• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

الفساد اخطر من داعش ... والفاسدون جبهة واحدة عابرة للمكونات

الفساد اخطر من داعش ... والفاسدون جبهة واحدة عابرة للمكونات

  • 23-03-2024, 12:33
  • مقالات
  • 45 مشاهدة
حافظ آل بشارة

"Today News": متابعة 

كلما تقدمت الحكومة خطوة في تنفيذ برنامجها المقر دستوريا ظهرت اسرار جديدة من ملحمة الفساد المتراكم الذي يعرقل عملها، الفساد بدأ لصيقا بتاريخ هذا البلد من ايام الدولة العثمانية الى اليوم، والفساد المالي هو وليد الفساد السياسي، وقمة الفساد السياسي تتجلى في الاستيلاء على السلطة بالغلبة والقهر، وهو النهج السائد في تاريخ العالم وهو الذي يتسبب باشعال الحروب واراقة الدماء. اما في العصر الديمقراطي فتوصف السلطة بانها ملك الشعب والحاكم منتدب بالانتخاب، وهذا النهج لم يقض على الفساد السياسي ولكنه قلل منه كثيرا، وعلى اثره تراجع الفساد في الدول الديمقراطية بسبب قوة البرلمان وسلطته الرقابية، الفساد في العراق قائم ومستمر وخطير وهو اخطر من داعش واخطر من الاحتلال، ويعتمد اساسا على سرقة موارد الدولة وعوائدها، ومن اهم نتائجه توقف عمل الحكومات المتعاقبة بسبب سرقة اموال الوزارات حتى تصبح عاجزة عن تنفيذ اعمالها في الخدمات والصحة والتعليم والاسكان ومعالجة الفقر والبطالة، فكل حكومة تحاول ان تعمل وتنفذ برنامجها يطيح بها داعش الفساد من داخلها وخارجها، ويتعاون الفاسدون مع قوى التخريب السياسي لافشال الحكومات، فتظهر طبقة مترفة محاطة بالاتباع تحاول الحفاظ على كيانها بشتى السبل وقد تعمد الى اغتيال من يحاول التصدي لها، وقد تتطور شبكة الاتباع الى عصابات مسلحة تشكل بذرة للنزاعات الاهلية الخطيرة، وكل من يسعى الى كشف ملفات الفساد سواء كان نائبا او قاضيا او اعلاميا تصله التهديدات، وتشن ضده حملات التسقيط التي تطعن به وبعرضه وكرامته وقد تختلق القصص الباطلة حوله لاسقاطه، لذلك تبدو المعركة ضد الفساد معركة صعبة ومعقدة، لأن لصوص المكونات ربما يختلفون في كل شيء الا في قضية محاربة النزاهة فهم متحدون في مواجهة من يحاول كشف ملفاتهم، والحل في هذه المعضلة هو تقوية الدولة والحكومة وتمكينها من فرض القانون ودعم القضاء، فوجود الحكومة القوية والقضاء الشجاع يمكن ان يصنع نموذجا مثاليا لمكافحة الفساد، والحمد لله ان اتباع اهل البيت (ع) في هذا البلد هم اصحاب الاغلبية في الحكومة والبرلمان والقوات المسلحة والقضاء بحكم اكثريتهم السكانية، واذا كانوا اتباعا صادقين لأمير المؤمنين عليه السلام فليقتدوا به في نزاهة الادارة والسياسة ونظافة اليد ومكافحة الفساد وهو القائل عليه السلام: ( القوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه، والضعيف عندي قوي حتى آخذ الحق له).

أخر الأخبار