• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

اولاد (الجنادر)

اولاد (الجنادر)

  • 4-08-2023, 19:08
  • مقالات
  • 243 مشاهدة
قاسم محمد

"Today News": بغداد 
(تجندروا)او (تماثلوا) ( او تناوعوا)فانا، والله يشهد،شامت بتخنيث مجتمعاتهم وتحويلها الى مجتمعات باهتة مفككة، وعساهم ينقرضون بايديهم وافعالهم، ولكن ما بالنا نشرّق ونغرّب ،نتصارع ونختلف ونجادل على هذا البؤس القادم من كورة الشر، ولا نحسم جدلنا بهذا (القرف)،
خلاصة ماعندي اقدمه عبر زاويتين،
الاولى: تسويق هذه القضية يمكن تصنيفها ضمن حيل والاعيب (حرب المصطلحات) التي سوقت التفاهة والدناءة والابتذال على انها قيم ورموز ومُثل، عبر التلاعب بالالفاظ وتبادل ادوار الكلمات لتكون مقبولة ثقافيا ومؤسساتيا ومجتمعيا، ومن ثم منحها قابلية البقاء والتعايش معها بصورة طبيعية.
 هكذا تبدأ عملية التطبيع مع اغلب الافكار والممارسات التي يراد لها ان تنتشر، ولنضرب مثلا، فلنقف قليلا ونتذكر معا، بالامس القريب كانت بنات الليل وبائعات الهوى منبوذات اجتماعيا ، فكانت حيلة التلاعب بالالفاظ هي الوسيلة والحيلة الاكثر نجاحا ورواجا للتطبيع والتطبع والقبول بهن كفاعلات (سوشلميديات)، بل رموز يمثلن اوطان وامم فيها من الرموز والقمم ما نقف عاجزين عن وصفه بما يستحق.
فقد تحولت البغايا وبنات الليل الى (فانشستات) او (مودلات)! واصبح لهن من الرواج والتاثير ما لايقدر عليه كبار الكتاب والمثقفين والرموز.
وفي السياق نفسه وكمثال اخر تم التطبيع مع صالات القمار و(الدنبلة) تحت مسمى بعض النوادي الاجتماعية او النقابية او المهنية، ومن لا يعرف فليتأكد بنفسه وليست عنه ببعيدة هذه الصالات.

الزاويةالثانية: تداول هذه المصطلحات والتثقيف على مايسمى ( الجندرة او النوع الاجتماعي) سقطت عنه كل اوراق التوت الاممي و(علب التغليف) اللُغَوي واللَغْوي المتحذلقة التي تختفي خلفها التفسيرات والمعاني والجذر اللغوي، ولم يعد للتعاريف والقواميس معنى مادام اللفظ اصبح يحمل في فهم المجتمع المعنى الشاذ والدلالة السلبية المتبادرة الى الذهن عند تداوله على الالسنة، وبجملة واحدة وعلى فرض (حسن النية) او الجهل بالمعنى المقصود يمكن التأكيد بانه انتقل في تصنيفه من اللفظ (المختص ) الى اللفظ(المنقول)، -وهذا ماعبر عنه الجدل والسجال في الاعلام الرسمي والسوشل ميديا)- اي انه اصبح واقعيا من الالفاظ المنقولة التي وضعت لمعنى ثم استعملت في معنى آخر وهجر استعماله في المعنى الأول الذي وضع له .
الا ترون ان اسم ( لوط) وهو عليه السلام نبي من انبياء الله لم يُطلق على احد من خلق الله، لانه ارتبط بتلك الفاحشة التي مارسها قومه والتي يراد اليوم تبريرها وتسويقها الينا بغلاف معاصر كاحد الفواحش التي تقف تحت مظلة النوع والتجندر.
وعلى وفق ماسبق فلا معنى للابقاء على  هذه المصطلحات ذات الدلالات السلبية السيئة التي بدات في الغرب وانتقلت الينا عبر منظمات دولية وبرعاية ودعم عالمي رسمي لغايات واضحة بدات مجتمعاتهم تئن منها وتثير فيهم الاستياء، وليس من مبرر بعد الان من ادخالها ضمن مخاطبات مؤسساتنا الرسمية تجنبا لعملية التطبيع مع هذا الشر المعلب الوافد والطاريء علينا، عبر حرب المصطلحات الاشد فتكا من الصواريخ والدبابات التي اصبحت جيلا متخلفا من اشكال الحروب المعاصرة .

أخر الأخبار