• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

الموت يفرق الصديقات بلا وداع

الموت يفرق الصديقات بلا وداع

  • 7-04-2024, 14:01
  • مقالات
  • 97 مشاهدة
د. عطور الموسوي

"Today News": بغداد 
إيمان خريجة معهد الصحة العالي، الكائن في منطقة المنصور ببغداد، قد انتشرت مظاهر التدين بين طلبته وطالباته، فعلى الرغم من مضايقات إتحاد الطلبة البعثي إلا أن أغلب طالباته محجبات ..سهامه أخت الشهيد سمير مير غلام كانت معها في نفس المرحلة وقد إعتقلوها قبل امتحانات نصف السنة وكل عائلتها بعد حادثة المستنصرية وإستشهاد أخيها رميا بالرصاص أمام أنظار طلبة الجامعة زاعمين أنه حاول إغتيال طارق يوحنا عزيز نائب رئيس الوزراء وذلك يوم الاول من نيسان عام 1980.
وعن إعتقال سهامه تتذكر إيمان أنها كانت فتاة جميلة مهذبة هادئة الطباع، ولأن موقع سكناهما بنفس الإتجاه غالبا ما يجمعهما طريق العودة من المعهد الى البيت.
في نفس اليوم تجاذبتا أحاديث الإيمان حيث تلتقي الأرواح والقلوب النقية من درن الدنيا، وقضيتا وقتا مفيدا في مذاكرة كتيب الصبر للكاتب عامر سليم عساف .. بعدها استقلتا حافلة النقل العام ذات الطابقين آمنتان مطمئنتان وكل منهما تعتز بهذه الأخوة التي حباهما الله بها.. وعند وصولهما منطقة باب المعظم كانت الأوضاع مضطربة جدا .. أصوات سيارات الشرطة والإسعاف تضج بالمكان والناس في خوف وحيرة ..افترقتا على عجل كل باتجاه حافلة تقلها الى بيتها، ولم تدر سهامة أن أخاها سمير قد قتلوه غدرا وسالت دماءه على أرض جامعته المستنصرية .. ولم تدر أن أزلام سلطة البعث قد داهموا بيتهم وكمنوا لكل قادم ليعتقلوه على الفور، ولا يمكن للقلم أن يصف مشاعرها وهي ترى وجوههم المكفهرة تستقبلها بإشهار السلاح بوجهها البرئ ويسوقونها وأهلها الى جحيم دهاليزهم المظلمة..
لم تعرف إيمان شيئا عن زميلة درسها ولم تراها بعد تلك اللحظة إلا في الصفحة الأولى من جريدة الثورة وقد نشروا صور العائلة جميعا على أنهم عائلة مجرمة عميلة.. إنعكس ذلك سلبا على طالبات القسم واشتدت مضايقات إتحاد الطلبة وهددوا باعتقالهن جميعا كزميلتهن سهامه .. فلطالما أساءهم أن جميعهن لم ينتمين لحزبهم الجائر سواءا محجبات كن أم سافرات ..
عرف عن هذه الأسرة في المنطقة السمعة الطيبة وحسن الجوار، واذا بهم يقمعونهم جميعا بإخفاء قسري وبعد إقامة مريعة تحت سطوة الجلادين العتاة يقتلونهم جميعا بغض النظرعن كل اعتبار.. وبعد سقوط الطاغية صدام تبين أنهم أستشهدوا جميعا صغارا وكبارا، ولكن لا أحد يعلم.كيف أزهقت أرواحهم ؟ ولا أين دفنت أجسادهم ؟
بيت سهامه مير غلام صادرته السلطة البعثية وأحالته الى معتقل أمن الثورة، نعم البيت الذي ضم والدين مؤمنين ونشأ تحت سقفه أبناء وبنات تربوا على الهدى والعطاء صار مأوى للذئاب.. بيت المؤمنين حوله البعثيون الى مقرا لتعذيب المؤمنين وانتهاك حقوق الإنسان متجاهرين بالفسق وقد تجرأوا على الله ورسوله طاعة وخضوعا لفرعونهم صدام.
بيتهم الذي تقام به الصلاة ويتلى به كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار.. صار دهاليز قمعية تضّج بآهات المعذبين ونباح الجلادين.. تلّطخت جدرانه بدماء الأبرياء وهجرته الملائكة يوم تعاطى أزلام البعث فيه كل منكر واقترفوا كل الكبائر..

أخر الأخبار