• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

سلطان هاشم ورفات مؤنفلينا

سلطان هاشم ورفات مؤنفلينا

  • 22-07-2020, 11:05
  • مقالات
  • 576 مشاهدة
د. بختيار شاويس


قبل أيام، توفي سلطان هاشم وزير الدفاع في النظام البائد، في سجن الحوت بمحافظة ذي قار، عن عمر ناهز الـ75 عاما، إثر اصابته بالسكتة القلبية.
هاشم، مدان الأمس في قضية الأنفال، وبطل اليوم لدى بعض القنوات الاعلامية وشاشات التلفاز، حيث حضر الآلاف مراسيم تشييعه في الموصل، فارق الحياة، ولم ينفذ حكم الاعدام الصادر بحقه.
حضور أفراد من عشيرة المتوفى وأقربائه في مراسيم التشييع طبيعي الى حد ما، ولكن ماهو غير طبيعي ويحتاج التوقف عنده، هو :
1- جعل سلطان هاشم المجرم بطلا من قبل بعض النواب والسياسيين والمسؤولين، والتحدث عن ماضيه بفخر واعتزاز ورثائه بالقصائد والكتابات، كما لم يقصر جيش من شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية المكشوفة والمظللة، في هذه العملية.
2- في مثل هذه المشاهد والأحداث التي يتحول فيها الجلاد الى ضحية، لن يبقى أي معنى للضحايا، فمن الآن وبدل أن نطالب الحكومة العراقية بإعادة رفات أمهاتنا وأخواتنا وإخواننا وأطفالنا المؤنفلين، المدفونة في صحاري عرعر ونقرة السلمان والسماوة وبقية مناطق جنوب العراق، يجب أن نقول: معذرة هؤلاء ليسوا أقاربنا وذوينا، بل هم مخربون ونحن متبرئون نهم ولا نعرفهم!!
3- حين يجعل من جلاد مثل سلطان هاشم شهيدا والحكومة تبقى متفرجة، ويعرّف بعض ن نواب البرلمان أحد جلادي النظام البعثي كرمز للبطولة، يتبين لنا أن الذي تغير بعد 2003 من النظام هو الوجوه فقط، وإلا فإن التفكير والعقلية البعثية نفسها هي الموجودة في بعض المواقع والمفاصل.
4- ومن جانب آخر فإن هذا يثبت الفشل الإداري والسياسي والاقتصادي للقوى المعارضة لنظام صدام الدموي التي هي الآن في سدة الحكم، وإلا كيف يفكر بعض الساسة بهذا الشكل، كما إن فساد الأحزاب المتنفذة هو الذي دفع جانبا من الرأي العام للأمل بعودة الصداميين.
5- حكمت المحكمة الجنائية العليا في العراق عام 2007 بالاعدام على سلطان هاشم، بتهمة جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، والآن على على تلك المحكمة أن تجيبنا، هل هي على حق أم الذين جعلوا من سلطان هاشم الآن بطلا أمامنا.
ختاما، إن لم يكن صدام حسين قد أعدم، فأنا متيقن أن هؤلاء السياسيين والنواب والمسؤولين والأبواق كانوا يمسكون بيده ويضعونه على كرسي الحكم في قصر السلام.، لأنه مع الأسف، يبدو أن المجتمع العراقي يرغب في مثل هذا النوع من الحكم. تماماً كما يقول كنعان مكية.

أخر الأخبار