• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

الندوات الفكرية والسياسية في المهجر الهولندي

الندوات الفكرية والسياسية في المهجر الهولندي

  • 25-07-2020, 13:56
  • مقالات
  • 485 مشاهدة
د. صلاح عبد الرزاق

- العشائر والسياسة ،

- اندماج العراقيين في المجتمع الهولندي،

- مراجعة نقدية للحزب الشيوعي العراقي،

خلال الفترة 1998 – 2002 جرت في هولندا تجربة رائعة جمعت عدداً من الشخصيات الأكاديمية والثقافية والاعلامية والفنية العراقية من كل القوميات والأديان والمذاهب ، يناقشون قضية فكرية معينة أو حدثاً سياسياً عراقياً ، بكل حرية وانفتاح ، وأجواء من الحب والاحترام ، قبل أن تفرقهم السياسة بعد سقوط النظام وتشتت المجموعة أو باعدت بينهم المسافات أو انشغلوا بهموم الحياة . فبعضهم عاد إلى العراق وشارك في الحياة السياسية ، فصار وزيراً أو نائباً أو محافظاً أو وكيل وزارة أو مستشاراً أو دبلوماسياً أو رئيس جامعة أو عميد كلية أو مدير عام أو ضابطاً مرموقاً أو عاد موظفاً في دائرته السابقة. وقسم رحل إلى ربه ، وآخر فضّل البقاء في المهجر الهولندي. 

كنت أقوم بتدوين تلك اللقاءات لأنني أعرف أن الزمن سيطويها فتنسى أو ربما يجري تشويه مرحلة المعارضة العراقية وأشخاصها، خاصة وأن الكثيرين لا يعرف عنها شيئاً. 

8- ندوة العشائر العراقية بين القيم والسياسة

عقدت الندوة بتاريخ 2 نيسان 2000 بحضور جمع من المثقفين والأكاديميين من مختلف التيارات السياسية والفكرية العراقية. في البداية تحدث الشيخ حازم السهيل عن (نظام دعاوى العشائر في العراق) الصادر عام 1924 بهدف السيطرة على الريف العراقي الذي كان يفتقد النظام. وذكر السهيل: إنه نظام وليس قانوناً، لأن القانون يعالج حالات معينة على جميع الناس. أما النظام فيختلف الحكم فيه من عشيرة إلى أخرى. والنظام لا يلغي القانون بل يساعده . ويتضمن نظام دعاوى العشائر تحديد العقوبات وخاصة في حالات القتل والاغتصاب والسرقة. كما يتضمن حل الخلافات الناشبة بين العشائر حول الأراضي أو غيرها. وتطرق إلى بعض  المصطلحات العشائرية كالطارجة أي مشاركة أقارب القاتل في دفع دية القتيل ، والثأر أي الاقتصاص من الجاني أو أقاربه، والجلوة أي إجلاء الجاني من عشيرته، إذا اعتدى أو قتل أحد أفراد عشيرته، إضافة إلى دفع ديته. وذكر أن النظام يتشدد في حالات معينة مثل التمثيل بالقتيل حيث تتضاعف الدية ، أو إخفاء معالم الجريمة كدفن المقتول. كما تضمن عدم دفع دية اللص المقتول أثناء السرقة أو المعتدي على شرف أحد نساء العشيرة. ويعفي النظام من الدية من قتل امرأة بدافع غسل العار. وقد ألغي نظام العشائر عام 1958 بعد وصول عبد الكريم قاسم للسلطة. وفي عهد البعث أسس صدام مكتباً يسمى مكتب العشائر يتولى إدارته أحد مرافقيه. ويقوم المكتب بدعوة أطراف النزاع، وتسوية الخلاف بعد دفع الدية أو أي حل يرضي الطرفين، ثم يصدر به مرسوم جمهوري بإعفاء القاتل من العقوبة، فيخرج من السجن، ويلغى بذلك الحكم الذي أصدرته المحكمة.

