• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

اعلام عبري يسلط الأضواء على وسيط "خفي" تنقّل بين طهران وبغداد وأربيل لتحرير تسوركوف

اعلام عبري يسلط الأضواء على وسيط "خفي" تنقّل بين طهران وبغداد وأربيل لتحرير تسوركوف

  • اليوم, 13:51
  • تقاير ومقابلات
  • 13 مشاهدة
"Today News": متابعة 


تكشف قضية خطف وإطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، الحاملة للجنسية الروسية أيضاً، عن خيوط غير معروفة تداخلت في قضيتها، بما في ذلك وجود وسيط آيسلندي لم تسلط عليه الأضواء سابقاً، لكنه نجح في تسخير اتصالاته وعلاقاته والمثابرة، بالإضافة إلى جنسيته المحايدة، للمساهمة في تحريرها، برغم التعقيدات العراقية الداخلية، والتوترات الإقليمية والحرب، والتي أدت إلى تأخير الإفراج عنها، إلى أن جاء الانفراج الأساسي من أربيل.

وجاء ذلك في تقرير لصحيفة "تايمز اوف إسرائيل" ، وقد تناولت فيه جوانب لم تكن معروفة من قبل تحيط بقضية تسوركوف التي خُطفت في العراق عام 2023، وأُطلق سراحها مؤخراً، بينما شاركت مجموعة متنوعة من المسؤولين والمنظمات في جهود إطلاق سراحها، من قبضة من يُعتقد أنهم من كتائب حزب الله، في حين جاءت المساعدة من مكان بعيد وغير محتمل، هو آيسلندا.

وأوضح تقرير الصحيفة الإسرائيلية أن بيرجير ثورارينسون، وهو برلماني آيسلندي سابق ورئيس لجنة الشؤون السياسية والأمنية في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، زار العراق وإيران للمساعدة في إطلاق تسوركوف، وقام بدور رئيسي في إقناع الميليشيا المدعومة من إيران بالتخلي عن الفدية الكبيرة التي كانت تطالب بها، وهو تطور وصفه بأنه كان "اختراقاً".

لقاء الصدفة

وأشار التقرير إلى أن ثورارينسون التقى بشقيقة إليزابيث، إيما، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن في نيسان/أبريل 2023، عندما قاطعت رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال جلسة لمعهد "المجلس الأطلسي" الأمريكي، منتقدة إياه لأنه لم يبذل جهداً كافياً لتأمين إطلاق سراح أختها المخطوفة، وصاحت وقتها قائلة: "إنها محتجزة كرهينة في بلدك، وأنت لا تفعل شيئاً لإنقاذها. ولا يمكنك، لأنهم (كتائب حزب الله) شركاء في حكومتك.. وهم موظفون في الحكومة العراقية، ويجب أن تشعر بالعار لأنك لا تفعل شيئاً لمساعدتها وإنقاذها". وتابعت إيما قائلة بوجه السوداني: "إنها بريئة وأنت تعرف ذلك".

ولفت التقرير إلى أن ثورارينسون لجأ إلى أورلي ناشيتز، القنصل الفخري لآيسلندا في تل أبيب، لإقامة اتصال مع إيما.

ونقل التقرير عن ثورارينسون قوله بأسف إن إسرائيل فشلت في وضع كل قوتها لدعم الجهود، والولايات المتحدة كانت أكثر اهتماماً بهذه القضية من الإسرائيليين، مشيراً إلى أنه عرض على إيما المساعدة خلال مكالمة فيديو، حيث لفت إلى أن لديه اتصالات حكومية في إيران من عمله السابق مع مجلس أوروبا بشأن اللاجئين الأفغان في إيران.

وبحسب التقرير، فإن إيما وافقت على تدخله، وجرى ترتيب مكالمة مع ميكي بيرغمان، المدير التنفيذي لمنظمة "غلوبال ريتش"، وهي منظمة أمريكية خاصة تساعد في إعادة الرهائن والسجناء السياسيين، بينما كان يتم الإعداد لترتيب زيارة إلى إيران.

