الإرهاب الفكري الإلكتروني
"Today News": بغداد
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يعد الإرهاب في عصرنا الحديث يقتصر على العنف المادي واستخدام السلاح، بل أصبح يتسلل إلى العقول عبر الفضاء الإلكتروني، محاولًا فرض هيمنة فكرية وصناعة وعي زائف يخدم مصالح قوى الاستكبار العالمي. إنه إرهاب ناعم غير مرئي، يستهدف تغيير البُنى الفكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية للمجتمعات، ويمهّد لتمرير أجندات خادعة تحت عناوين مضللة.
الإرهاب الفكري الإلكتروني:
————————————
يقصد به استغلال الوسائل الرقمية في نشر الأفكار المتطرفة والمفاهيم المضللة، وبث الفتنة والتفرقة داخل المجتمعات.
ومن أبرز مظاهره:
———————
•نشر الأفكار المنحرفة وتحريف المفاهيم الدينية والسياسية.
•التحريض على العنف وخطابات الكراهية.
•تشويه صورة الأديان والمذاهب.
•إثارة الطائفية والعنصرية وضرب النسيج الاجتماعي.
•تجنيد الشباب عبر منصات التواصل باستخدام أساليب عاطفية وفكرية مضللة.
أدواته:
——-
•مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت المنصة الأوسع انتشارًا.
•المحتوى الرقمي بمختلف أشكاله (فيديو، مقالات، رسائل).
•وسائل الإعلام التي قد تُستغل لخدمة هذه الأجندات.
•أدوات التأثير الأخرى التي توظَّف لنشر خطاب التطرف.
سبل المواجهة:
——————
•التوعية وتنمية التفكير النقدي لدى الشباب.
•تعزيز الحوار المفتوح داخل الأسرة والمجتمع.
•دعم الإعلام الإيجابي الذي يبرز قيم التسامح والتعايش.
•تشريع القوانين الرادعة التي تجرّم الاستخدام الإرهابي للتقنيات الرقمية.
أشكال الإرهاب الفكري عبر التاريخ والمعاصرة:
———————————
1.العنصرية: كما حدث في سياسات الفصل العنصري بجنوب إفريقيا والولايات المتحدة.
2.التكفير: الذي استغلته جماعات متطرفة مثل “داعش” لإقصاء الآخر.
3.الطائفية: التعصب المذهبي وحرمان الآخر من ممارسة شعائره.
4.انتهاك حقوق الإنسان: من العبودية وأسرى الحروب إلى العنف المبرر فكريًا.
5.انتهاك حقوق المرأة: بحرمانها من التعليم أو المشاركة السياسية والاجتماعية.
6.الحكم الاستبدادي: قمع المعارضة وإقصاء الفكر لضمان بقاء السلطة.
خطورته على المجتمع:
—————————-
الإرهاب الفكري هو الأرضية التي ينبت منها الإرهاب المادي، فهو يشرعن العنف والتهميش باسم الدين أو العرق أو المذهب، ويهدد وحدة المجتمع، ويقوّض أسس الدولة الحديثة القائمة على الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
الخلاصة:
———
أكد الدكتور الحلي أن مواجهة الإرهاب الفكري تتطلب تضافر الجهود الفكرية والدينية والإعلامية والقانونية والسياسية، إلى جانب الدور التربوي للأسرة والمدرسة والجامعة. فالمعركة الحقيقية تبدأ من العقل، وحين نحصّن الفكر ضد خطاب الكراهية والتعصب، نقطع الطريق على كل أشكال الإرهاب الأخرى.
فمن يملك العقل الواعي والملتزم يملك المستقبل،
ومَن يحصّن الفكر وقيم العقيدة يقطع الطريق على التطرف والإرهاب.
29-09-2025, 13:51 اعلام عبري يسلط الأضواء على وسيط "خفي" تنقّل بين طهران وبغداد وأربيل لتحرير تسوركوف
27-09-2025, 13:40 80% من عراقيي الهول اصبحوا في العراق
اليوم, 14:12 الإرهاب الفكري الإلكتروني
د. وليد الحلي22-09-2025, 10:17 موقع العراق الجيوسياسي في معادلة الأمن الإقليمي
إبراهيم العبادي20-09-2025, 15:51 تبلور معادلة أمنية خليجية جديدةو تحالفات خارج المظلة الأميركية
د.رعدهادي جبارة18-09-2025, 16:21 نصرة غزة لا تستلزم طعن أمة العرب
د.رعدهادي جبارة