• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

فليكن تعصبكم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الأمور

فليكن تعصبكم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الأمور

  • 21-04-2022, 18:35
  • مقالات
  • 443 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 
يطرح البعض شعارات براقة لأطروحة العراق الجديد، ومن ظاهر الشعارات يلاحظ السعي لإيجاد تعصب في طريقتهم لحل مشاكل العراق وتحدياته، وفيها الدفاع عن نفسه وجماعته وأصله الأثني بدون الاهتمام اللازم والجدي لمكونات الوطن !!

الإمام علي بن أبي طالب (ع) تحدث عن التعصب الذي ينبغي ان يتصف به الفرد والمجتمع في الاهتمام والتعاون من الجانب الإنساني فيما بينهم بغض النظر عن الأصول العرقية أو الدينية،

حيث يساهم هذا البعد الإنساني باستمرارية التواصل فيما بينهم في بناء الانسان على مكارم الأخلاق والسلوك الطيب واحترام حقوق الانسان والتعاون، قائلا :

"الناس صنفان، أما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق"، ومؤكدا على: "فليكن تعصبكم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الأمور".

موضحا معالم مشروعه الإصلاحي للأمة والتزاماتها بتحقيق العدل والصلاح في نفوس الناس حيث قال "ومَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ الْعَدْلُ فَالْجَوْرُ عَلَيْهِ أَضْيَقُ".

موصيا الالتزام بالقيم والأخلاق والموعظة الحسنة والموقف الواعي والحكمة في القرار والتصرف حيث قال (ع):" الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ"  والسلوك الطيب في التعامل  وتعزيز الكرامة الإنسانية ونبذ الفتن والتطرف والانحراف، ومواجهة الغلو والخرافة والتزييف والفساد، وحقن الدماء وحماية الأموال والأعراض ودعم التعفف، وحصانة عقل الإنسان.

محفزا الناس بالتعامل والعلاقة مع الآخر بحسن الظن والمرونة والمحبة قائلا (ع):
" لا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَحَدٍ سُوءاً وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا في الخير مُحْتَمَلا".

مضحيا عندما يتعلق الأمر بالمصالح العليا للبلاد، نجد الإمام في مقدمة المضحين قائلا: " لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة"

واضعا أهم الركائز والمفاهيم والأفكار السياسية والاقتصادية وشؤون الحكم والإدارة على أساس العدل والحرية والمساواة.

معتمدا في كيفية إدارة الحكم وتنصيب المسؤولين على اكتشاف المهارات ووضع الشخص المناسب في الموقع المناسب تجسيدا للحكمة ووفق الكفاءة والإخلاص والنزاهة لتحقيق المنهج المطلوب بنجاح، مع منحه الصلاحيات بعد تحديد الأهداف وخارطة الطريق له،  ومتابعته للتقويم الدائم وتكريم الناجح والملتزم  ومساءلة المقصر.

نسترشد في ذكرى شهادة الإمام علي (ع) أنه أوصى بالتعاون على البر والتقوى ونظم الأمر ،
الإمام (ع): أوصيكم.. "بتقوى الله ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم ".

ولد الإمام (ع) في جوف الكعبة المشرفة ولا يعرف غيره ولد في هذا المكان المقدس، وأول من آمن برسالة الإسلام ونبيه محمد (ص) ودافع عنهما دفاع الأبطال الشجعان المضحين كل حياته، وتصدى لإرشاد المسلمين بعد وفاة خاتم الأنبياء الى يوم شهادته من قبل العصابة التي حاربته بشعار مزيف (ان الحكم إلا لله) على نفس الطريقة التي يستخدمها البعض بإطلاق التهم الباطلة لتصفية الآخرين أو بطرح الشعارات غير الواقعية والبعيدة عن الحلول الصحيحة في تشخيص المرحلة وأهدافها.

جرح  الأمام علي (ع) وهو يصلي في مسجد الكوفة يوم 19 شهر رمضان عام 40 هجري، واستشهد بعد يومين في الحادي والعشرين من شهر رمضان  (27 كانون الثاني 661 ميلادي) ، فكانت مدة خلافته الراشدة أقل من  خمس سنوات.

تميزت ولادته في بيت الله الحرام  وشهادته أثناء صلاته بمسجد من مساجد الله، وجهاده وتضحياته كلها لله، ودافع عن الإسلام ورسوله في كل الميادين وحتى في فراشه بمكة عندما استهدفت بعض عشائر قريش بيت الرسول في مكة، وكان البطل الرائد في الغزوات التي قادها رسول الله (ص) بنفسه وبعده،

وكان مدافعا عن حقوق الانسان وحب الخير، وتميز بالعلم بمجالاته المتنوعة والبلاغة والفصاحة إضافة الى التضحية والإيثار من أجل ان تمارس القيم والمبادئ الحقة.    

التهمة التي واجهها أمير المؤمنين من قبل الخوارج عن الدين بقولهم انه لا يعرف "الحكم لله" ؟!!!! وهو العالم الذي وصفه رسول الله محمد (ص) ( أنا مدينة العلم وعلي بابها) وعرفه أنه من أتقى المسلمين وأعلمهم وابلغهم وأشجعهم وأكثرهم عبادة وزهدا وصبرا وحكمة وعدلا وأكثرهم قضاء وقدرة على الإفتاء والنصيحة والإرشاد والتصدي والكرم والتواضع والفراسة والفطنة وما الى ذلك من أوصاف القيم العالية التي أنفرد بها الإمام علي (ع) بعد خاتم الأنبياء والرسل (ص) .

أخر الأخبار