وتابع التقرير أن ثورارينسون التقى في تموز/يوليو 2024 بالسفير الإيراني لدى أوسلو (النرويج) علي رضا يوسف، الذي بدوره رتب اتصالات في طهران، ووجه دعوة لثورارينسون لحضور مراسم تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان في البرلمان الإيراني في 30 تموز/يوليو من ذلك العام.

ولفت التقرير إلى أن ثورارينسون التقى قبل يومين من المراسم نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية إبراهيم عزيزي، ونائب الوزير ومدير الشؤون الأوروبية السفير ماجد أحمد آبادي، الذي بدوره عرض ترتيب اجتماع متابعة مع مبعوث إيران إلى العراق في بغداد.

ونوّه التقرير إلى أن ثورارينسون التقى خلال وجوده في طهران، بالسوداني ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، لمناقشة القضية معهما، وأجرى ترتيبات لمناقشتها بعمق عندما يزور بغداد. ونقل التقرير عن ثورارينسون قوله إنه "خلال هذه الاتصالات الأولية، تبلّغت أن إليزابيث لا تزال على قيد الحياة".

لكن التقرير أشار إلى أنه بينما كان ثورارينسون يستعد لمغادرة طهران في اليوم التالي لمراسم التنصيب، هزّ انفجار دار ضيافة الحرس الثوري الإسلامي في العاصمة الإيرانية، حيث اغتالت إسرائيل زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.

ولهذا، وبسبب هذه الضربة، لفت ثورارينسون إلى أن الاجتماع المقرر في بغداد لم يُعقد.

إلا أن الوسيط الآيسلندي، بحسب التقرير، مضى قدماً في جهوده، ونظم وفداً برلمانياً لزيارة العراق في الشهر التالي، مع نواب من إسبانيا وقبرص وبريطانيا، لإثارة قضية تسوركوف مع المسؤولين العراقيين.

ومجدداً، قال التقرير إن الحرب وقفت في وجه هذه الجهود، بعدما صعّدت إسرائيل بشكل كبير معركتها ضد حزب الله اللبناني في أيلول/سبتمبر 2024، من خلال تفجير الآلاف من أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكي، وبدأت بغزو جنوب لبنان، وقتلت الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله.

ثم أُلغيت زيارة البعثة البرلمانية الأوروبية إلى بغداد. إلا أن التقرير لفت إلى أن ثورارينسون التقى مع إيما مرة أخرى في تشرين الثاني/نوفمبر في مدينة لاس فيغاس، وظل الاثنان على تواصل خلال الشهور اللاحقة.

الاجتماع الرئيسي

وذكر التقرير الإسرائيلي أن اختراق ثورارينسون تحقق في نيسان/أبريل 2025، وذلك خلال إفطار في أربيل، حيث التقى الوسيط الآيسلندي غسان ساكا، وهو ناشط عراقي كندي يتمتع بعلاقات سياسية عميقة في العراق، وقد اصطحبه ساكا للقاء أحد مستشاري السيد عمار الحكيم، ثم رتب الاجتماع في بغداد في شهر أيار/مايو واستمر 70 دقيقة، حيث أثار ثورارينسون أمام الحكيم طلب كتائب حزب الله الحصول على فدية بقيمة 200 مليون دولار، والذي اعتبره مبلغاً غير معقول.

ونقل التقرير عن ثورارينسون إشارته إلى الحكيم، الذي "أكد لنا التزامه بمعالجة القضية، ولفت إلى أنه سيثير المسألة مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في الليلة نفسها".

وبحسب ما كتبه ثورارينسون في مذكراته حول تلك الأحداث، فإن عمار الحكيم اعتبر أن "القضية هي مسألة أمن قومي للعراق، وأن العراقيين يشعرون بالقلق من أن يكون لها تأثير سلبي على إعادة بناء دولة العراق، حيث تُحتجز إليزابيث منذ فترة طويلة. وهي تؤثر على الاقتصاد العراقي وتوجه رسالة سلبية إلى الزوار الذين يرغبون في المجيء إلى العراق".

وبحسب التقرير، فإن عمار الحكيم أشار أيضاً إلى أن أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عقدت عملية تحرير تسوركوف، وأنه "كان من الممكن أن تُحل بسرعة" لولا هجوم حماس والاشتباك الذي جرى لاحقاً مع لبنان.

