رئيس وزراء باكستان : "الهند ارتكبت خطأ جسيما وسننتقم لكل قطرة دم"
- أمس, 21:33
- عربي ودولي
- 15 مشاهدة
"Today News":
قال رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، خلال "كلمة موجهة للأمة"، إن الهند ارتكبت خطأً الليلة الماضية بشن غارات "جبانة" على باكستان، وقال: "عليهم أن يدفعوا الثمن".
وأضاف أن الهند ربما ظنت أن باكستان ستتراجع، لكنها "نسيت أن هذه دولة تعرف كيف تقاتل من أجل ترابها".
وأكد شريف أن القوات الجوية "دافعت عن نفسها" - في إشارة إلى ادعاء باكستان إسقاط طائرات هندية، وهو ما لم تؤكده دلهي - وهو يقول إنه "رد من جانبنا عليهم".
واتعرض شريف حصيلة قتلى القصف الهندي الذي أسفر عن مقتل 26 شخصاً وإصابة 46 آخرين، بينهم نساء وأطفال، وفق قوله.
كشمير: لماذا تتقاتل باكستان والهند على هذا الإقليم؟
وتوعد شريف الهند: "أعدكم بأننا سننتقم لكل قطرة دم من هؤلاء الضحايا".
وبيّن شريف أن "قتالاً متواصلاً" دار على خط السيطرة - الحدود الفعلية بين الهند وباكستان - "حيث قاتل الجيش، مظهراً شجاعته".
وكشف أن الهجوم المميت الذي وقع في باهالغام الشهر الماضي "لا علاقة له" بباكستان، وإنها "اتُهمت لأسباب خاطئة".ويقول: "طلبنا إجراء تحقيق"، قبل أن يتهم الهند بمعارضة الطلب وتجاهله.
وختم خطابه بالقول إنه من أجل سلامة البلاد، "نحتاج إلى شجاعة الشعب الباكستاني".
أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن قلقه إزاء التصعيد العسكري الأخير بين الهند وباكستان، قائلاً: "نأمل أن يتوقفوا الآن، ونريد أن نرى حلاً سلمياً لهذا النزاع".
وأضاف ترامب: "إذا استطعت المساعدة في تحقيق ذلك، سأكون هناك"، فيما يبدو أنه استعداد للوساطة بين الجانبين إذا لزم الأمر.
فيما أكدت الحكومة البريطانية، الأربعاء، أنها "مستعدة" للتدخل "لخفض التصعيد" بين الهند وباكستان، في حين أدى قصفٌ متبادل بين الدولتين إلى مقتل 38 شخصاً على الأقل، في أخطر مواجهة بين الجارتين منذ عقدين.
وقال وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز لبي بي سي، "نحن مستعدون وقادرون على القيام بأي شيء يتعلق بالحوار وخفض التصعيد".
بدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، إنها تشعر بقلق بالغ إزاء الصدام العسكري بين الهند وباكستان، مضيفة أنها تدعو البلدين إلى ضبط النفس.
وقالت روسيا، التي تربطها علاقات طيبة بكل من الهند وباكستان، في بيان نُشر على موقع وزارة الخارجية إنها تندد بكافة أشكال "الإرهاب".
في تصريحات خاصة لبي بي سي، أعرب وزير الإعلام الباكستاني، عطاء الله تارار، عن استنكار باكستان للضربات الهندية، قائلاً: "لقد تجاوزوا حدودنا" - وأكد أن باكستان سترد بشكل متبادل على الهجوم الهندي، كما كرر ما ذكره المتحدث العسكري حول الضربات الانتقامية.
وتبادلت الهند وباكستان القصف عبر الحدود فجر الأربعاء، في تصعيد جديد للتوتر بين الجارتين النوويتين، إذ أعلنت إسلام آباد ارتفاع عدد قتلى القصف الصاروخي الهندي إلى 26، فيما أعلن الجيش الهندي مقتل 12 مدنياً في القصف الباكستاني، بينما توعد الجيش الباكستاني بردٍ واسع على الضربات.
وعلّق الجيش الهندي في منشور على منصة إكس: "تم تحقيق العدالة"، أرفقه بصورة تحمل اسم "عملية سيندور".
وكشف الجيش الباكستاني، الأربعاء، أن الضربات الهندية ألحقت أضراراً بسدٍ باكستاني لتوليد الكهرباء في كشمير، فيما قام بدروه بإسقاط خمس طائرات هندية في المجال الجوي الهندي بينها ثلاث من طراز رافال فرنسية الصنع، بعد سلسلة ضربات هندية على الأراضي الباكستانية.
وقال الناطق باسم الجيش اللفتنانت جنرال أحمد شودري إن الهند استهدفت "سد نيلوم جيلوم للطاقة الكهرومائية" القريب من الحدود التي تقسم كشمير المتنازع عليه إلى شطرين ... وأسقط الجيش الباكستاني خمس طائرات مطاردة ومسيّرة قتالية للرد على العدو والدفاع عن النفس".