وتحدث السيد أبو هند الزاملي حيث تطرق إلى الدور السياسي للعشائر العراقية. فذكر أن إلغاء نظام دعوى العشائر ، وإلغاء قانون تسوية الأراضي وإصدار قانون الإصلاح الزراعي عام 1958 قد أفقد شيخ العشيرة امتيازاته وهيبته. وفي عهد الرئيس عبد الرحمن عارف جرى إعادة هيبة شيوخ العشائر في المنطقة الغربية (الرمادي والفلوجة وقرى عانة وما حولها) لأن غالبية المسؤولين في السلطة قدموا من تلك المناطق. وأدى حرمان شيوخ عشائر الوسط والجنوب إلى الاعتراض ، وذلك بقطع خطوط الهاتف والسكك الحديدية في تلك المناطق. وبعد وصول حزب البعث الحاكم عام 1968 للسلطة حدثت قفزة نوعية حيث تضمن البيان الأول عبارة (نحن ضد الطائفية والعشائرية والقبلية، والتي هي من مخلفات الاستعمار).

وأضاف الزاملي: في عام 1971 صدرت تعليمات بعدم تداول الألقاب في العراق وبضمنها الانتساب العشائري. وفي عام 1974 جرى عدّ العشائرية مانعةً لانشاء الريف الاشتراكي. وبقي انتقاد القيم العشائرية سائداً حتى الحرب العراقية-الإيرانية. لكن عام 1981 وعندما بدأت القاعدة العسكرية بالتناقص، فكان لابد من وجود قوة ودعم معنوي يحافظ على القاعدة البشرية . ولا يوجد غير العشائر التي تمثل الخزين الاحتياطي من القوة البشرية . عندها بدأ صدام بتغيير سياساته فأعلن دعمه للعشائر، ودعا شيوخ العشائر إلى القصر الجمهوري ، وأغدق عليهم الهدايا لكسب ولائهم لصالحه. وبعد أن تأكد من تأييد العشائر له دعا صدام إلى تجنيد أبناء العشائر، وأرسلوا إلى منطقة المحمرة (عبادان) كدروع بشرية للجيش النظامي. وسرعان ما تم أسر عشرين ألفاً منهم. وقد استفاد صدام من ولاء العشائر أثناء الانتفاضة الشعبانية 1991 . إذ أن بعض العشائر لم تشارك بل وتصدت للمنتفضين مثل عشيرة آل رباط في السماوة، وبني حسن في النجف لأن بعض أفرادها كانوا في الجيش والسلطة.

وتحدثتُ قائلاً: يعد نظام العشائر من مفردات المجتمع العراقي ، وهو بحاجة إلى المزيد من الدراسات العلمية وخاصة على الصعيد الأنثروبولوجي ، سواء في متابعة مصادر هذا النظام وأصوله، أو القيم الرئيسة فيه كالمال والشرف والهيبة، أو في مقارنة هذا النظام مع غيره من الأنظمة أو المجتمعات العشائرية الأخرى في العراق. وذكرت: إن الشهيد السيد محمد باقر الصدر سعى لاستعادة دور المرجعية بين العشائر والاهتمام بها، وإلى تهذيب نظام العشائر من المفردات المحرمة في الشريعة الإسلامية. كما أنه غيّر من الحدود والشروط والديات وفقاً لأحكام الشرع. 

 

9- ندوة العراقيون والاندماج في المجتمع الهولندي

عقدت بتاريخ 5 مايس 2000 في مدينة دوردريخت ، وحضرها مجموعة من المثقفين والأكاديميين والسياسيين من مختلف التيارات السياسية والفكرية في الساحة.

ألقيت محاضرتي التي اعتمدت فيها الاستطلاع الميداني على أبناء الجالية العراقية في هولندا فقلت:

الاندماج هو التكيف مع القانون والثقافة في المجتمع. وعادة ما يقصد به توافق الأقلية مع ثقافة الأكثرية. إن كلمة الاندماج هي ترجمة غير دقيقة للكلمة الأجنبية Integration التي تعني التكامل مع المجتمع. إن عملية الاندماج ذات مسؤولية متبادلة : من الأقلية حيث تبذل جهدها للتكيف مع اللغة والثقافة والقانون. ومن الأكثرية من خلال التشريعات القانونية والممارسات العملية، وتثقيف الأكثرية على قبول الأقلية كجزء من المجتمع دون تمييز عنصري أو ديني أو ثقافي. إن بعض المجتمعات مثل بريطانيا تعدّ نفسها مجتمعاً متعدد الثقافات. وأن سياسة الحكومة الهولندية تسير في ذلك الاتجاه من أجل خلق مجتمع متعدد الثقافات.

