انتفاضة شعبان 1991بداية سقوط الطاغية !!!

9-04-2020, 17:17
مقالات
550 مشاهدة

مشاركة عبر : عبدالامير الهماشي

صفحة من صفحات البطولة العراقية يراد لها ان تطمس او تشوه من ذاكرة العراق الحديث لاسباب عديدة تتراكم في النفوس ...
لم يكن المنتفضون انذاك يملكون الا هما واحدا التخلص من الاوضاع الماساوية التي انتجها نظام صدام حسين وادخالهم في محارق الحرب الواحدة تلو الاخرى ...
كانت هذه الانتفاضة والثورة الشعبية ثورة غضب ثورة جموع الشباب والشيب مدن بكاملها خرجت ترفض نظام تسلط بالقوة وما إن خفت هذه القوة حتى بدأ الناس التعبير عن ما يمتلوكه من خزين الرفض وحولوا قهر الى شعارات ورصاصات توجهت الى صور وجداريات راس النظام في كل شارع وساحة من ساحات المحافظات العراقية ...
لقد كان جُل رجال الانتفاضة هم من المواليد التي عول النظام عليها او ما يصطلح عليه انهم من جيل (الثورة)
الذي زرع فيه نظام البعث من الشعارات والتصورات صباحا ومساءً وعلى مدار الاربع وعشرين ساعة منذ نجاح انقلابهم المشؤوم سنة 1968 وتعاظمت هذه الامور بعد انقلاب صدام على حزب البعث سنة 1979ليتحول كل الاعلام العراقي الى تمجيد وحب للزعيم الاوحد والقائد الضرورة وبات العراقيون يصبحون ويمسون على صورته وبطولاته المزعومة .
وتبين بعد ذلك أن كل ماحاولت آلة النظام الاعلامية زرعه وكل ما حاولت آلة النظام الامنية من ان تطوع هذا الشعب وطبقاته ذهبت هباءً منثورا وتلاشت مع اول شعور من الجماهير بضعف هذا النظام وتفكك خيوط القوة التي اعتمد عليها ...
كانت هذه الانتفاضة او الثورة تعبيرا ودرسا ان الشعوب الحية ومنها الشعب العراقي لايمكن الا ان تعبر عن ارادتها وان طال الزمن فانها ستحطم القيود المفروضة وتقول كلمتها الفصل رفضا او قبولا
وكانت انتفاضة شعبان صفحة من صفحات البطولة والاباء التي اعاد بها الشعب ثقته بنفسه وكذب كل ماحاول النظام زرعه وتسويقه وانتهت مقولة (اذا قال صدام قال العراق) .
كانت الانتفاضة رسالة تاريخية لكل من اوهمته الدراسات والتقارير بانتهاء عهد الثورات والتي تبجح بها راس النظام حينما خطب في الناس (انتهى عهد الثورات !!!)وكانت ردا عمليا واضحا لكل العالم ان شعب العراق حي وانت سكت زمنا فهذا لايعني موته
وكان يمكن لهذه الثورة ان تستمر في نجاحها ولكن قضية الحكم في العراق لم تعد شأنا محليا فمنذ تعهد نظام صدام حسبن بالحرب وكالة عن الغرب والولايات المتحدة مع ايران التي استمرت ثمان سنين كان هذا النظام محميا من كل محاولات الانقلاب ولهذا كشفت وكالات المخابرات العالمية الكثير من المحاولات الانقلابية وان كانت من داخل الحزب او قادة الجيش حتى وصلت لدى بعض الناس حالة من الياس بالتخلص من هذا الكابوس ..
ولهذا كانت عوامل اجهاض الانتفاضة متوفرة دوليا مع وجود قوات التحالف القريبة من الحدود العراق التي سهلت للنظام استخدام مروحياته واسلحته الاخرى التي حرمته دوليا من استخدامه ضدهاسمحت له باستخدامها ضد الشعب العراقي المنتفض الذي رفع الشعار الاسلامي وكانت عنوانا لانتفاضته وهو ما يعني ذهاب كل ما عملت له طوال السنين الماضية ولهذا كان بقاء صدام حسين ضرورة لها فهو الغطاء المانع لاي توجه مغاير لما خططت له منذ منتصف القرن الماضي ..
كان العامل الاقليمي والدولي سببا في افشال الثورة العراقية وهذا الامر قد لاتكفي ان نقول في كلمتين موجزتين وانما بحاجة الى مناقشة تفاصيل وجزئيات
داخلية واقليمية وقراءة للقرارات الدولية والخارطة السياسية العالمية لنستطيع ان نكشف المستور
لان (الجريمة) التي اجهضت هذه الثورة واضحة ولكن ادواتها و وتفاصيلها لم تعرف بعد وهي بحاجة الى توثيق موضوعي لتكشف كل ملابسات ذلك والاهم ان تناقش بعقلية المفتش عن الحقيقة ..
وكل ما استطيع قوله ان هذه الانتفاضة هي التي هدت اركان النظام وكسرت حاجز الخوف وكشفت للعالم انفصال هذا النظام عن الشعب وبهذا اصبح اسقاطه امرا مكفولا للزمن ليس الا وكانت بداية السقوط
ولايمكن الا ان نقول ان انتفاضة الخامس عشر من شعبان هي صفحة مشرقة من صفحات تاريخ العراق الحديث كتبت احرفها بدماء الشباب العراقي الذي قال كلا للظلم وكلا للطغاة
وان الشعب العراقي حي مهما حاول الاخرون ان يطمسوا حقيقته
والسلام على العراق
والسلام على المنتفضين
والسلام على الشهداء الذين رووا بدمائهم ارض العراق وانبتوا زرعا ونخيلا شامخا سيبقى واقفا لاينحني ..