• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

الرحمة الانسانية تحتضر

الرحمة الانسانية تحتضر

  • 14-01-2024, 19:59
  • مقالات
  • 110 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 
بسم الله الرحمن الرحيم 

تعيش الانسانية اليوم كل أنواع التخبط والتشتت والفوضى والفساد في مجالات الحياة المتنوعة ومنها سياسات الرؤوساء والدول والمنظمات واشتداد المنافسات الاقتصادية الشريرة والعلاقات الأحتكارية العدوانية بين بني البشر، والتصفيات الانتقامية لمن لا يوالي الطغاة، ودعم أنواع  الشياطين في حروب الإبادة الجماعية، وما يحدث في فلسطين المحتلة الجريحة مثال واضح لما يجري في عالمنا اليوم.

الامام محمد الباقر (عليه السلام) شخص ما تمر به البشرية من انحرف خطير في ابتعادهم عن طاعة الله سبحانه وتعالى وانصياعهم بطاعة شياطينهم وأعوانهم لتحكيم مصالحهم، فهم لم يشكروا نعم الله عليهم ولم يحكموا بالرشد الذي جعله الله عز وجل معيارا مهما في الحكم، وجعلتهم شياطينهم يدورون في أفلاكهم و أعاقتهم في معالجة انحرافاتهم الفكرية والعقائدية.

الامام تبنى الحوار والقاء البحوث والمحاضرات واقامة الندوات العلمية والقرآنية والفقهية والتاريخية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتوعية الأمة لما يجري حولها من مؤامرات لتدميرها في الدنيا قبل الآخرة.

وفي نفس الوقت قام الإمام  بتربية المجموعات  الصالحة الواعية والمربية والملتزمة بالأخلاق والسلوك المبدأي الاسلامي لممارسة دورهم في الاصلاح.

لقد أهتم الإمام بإعادة تأهيل وصياغة الانسان والأمة والحكم وتحصينها من السقوط في خطط شياطين الجن والانس، وحمايتهم من الانحراف والانجرار وراء تسلط الحكام الظالمين وضغوط الفاسدين ووسائلهم للضغط على الجماهير باستخدام الإرهاب والإبعاد والتصفيات والرشوة والابتزاز المالي وغيره.

مؤكدا على مسؤولية الجميع للتصدي لوقف الانجرار أمام أنواع الطغيان  قائلا (ع):

- ( أوحى الله تعالى الى النبي شعيب (ع) إني معذب من قومك مائة ألف: أربعين ألفا من شرارهم، وستين ألفا من خيارهم، فقال: يارب ! هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فأوحى الله عز وجل إليه: داهنوا أهل المعاصي، ولم يغضبوا لغضبي).  

ولد الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) والملقب بالامام محمد الباقر في المدينة المنورة في الأول من رجب سنة 57 هـ وتصدى للإمامة بعد شهادة والده الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع)  في سنة 95 هـ، واستمرت إمامته لمدة 19 سنة في زمن الدولة الأموية وحكامها: الوليد وسليمان ويزيد وهشام أولاد عبد الملك، وكرم في ولاية عمر بن عبد العزيز.

نستلهم في الذكرى الميمونة والمباركة لولادة الامام الباقر (ع) منهج الدعوة لله عز وجل بعلم وايمان واخلاق وسلوك وصبر قائلا (ع):  

- قم بالحق، واعتزل ما لا يعنيك، وتجنب عدوك واحذر صديقك من الأقوام، إلا الأمين من خشي الله، ولا تصحب الفاجر ولا تطلعه على سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله.  

- من لم يجعل من نفسه واعظاً فإن مواعظ الناس لن تغني عنه شيئاً.

- إياكم والخصومة فإنها تفسد القلب وتورث النفاق.

- قف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم.

- يا بني إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شر، إنك إن كسلت لم تؤد حقا وإن ضجرت لم تصبر على حق.

- عليكم بالحب في الله والتودد والموازرة على العمل الصالح، فإنه يقطع دابرهما يعني السلطان والشيطان.

 - إن ُظلمت فلا تَظلم،
وإن خَانوك فلا تخن،
وإن كُذّبتَ فلا تَغضب،
وإن مُدحت فلا تَفرح،
وإن ُذممتَ فلا تجزع.

            وليد الحلي
1 رجب 1445- 13 ك2 2014

أخر الأخبار