• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

معالم المنهج التغييري للسيد الشهيد الصدر

معالم المنهج التغييري للسيد الشهيد الصدر

  • 8-04-2024, 20:06
  • مقالات
  • 54 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 

       بسم الله الرحمن الرحيم    

تميز المنهج التغييري للمرجع آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر بأنه حمل هموم الأمة، أهتم بمعالجة قضاياها وذلك  بإصلاح الواقع السياسي والفكري والاقتصادي والاجتماعي.

طرح المشاريع والنظريات التي تحتاجها الأمة الإسلامية، فكتب نظريته الفلسفية الإسلامية التي ربط فيها بين العقل والدين والغيب الذي يتطلبه الدين، وأن الغيب يتجاوز العقل مهما كانت مفاهيمه وتصوراته.

اعتمدت نظريته التغييرية على شمولية التغيير الذي يشمل الإنسان والمجتمع والسلطة عبر تغيير الإنسان ليحمل القيم والمبادئ والسلوك الطيب ليقود مسيرة الإصلاح في المجتمع (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم - الرعد:11) من خلال توفر التربية العبادية لله في التعامل مع الأمور الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية، إضافة إلى إقامة الصلوات والصيام والعبادات الأخرى.

مبيناَ أن الدين الإسلامي أكد على ضرورة التزام الدولة بالدين وقيّمه الأخلاقية في التعامل، وعدم إغفال الدور الرباني، فالخالق خلق الإنسان وكرمه وأحسن خلقه، ووهبه العقل الذي ميزه عن بقية المخلوقات، وأَهّلَ الإنسان لكل الرعاية والاهتمام والقيادة للسير به على الطريق الذي يمكنه العيش بسلام وتعاون وتآخ في الدنيا والحصول على رضوان الله ونيل الجنة في الآخرة.

كما أكد الصدر على أن القيم الأخلاقية تطرح ضمن سلة واحدة مع القضايا الاقتصادية والمالية والاجتماعية والسياسية والعقائدية والفقهية وغيرها.

منبها إلى أن التشريعات الأخلاقية العالمية ينبغي أن تنص على الالتزام بمضامينها في الميادين العملية، وأن لا تكون سلاحا بيد القوي الذي يلتزم بقيمها المادية المصلحية  له فحسب.

مؤكدا  على  ضرورة توحيد صفوف الأمة الإسلامية ورصها وخاصة في وقت التحديات والأزمات، والابتعاد عن الطائفية والعنصرية، والمطالبة بتحقيق العدالة وحقوق الإنسان.

أما نظريته الحركية، فإنها امتازت بتبني الجوانب الموضوعية والثورية في التعامل مع الأحداث، والمستلهمة من القرآن الكريم وسيرة الرسول محمد (ص) والأئمة (ع).

وقد استندت نظريته الاستقرائية لإثبات وجود الله على منهج الدليل الاستقرائي أو العلمي للاستدلال على وجود الله من خلال البراهين التي قدمها في ضرورة الدين الذي فسّر البعث بعد الموت مجددا.

واعتمد في نظريته الاقتصادية الإسلامية على أن مرجعيتها هو الله، والإنسان بذهنيته وقيّمه وتطلعاته، وهي نظرية كلية وشمولية غير متجزئة، والملكية في الإسلام ليست للمجتمع وحده كما في النظام الاشتراكي ولا للفرد وحده كما في النظام الرأسمالي، وإنما يشترك فيها الفرد والمجتمع معا ضمن الرؤية الإسلامية الشمولية لقيم العدل.

فيما طرح بنظريته الاجتماعية- السياسية تفسيرا متكاملا للكون والمجتمع والإنسان والتاريخ. أنه لا ينكر تدخل الظروف الاجتماعية في التأثير في الإنسان والفكر الاجتماعي، لكن الإنسان هو العنصر الأساس في أي عملية تغيير، وليس وسائل الإنتاج أو نوع الملكية التي تغيره، وإن الإسلام يربط مبدأ الحرية بحدود القيم التي تحافظ على سلامة المسيرة البشرية.

وقد ارتكزت نظريته المالية للمصرف اللاربوي (دون أخذ الربا) ضمن مواصفات ربحية وتجارية للعمل المصرفي.

وتضمنت مشاريعه الكبرى عدة مساهمات مثمرة، فقد أنجز السيد الشهيد الصدر مشاريعه ومهامه بتعاونه مع كبار مراجع الدين والعلماء في تأسيس جماعة العلماء عام 1959 التي تصدت للدفاع عن الإسلام،
وصياغته مشروع تأسيس مؤسسة المرجعية الدينية الموضوعية الرشيدة والصالحة، لتكون مصدر قوة في توجيه الرأي في التحديات الداخلية والخارجية التي تجابه الأمة في جوانبها المتعددة.

فيما كان مشروعه السياسي هو تأسيس حزب الدعوة الإسلامية في عام  1957 مع مجموعة من العلماء والرساليين، لتنظيم العمل لتوعية الأمة بمهامها وتصديها للظلم والجور والاستبداد،.

كان تأثيره كبيرا في تغيير معادلات الصراع مع الطاغوت، وتحريم الانتماء لحزب البعث، وجواز التصدي بالطرق كلها لإسقاطه، والتي ساهمت بشكل فعال بإسقاط البعث وطغاته، فسقط الطاغية وحزبه في 9 نيسان عام 2003 في الذكرى السنوية (23) لشهادة المرجع السيد الصدر في 9 نيسان عام 1980.

نستذكر اليوم الذكرى السنوية (44) لاستشهاده مع أخته العالمة بنت الهدى، وإنذاره لحزب البعث وطاغيته عند قرارهم بإعدامه معلنا: (أن دمي يكلفكم نظامكم)، وواعدا أن لا مكان في العراق لحكام الجور والظلم من البعثيين وأشباههم بإذن الله، وأن الأمة الواعية هي المنتصرة بعون الله وتوفيقه، قائلا:
( ولكنّ الجماهير دائماً هي أقوى من الطغاة مهما تفرعن الطغاة، وقد تصبر ولكنّها لا تستسلم).

          الدكتور وليد الحلي
              الأمين العام
      مؤسسة حقوق الإنسان
             في العراق
        8  نيسان 2024

أخر الأخبار