• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

فضائل الصيام في إحياء الإنسان

فضائل الصيام في إحياء الإنسان

  • 12-03-2024, 13:07
  • مقالات
  • 65 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 
إن الدعوة إلى الصيام في شهر رمضان المبارك هي دعوة إلى حياة أكمل وأسعد لإحياء الجسد والنفس والسلوك للفرد والمجتمع لحياة أفضل، ومنهجا لإحياء الضمائر، لتنشيط عزيمة النفس في وضع الغرائز الإنسانية تحت السيطرة، والابتعاد عن العادات والممارسات التي تكون بعيدة عن الخلق والقيم الإسلامية للحياة الكريمة التي تشير إليها الآية القرآنية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) الأنفال 24.

تشمل فضائل صيام شهر رمضان المبارك الجوانب الروحية والنفسية والصحية والاجتماعية، إذ يشترك العقل والجسد والمشاعر بالصيام في دورة تدريبية تعبوية لتقوية الإرادة الإيمانية والأخلاقية والسلوكية والفكرية وتنظيمها لصقل ملكة الالتزام في طاعة الله -عز وجل- في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الفضائل الروحية هي التي تقوي إطاعة الله خالقنا والتدريب في تربية النفس الإنسانية، وضبط شهواتها والتخلص من الذنوب والآثام والسير في طريق الصراط المستقيم والارتقاء إلى مرحلة التقوى في طاعة الله عز وجل،
 
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ- البقرة 183)،

للحصول على جزاء الصيام بالفوز الجنة والوقاية من عذاب نار جهنم، واستجابة الدعاء لقضاء الحوائج، ومضاعفة الأجر والثواب، وفي الحديث القدسي قال الله تعالى:
«كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي».
نقلا عن أمير المؤمنين علي (ع) قول رسول الله (ص:

( من صام شهر رمضان إيمانا واحتسابا، وكف سمعه وبصره ولسانه عن الناس قبل الله صومه، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأعطاه ثواب الصابرين).

دورة الصيام هي تمرين للتسليم إلى رب العالمين، وتقوية للإرادة الإيمانية والأخلاقية والفكرية والسياسية، ونهوض لمشاعر الرحمة الإنسانية، وتطبيب للنفوس التي تعرضت للأزمات، وضبط زمامها، وتهذيب لانفعالاتها، وتربية لجوارح الإنسان على عمل الخير واجتناب الشر، والامتناع من الحرام والتوجه إلى الحلال، فللعين صيام وللأذن صيام، ولليد صيام وللرِجل صيام، ولكل جارحة في الإنسان صيام.

كثيرة هي الفضائل الصحية عند الصوم  فمنها ما يقوي الجهاز العصبي في الدماغ؛ مما يؤثر في الغدد الصم، وعلى السلوك والانفعال النفسي، كما أنه يقوي المستوى الوظيفي لجهاز مناعة الجسم والقلب والجهاز الهضمي والتنفسي والتناسلي والبولي، وتُسْتَرْجَع نشاطات وحيوية الإنسان الجسمانية والنفسانية، وفتح الذهن ويقوي الإدراك، ومنها ما يعزز الصحة العقلية؛ لأن الصوم يجعل الدماغ أكثر مرونة وقدرة على التكيف، ويحسن المزاج والذاكرة.

ويشير العلماء إلى أن الحياة الصحية السوية تستوجب الصيام الذي يساعد على التكيف للعيش بأقل كمية من الغذاء وقت الشدة، كما أن الجهاز الهضمي يجدد أنسجته التالفة وحيويته وتوازن عمله، ويتخلص من السموم في الجسم بطرحها خارجا، كما يتخلص الإنسان من مخزون الحوامض الأمينية قبل تفككها وتلفها لفقدان حيويتها، وتعويضها في أثناء فترة الصيام، كما أن الصيام هو الدواء المهم لأمراض الدم والروماتزم وغيرها.
(قال الرسول محمد (ص): صوموا تصحوا).

يلتزم أكثر الصائمين بالامتناع من الأكل والشرب خلال فترة الصيام من دون التعمق أو الاستفادة من الآثار العقائدية والسلوكية والسياسية التي ينبغي أن تصاحب عملية الصوم. وهذا يعني أن الجوع ليس هدفا وكذلك بقية الممنوعات في أثناء الصوم.

إن إجراء تغيير الإنسان لنفسه في شهر رمضان أفضل من بقية الشهور؛ لأن أيادي الشياطين مغلولة بالقيود، ولهذا فإن مناخات المراجعة للإنسان بقصد التغيير تكون ملائمة وهي أسهل من الأشهر الأخرى.

       وليد الحلي
1شهر رمضان 1445
  12 آذار 2024

أخر الأخبار