كشفت منظمة "الجبايش" للسياحة البيئية، يوم الخميس، عن تدمير العديد من المواقع السياحية في الأهوار بسبب موجات الجفاف، وفقدان السياحة في تلك المناطق، داعية إلى تدخل حكومي عاجل لإنقاذ السياحة البيئية.
وقالت المنظمة في بيان لها ، إن "أهوار الجبايش تشهد في الآونة الأخيرة تداعيات خطيرة نتيجة موجات الجفاف المتكررة، إذ تعرضت المشاريع السياحية والأنشطة الترفيهية المرتبطة بالسباحة والاستجمام إلى خسائر جسيمة، أدت إلى تدمير العديد من المواقع السياحية وفقدان موارد دخل أساسية لأصحاب المهن".
وأضافت "كما ساهمت الظروف المناخية الصعبة وانحسار السياح القادمين إلى الأهوار في تفاقم الأزمة، في ظل غياب واضح لبرامج الدعم المؤسسي من قبل الجهات المعنية".
وأكدت المنظمة على "ضرورة إجراء تقييم علمي شامل للخسائر التي لحقت بالمشاريع السياحية في الأهوار، وفق معايير واضحة تستند إلى مؤشرات بيئية واقتصادية واجتماعية".
ودعت إلى "توفير برامج دعم عاجلة لأصحاب المشاريع السياحية المتضررة، لضمان استمرارية عملها وعدم خروجها من الخدمة، وإعداد خطة إستراتيجية وطنية تعالج تأثيرات التغيرات المناخية على السياحة البيئية، وتضع حلولاً عملية لتعزيز صمود المجتمعات المحلية وحماية الإرث الطبيعي والثقافي للأهوار".
وبينت أن "استمرار غياب الدعم سيؤدي إلى تداعيات كارثية على مستقبل السياحة البيئية في الأهوار، ويُفقد العراق فرصاً ثمينة لجذب المستثمرين والشركاء الدوليين"، متابعة: "إننا نؤمن بأن معالجة هذه الأزمة تتطلب تعاونًا مؤسسيًا عاجلًا يجمع بين وزارتي السياحة والبيئة، والحكومات المحلية، ومنظمات المجتمع المدني".
وطالبت المنظمة، رئيس الوزراء ووزير السياحة، بـ"ضرورة التدخل الفوري لإنقاذ السياحة البيئية في أهوار الجبايش، بما ينسجم مع التزامات العراق في مجال حماية التنوع الأحيائي والحفاظ على المواقع المدرجة ضمن التراث العالمي لليونسكو".
ويواجه العراق منذ سنوات أزمة جفاف متفاقمة، تُعد من أخطر التحديات البيئية في تاريخه الحديث، نتيجة التغير المناخي وانخفاض معدلات الأمطار، إضافة إلى التراجع الكبير في واردات المياه من دول المنبع مثل تركيا وإيران.
وأدت هذه العوامل إلى تقلص المساحات المزروعة، وتزايد التصحر، وتضرر الأمن الغذائي، ما أثر بشكل مباشر على معيشة ملايين العراقيين، خصوصاً في المناطق الزراعية والريفية.
وبالتوازي مع الجفاف، يعاني العراق من نقص حاد في الخزين المائي داخل السدود والخزانات، حيث تراجعت المستويات إلى ما دون المعدلات الآمنة.