وأوضح أن الطائرات هي "ثلاث طائرات رافال وواحدة من طراز ميغ-29 وأخرى من طراز أس يو".
وقال الجيش الهندي، الأربعاء، إن "المعسكرات الإرهابية التسعة" التي استُهدفت بصواريخ هندية الثلاثاء ليلاً في باكستان ردّاً على اعتداء 22 نيسان/أبريل في كشمير الهندية - قد "دُمّرت".
وقالت الناطقة باسم الجيش اللفتاننت كولونيل فيوميكا سينغ "استهدفت تسعة معسكرات إرهابية ودُمرت"، موضحة أن الأهداف "اختيرت لتجنب أي أضرار للمنشآت المدنية ووقوع خسائر بشرية".
"أهداف الهند كانت دقيقة"
عقد وزير الخارجية الهندي فيكرام مصري، إلى جانب العقيد صوفيا قريشي وقائدة الجناح فيوميكا سينغ، مؤتمراً صحفياً في أعقاب الضربات العسكرية الهندية على باكستان، في نيودلهي، الهند، في 7 مايو 2025. رويترز/بريانشو سينغ
Reuters
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في أن يتوقف القتال بين الهند وباكستان "سريعاً جداً"، في تعليق على التوترات المتصاعدة بين الجارتين النوويتين في جنوب آسيا.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضوي "إنه لَأمرٌ مؤسف. كما تعلمون، لقد كانوا يتقاتلون لعقود وقرون عديدة. في الواقع، إذا ما فكّرتم في الأمر حقاً، آمل فحسب أن يتوقف هذا الأمر سريعاً جداً".
هذا وأبلغ مستشار الأمن القومي الهندي، أجيت دوفال، وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بالضربات التي شنّتها بلاده ضدّ جارتها باكستان، بعد حصولها، وفق ما أعلنت السفارة الهندية في واشنطن الثلاثاء.
وقالت السفارة في بيان إن "أفعال الهند كانت مركّزة ودقيقة"، مضيفة أن روبيو الذي يشغل حالياً منصب القائم بأعمال مستشار الأمن القومي الأمريكي، أُطلع على "الإجراءات المتخذة".
في السياق، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أن "العالم لا يمكنه تحمّل مواجهة عسكرية" بين الهند وباكستان.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان إن غوتيريش يبدي "قلقه البالغ" إزاء التصعيد الراهن، و"يدعو كلا البلدين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس العسكري".
"دويُّ انفجار قويّ"
تفيد الاستخبارات الهندية بأن أحد المواقع التي استهدفها الجيش الهندي خلال الليل وهو مسجد سبهان في باهاوالبور في بنجاب الباكستانية، على ارتباط بجماعات قريبة من حركة عسكر طيبة الإسلامية.
وتتهم الهند هذه الجماعة التي يشتبه بأنها تقف وراء الهجمات التي أودت بحياة 166 شخصاً في بومباي في 2008 بشن هجوم 22 نيسان/أبريل.
في بنجاب الباكستانية، روى محمد خورام أحد سكان مدينة موريدك التي طالها القصف أيضاً لوكالة فرانس برس، أنه سمع "دوي انفجار قوي غريب جداً".
وأضاف "شعرت بخوف كبير، كما لو أن زلزالاً ضرب. ومن ثم أتى صاروخ تلاه آخر بعد دقيقة ومن ثم ثلاثة أو أربعة صواريخ في الدقائق الثلاث أو الأربع التالية".
ورحب مارة في شوارع نيودلهي بالرد الهندي..
وقال راجاكومار إن رئيس الوزراء ناريندرا مودي "انتقم لقتلى" هجوم 22 نيسان/أبريل.
وتظاهر نحو 200 باكستاني صباح الأربعاء في مدينة حيدر آباد الجنوبية وأحرقوا أعلاماً هندية وصوراً لمودي.
وقال محمد مدسر أحد سكان مدينة كراتشي الباكستانية "يجب علينا الرد. نحن فخورون بجيشنا الذي رد خلال الليل. ما دامت الهند تتصرف على هذا النحو فسنستمر في القتال".
ورأى المحلل برافين دونتي من مركز الدراسات "إنترناشونال كرايسيس غروب" أن "مستوى التصعيد تجاوز الأزمة الأخيرة في 2019، مع تداعيات رهيبة محتملة".
حرب المياه
ضربت نيودلهي في تلك السنة الأراضي الباكستانية بعد هجوم قاتل على موكب عسكري هندي في كشمير.
ويتوقع أن يزور نيودلهي الأربعاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي كان في إسلام آباد في مهمة وساطة.
ومساء الثلاثاء أعلن مودي أنه يريد تحويل مياه الأنهر التي تنبع في الهند وتعبر في باكستان، وهو تهديد يصعب تنفيذه على المدى القصير، بحسب خبراء.