وقدمت صورة ميدانية للحياة الثقافية للجالية العراقية في هولندا بالقول: تعد الجالية العراقية جالية مثقفة مقارنة بالجاليات الأخرى كالتركية والمغربية. كما أن مستوى التعليم لأفرادها يقارب أحياناً مستوى التعليم في المجتمع الهولندي. إذ بلغت نسبة التعليم المتوسط 15% (الهولندي 19%) ، التعليم الثانوي 24,5% (الهولندي 27%) ، التعليم العالي 28.3% (الهولندي 23%) ، التعليم الجامعي 22,6% (الهولندي 18%) ، الماجستير والدكتوراه 9% (الهولندي 9%).

وتناولت المحاضر معوقات عملية الاندماج فذكرها:

1-         عدم تعلم اللغة الهولندية لأنه يشكل حاجزاً في التواصل مع المجتمع الهولندي.

2-         التقاليد، حيث تسبب في حرج كبير للعراقيين غير المعتادين على مفردات الثقافة الغربية، لمنافاتها مع تعاليم الإسلام أو الأعراف العراقية.

3-         البطالة، حيث أن 90% من العراقيين يعانون منها وخاصة من تجاوز الأربعين عاماً.

4-         الشعور بالغربة والعزلة، بسبب انفصال العراقي عن أرضه ومجتمعه الذي نشأ فيه. كما أن العراقي لم يعتد الهجرة مثل بقية الشعوب إلا مؤخراً.

5-         الانطواء على مشاكله الشخصية وهمومه العائلية بعيداً عن القضايا العامة، وعدم المشاركة في النشاطات العامة لاعتقادهم أن ذلك يعرض أهليهم في العراق إلى الخطر.

ثم بدأت مداخلات المشاركين، فذكر:

 د. سلمان شمسة بأن الهوية لها ارتباط بالاندماج ، فهي هامة للدخول في المجتمع والتفاعل معه. فقد ينجرف الفرد في الاندماج حتى الانصهار الذي هو محاولة محاكاة الثقافة الجديدة وتقليدها وبالتالي ضياع الهوية الأصلية.

محمد جواد الطريحي: البحث الذي طرحه الأستاذ صلاح عبد الرزاق مبادرة أولى في البحث الميداني. ونحن بحاجة ماسة إلى أمثال هذه البحوث والدراسات. ويجب أن نقارن بين الجاليات العراقية في مختلف بلدان المهجر. ثم تساءل: ماذا يراد بالاندماج أو الانصهار أو التمايز مع ما لا يتنافى وتقاليدنا الوطنية والإسلامية.

واتفق د. علي إبراهيم والسيد شهيد مطر والشيخ حازم السهيل على استخدام مصطلح التكامل بدلاً من الاندماج لأن الأخير يعني الانصهار والذوبان في هوية المجتمع الجديد.

10- ندوة (الحزب الشيوعي.. مراجعة وتقييم)

عقدت ندوة مراجعة وتقييم مسيرة الحزب الشيوعي في مدينة روتردام بتاريخ 11 حزيران 2000 حضرها جمع من المثقفين والأكاديميين والسياسيين. تحدث الدكتور علي إبراهيم (الحزب الشيوعي العراقي) عن مسيرة الحزب بقوله: لا يمكن فصل تجربة أي حزب شيوعي عن الأحزاب في دول أوربا الشرقية حيث فشلت التجربة الاشتراكية . ثم تطرق إلى عوامل الفشل الخارجية مثل الدور الأمريكي في مواجهة الاتحاد السوفييتي وخاصة في الفترة 1953-1960 عندما اتجه أيزنهاور إلى أسلوب الردع النووي، ثم جاءت إدارة الرئيس كندي التي اعتمدت أسلوب (لا حرب ولا سلم) حيث دفعت موسكو إلى سباق التسلح. كما شاركت الحركة الصهيونية في تفتيت الاتحاد السوفييتي وذلك بدفع اليهود للانتماء للحزب الشيوعي والوصول إلى مراكز عالية، وفعلاً استطاع بعض اليهود الوصول إليها.

