في فبراير/شباط 2018. وأثناء زيارة رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي إلى أنقرة أواخر عام 2020، قيل إن هذا القرض مُنح لبناء الطريق المعني.

أخر الأخبار