وعلّقت الهند مشاركتها في اتفاقية لتقاسم المياه وقعت بين البلدين في 1960.
والثلاثاء، اتهمت باكستان الهند بتعديل منسوب نهر شيناب الذي يعبرها قادماً من الهند.
الأمن الغذائي
حذرت ماليزيا، الأربعاء، من أن التوترات بين الهند وباكستان قد تؤدي إلى تعطيل واردات الأرز إلى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا والتي تعتمد عليها بشكل كبير، ما يحتم عليها البحث عن مصادر أخرى.
وقال وزير الزراعة والأمن الغذائي الماليزي محمد سابو إن نحو 40 في المئة من كمية الأرز التي تستوردها البلاد تأتي من الهند وباكستان.
وأضاف محمد لصحيفة "نيو ستريتس تايمز" المحلية أن "استقرارهما السياسي والاقتصادي أمر بالغ الأهمية للأمن الغذائي في ماليزيا".
وتابع، "في حال وقوع حرب أو توترات تؤثر على عمليات الموانئ أو البنى التحتية للتسليم، فقد تتعطل واردات الأرز إلى بلدنا".
وتزود الهند ماليزيا بالأرز الأبيض، في حين يأتي الأرز البسمتي من باكستان. والنوعان من المواد الغذائية الأساسية لمعظم سكان ماليزيا البالغ عددهم 34 مليون نسمة.
وقال سابو للصحيفة: "إذا تصاعد الوضع في تلك المنطقة، فمن المؤكد أن ذلك سيكون له تأثير مباشر علينا، خاصة فيما يتعلق بالأسعار واستمرارية الإمدادات".
عمليات الإنقاذ في باكستان جراء قصف هندي
سُمعت انفجارات ضخمة في وقت سابق الثلاثاء في مدينة مظفر آباد، في الشطر الباكستاني من كشمير، مما تسبب في حالة من الذعر والفوضى بين السكان المحليين. ووفقاً لشهادات بعض السكان الذين تحدثوا لبي بي سي، فقد عاشوا لحظات عصيبة إثر الهجوم.
وقال محمد وحيد، أحد سكان المنطقة المجاورة لمسجد بلال الذي ورد أنه كان من بين المواقع التي قُصفت، "كنت نائماً عندما هز الانفجار الأول منزلي. هرعت إلى الشوارع، فرأيت آخرين يفعلون الشيء نفسه. قبل أن نتمكن من استيعاب ما يحدث، سقط المزيد من الصواريخ، مما زاد من حالة الفوضى".
وأضاف وحيد أن العشرات من الأشخاص أُصيبوا في الهجوم ونُقلوا إلى مستشفى يبعد حوالي 25 كيلومتراً. وأشار إلى أن الأطفال كانوا يبكون، والنساء يركضن في كل مكان بحثاً عن الأمان، فيما كانت حالة من الرعب تسيطر على الجميع. وأكد أن الناس كانوا يفرون من منازلهم، وأن مشاعر الريبة كانت تغمر الجميع بسبب ما حدث.
وحيد، الذي أكد أن قوات الأمن كانت موجودة في مكان الحادث، أعرب عن استغرابه من استهداف المسجد، قائلاً: "كان مسجداً عادياً في الشارع نصلي فيه خمس مرات يومياً، ولم نرَ أي نشاط مشبوه حوله".
وتستمر السلطات بالتحقيق في ملابسات الهجوم، في حين يظل الوضع متوتراً في المنطقة.
ما الذي أدى إلى الضربات الهندية؟
جاءت الضربات الجوية التي نفذتها الهند رداً على هجوم مسلح دموي وقع في 22 أبريل/نيسان الماضي في بلدة باهالغام السياحية، الواقعة في الجزء الذي تديره الهند من إقليم كشمير. وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصاً، معظمهم من السيّاح.
وبحسب السلطات الهندية، فتح مسلحون النار على مجموعة من الزوار أثناء تواجدهم في منطقة بايساران، وهي مرج جبلي يقع على بُعد نحو خمسة كيلومترات من باهالغام. وقال بعض الناجين إن المسلحين "استهدفوا رجالاً من أتباع الديانة الهندوسية بشكل خاص".
في حين نفت باكستان أي علاقة لها بالهجوم، أكدت الشرطة الهندية أن اثنين من المشتبه بهم الأربعة في تنفيذ العملية يحملون الجنسية الباكستانية. ولا تزال قوات الأمن الهندية تواصل عمليات مطاردة المسلحين.
التصعيد لم يقتصر على الضربات الجوية، فقد أعلنت الهند وباكستان عن سلسلة من الإجراءات الانتقامية، شملت إغلاق بعض المعابر الحدودية وتعليق اتفاق لتقاسم مياه الأنهار. كما تبادل الجنود على الجانبين إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة في عدة نقاط حدودية.
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد تعهّد في وقت سابق بملاحقة منفّذي الهجوم "حتى أقاصي الأرض".