وأضاف إبراهيم: شخصياً عدّ العوامل الخارجية عاملاً ثانوياً وذلك لأن البناء لم يكن قوياً. فالنظرية الماركسية جاءت نتيجة لتطور الفكر الإنساني، والذي حدث هو تجميد النظرية وجعلها قوالب جامدة كأنها نص مقدس،وهذه هي الكارثة. ثم تناول العوامل الداخلية للفشل، فأشار إلى خنق الابداعات والمركزية المفرطة وإبعاد الشعب تماماً عن صنع القرار ودمج الحزب بالدولة وتداول السلطة بشكل يتنافى مع الديمقراطية.

وأشار إلى إيجابيات النظام الاشتراكي مثل انخفاض البطالة والتعليم المجاني والضمان الصحي بحيث أن هناك مشاكل اجتماعية مستعصية ظهرت بعد انهيار النظام الشيوعي كالبطالة وظهور المافيات والفساد الإداري والعهر. وتناول تجربة الحزب الشيوعي العراقي في التغيير فقال: لقد فكر الحزب بالتجديد عام 1989 ، ثم طرح وثيقة هامة في شباط 1990 ، ودعا فيها أعضاء الحزب لمناقشتها ، حيث برزت ثلاثة اتجاهات:

1-         تيار محافظ يعدُّ الخروج عن اللينينية أشبه بالكفر، وأن أي تجديد ينسب إلى التخريب الخارجي.

2-         تيار يدعو إلى الانحلال والتخلص من المركزية.

3-         التيار السائد الذي يدعو إلى التجديد مع بقاء المنهج الماركسي.

أما أهم المسائل التي حدث فيها تغيير لدى الحزب الشيوعي العراقي فهي:

1-         التخلص من مسألة (دكتاتورية البروليتاريا) لأنه قد أسيء استخدامها ، وأدت إلى ظهور أنظمة شمولية.

2-         التخلص من فكرة أن التحرر الوطني في العراق لا يتم إلا عن طريق الحزب الشيوعي، وأي تحرر لا يمر من خلال الحزب الشيوعي يعدّ غير وطني.

3-         الاهتمام بالرأي الآخر بشكل كبير. في الحقيقة لم يكن الرأي الآخر موجوداً في الحزب، ويجري التضييق عليه، وتوضع عليه علامة استفهام.

4-         فتح منهج الحوار والمحاورة مع الآخرين.

5-         فيما يتعلق بالخطاب السياسي جرى التخلص من الصياغات الجاهزة القادمة من الاتحاد السوفييتي.

6-         التركيز على الديمقراطية كمفهوم وممارسة. 

مداخلات المشاركين

وقد أدلى بعض المشاركين بمداخلات منها:

هادي الخزاعي (مخرج مسرحي وشيوعي): كان سبب الفشل في دول المنشأ بسبب الأخلاق حيث أن الدول تتدخل وتملك جميع وسائل الانتاج مما أضعف قابلية العامل على الإنتاج. إن الذي رفض الشيوعيين في روسيا هم الناس بسبب ممارسات الحكام الخاطئة وعدم ممارستهم للأخلاق الشيوعية.

خالد شوكات (تونسي إسلامي): لقد تضرر الحزب الشيوعي العراقي لأنه طرح نفسه كمشروع شمولي. أما موقفه من الدين، فالفكر الشيوعي لم ينشأ من ظروف وتحولات سياسية في البلاد العربية وإنما هي أفكار خارجية دخلت المنطقة، ولم تؤصل في الشارع العربي، فبقي يعدّ الشيوعيون ملاحدة وتابعين للسوفييت.

حازم السهيل (ليبرالي): منذ تأسيسها عام 1921 ، اعتمدت الدولة العراقية على التيار القومي إضافة إلى الطائفية. وعندما نشأ الحزب الشيوعي ووجه بالرفض من قبل الشيوخ والعشائر. وحاول الحزب أن ينفرد بالسلطة في عهد قاسم.