وبحسب التقرير أيضاً، فإن عمار الحكيم أبلغ ثورارينسون أن الولايات المتحدة "استجابت بشكل إيجابي" لمطلب كتائب حزب الله بتبادل السجناء الذي يشمل سجناء لبنانيين وفلسطينيين، لكنها رفضت فكرة دفع فدية. ونقل التقرير عن ثورارينسون قوله إن الاجتماع كان "مفيداً للحل النهائي".

ونقل التقرير عن ثورارينسون قوله إن عمار الحكيم اعتبر أن المفاوضين الأمريكيين ارتكبوا خطأ بالتهديد "بحرق العراق" إذا لم يتم إطلاق سراح تسوركوف في غضون 48 ساعة.

وقال ثورارينسون نفسه إنه "كان هذا خطأ فادحاً من جانب الوفد الأمريكي، وكان من الواضح أن السيد الحكيم كان منزعجاً للغاية، وأعتقد أن هذا أدى إلى تأخير عدة أشهر في إطلاق سراحها".

ونوّه التقرير إلى أن ثورارينسون عقد اجتماعاً أيضاً مع زعيم حركة بابليون ريان الكلداني، الذي تفرض عليه الولايات المتحدة عقوبات، وهو حليف لزعيم كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس، الذي قتلته الولايات المتحدة في العام 2020، وأنه بالرغم من ذلك، فإن الكلداني قدم نصيحة لثورارينسون، بإشارته إلى أن إيران تتمتع بالتأثير على هذه القضية، وقال للوسيط الآيسلندي إن خطف امرأة ليس شيئاً محترماً، وإن الأمور لم تكن تجري بهذا الشكل في السابق.

وتابع التقرير أن الكلداني أبلغ ثورارينسون أن "الولايات المتحدة مهتمة بهذه القضية أكثر من الإسرائيليين. نحن بحاجة إلى أطراف فاعلة جادة لتسوية هذا الأمر". كما لفت القيادي المسيحي العراقي إلى أهمية التواصل مع دولة الإمارات العربية المتحدة لإنشاء فريق تفاوض من طرف ثالث.

الاختراق

وذكر التقرير أنه في 5 أيار/مايو الماضي، أبلغ مستشار الحكيم ثورارينسون أن السيد عمار الحكيم أقنع كتائب حزب الله بالتنازل تماماً عن مطالبها بالفدية الكبيرة. ونقل التقرير عن ثورارينسون قوله إن "ذلك الاجتماع كان نجاحاً كبيراً"، مشيراً إلى أن "هذا كان تطوراً غير متوقع، إلا أنه حاسم، حيث إنه بدون التنازل (عن الفدية)، أعتقد أن الإفراج لم يكن ممكناً، إذ رفضت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل رفضاً قاطعاً دفعه. لذلك كان هذا هو الاختراق".

وختم التقرير بالإشارة إلى أن نتيجة مطالبة كتائب حزب الله بتبادل السجناء لا تزال غير واضحة. كما لفت إلى أن آخر دور قام به ثورارينسون كان في 28 آب/أغسطس، عندما اتصلت به إيما للتشاور معه حول تبادل محتمل للسجناء من شأنه أن يحرر إليزابيث تسوركوف، والتي نقلها إلى عمار الحكيم، ثم في 9 أيلول/سبتمبر، أي بعد 903 أيام في الأسر، تم إطلاق سراحها، حيث تم إحضارها إلى موقع في بغداد، وتُركت هناك بمفردها لمدة 4 ساعات تقريباً حتى جاء المسؤولون العراقيون، الذين قيل لهم أين هي، لاصطحابها، ثم جرى نقلها إلى السفارة الأمريكية في بغداد، ثم إلى اليونان، ثم إلى إسرائيل.

وبحسب ثورارينسون، فإنه يعتقد أن جنسيته سمحت له بلعب دور فعّال، موضحاً بالقول: "أنا أؤمن بموقفي وشخصيتي كآيسلندي، من بلد ليس لديه أعداء، لعب دوراً مهماً جداً في تمكين الإجراءات والحوار. لذلك، هذه الخلفية المحايدة هي التي سمحت لي بالعمل دون شك أو هدف سياسي".

أخر الأخبار