محمد جواد الطريحي (قاضٍ إسلامي): عاشت الحركة الشيوعية صراعاً حاداً لأسباب منها:

1-         أنها حركة تناقض في نظريتها الفكرية الموروث الثقافي للمجتمع .

2-         وجود فراغ واسع بين النظرية والتطبيق في الواقع المعاش. ففي عام 1958 سيطر الشيوعيون على الشارع العراقي وبدأت الفوضى بشكل مقصود أو غير مقصود مثل ممارسات (المقاومة الشعبية).

3-         ما ورد في جريدة الحزب من إهانة لعلماء الدين الذين بدأوا حملة التكفير بعد عام 1958 أي بعد الثورة.

سلمان شمسه (أكاديمي شيوعي): لقد عاصرت ثلاثة مؤتمرات للحزب الشيوعي في روسيا . وعندما عدت إلى الجزائر، حيث كنت أعمل، سألني الشيوعيون عن المؤتمرات فقلت: هي عبارة عن تنفيذ لما يجري في الكواليس. وكانت القرارات الهامة بيد الرفيق سوسلوف ، فهو يطرحها للتصويت: مَنْ مع؟ الكل، مَنْ ضد؟ لاشيء، من محايد؟ لاشيء. فهذه واحدة من الأسباب الرئيسة لفشل التجربة. كان الحزب ممسكاً بالسلطة وقتل الإبداع. وكان الشيوعيون العراقيون مبهورين بالمثال ولم يشاهدوه. ما حل بالاتحاد السوفييتي وما حل بالعراق يدعوني للألم حيث دمر الاتحاد السوفييتي كأنه بناء كارتوني.

محمد ناصر العلي (إسلامي): هناك عدة إشكالات حول مسيرة الحزب الشيوعي العراقي:

1-         الإشكال الفكري، فقد حاول الشيوعيون الأوائل أمثال حسين الرحال القفز فوق الواقع. ففي العدد الأول من (الصحيفة) الذي صدر عام 1924 تم التركيز على قضايا العائلة والدين والمرأة ووضعها الاجتماعي وتناولها بالشرح والتحليل من زاوية ماركسية في حين أن النظرية لم تطبق بعد لمدة كافية.

2-         الإشكال التأسيسي: فهناك علامات استفهام حول بداية التأسيس والمؤسسين وعلاقاتهم المشبوهة بالدوائر الاستعمارية والارساليات التبشيرية، مثلاً حسين الرحال هو تلميذ أرسين كيدو الذي عمل مترجماً للغة الروسية لدى القوات البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى، ثم عاد عام 1920 إلى بغداد ليتولى منصب القنصل الروسي العام. ويوسف سلمان (فهد) درس في مدرسة السريان بالبصرة ثم في مدرسة الإرسالية التبشيرية الأمريكية. وعمل كاتباً في معسكرات الجيش البريطاني في العراق. وعبد الله مسعود القريني التحق بالإرساليات التبشيرية الأمريكية بالبصرة. وكان متفوقاً مما حدا بالأب توماس رئيس الإرسالية الهولندية أن يشمله برعايته.

3-         الموقف من القضية الفلسطينية: إذ أيد الحزب الشيوعي العراقي قرار التقسيم عام 1948 حيث أصدرت اللجنة المركزية بياناً في 6 تموز 1948 . وقد جاء القرار متوافقاً مع السياسة السوفييتية تجاه القضية الفلسطينية. كما لا يخفى تأثير العناصر اليهودية في قيادة الحزب الشيوعي العراقي. ونشرت جريدة (القاعدة) / عدد آب 1948 ، وهي صحيفة الحزب المركزية مقالاً بعنوان (واجبات الديمقراطيين العرب) تقول فيه: على الديمقراطي العربي أن يتذكر بأن دولة إسرائيل دولة تحارب الاستعمار البريطاني وصنائعه وأذنابه . ولذا فإن من واجبه مساعدتها على الخروج من هذا المأزق الحرج بالتفاهم والتعاون مع المخلصين لدحر الاستعمار والرجعية معاً وتحرير جميع شعوب الشرق العربي.

أخر الأخبار