• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

الإنسانية المعذبة تفتقر الى الطاقة الروحية لأستبعاد الطغيان

الإنسانية المعذبة تفتقر الى الطاقة الروحية لأستبعاد الطغيان

  • 2-03-2022, 16:18
  • مقالات
  • 385 مشاهدة
د. وليد الحلي

"Today News": بغداد 
الإنسانية المعذبة تعوزها الطاقة الروحية اللازمة التي تعينها لإستبعاد طغيان المصالح المادية والحروب والعدوان عليها.

معانية من الانتهاكات  القاسية لحقوق الانسان من قبل الدول الكبرى والدول التابعة لها التي تستخدم مفاهيم حقوق الانسان بطريقة مناقضة، للسيطرة على الآخر من دون الاهتمام بالإنسان وكرامته ورقيه.

متحملة القتل والتخريب والإذلال، والتدمير للبيئة التي يعيشون فيها إضافة الى التحديات الأخرى والفساد بأنواعه،
محتاجة الى من يصلحها ويسددها للخير بدلا من نشر الشر والموت.

أصبح عالمنا اليوم أمام أمواج تتلاطم فيها المصالح الأنانية الضيقة والاعتداءات بكل أشكالها وأنواعها من أجل سطوة المال والاقتصاد بعيدا عن القيم الربانية والأخلاقية وحقوق الانسان.

بعث النبي محمد ( صلى الله  عليه و آله وسلم) هاديا ومرشدا ومعلما وحكيما ورحيما للبشرية جمعاء برؤيته الواضحة لخير الانسان في الدارين من خلال القيم والمبادئ والمفاهيم والبصائر والحقائق التي جاء بها
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ- سورة الجمعة: آية 2) .

داعيا لبلوغ مكارم الأخلاق وتحقيق الخير والعدل والكرامة الإنسانية والرحمة للبشرية، قائلا (ص): " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
وفق المنهج الرباني للرحمة
 ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ- الأنبياء: 107).

حائلا دون انتشار الكفر والرذيلة والفتن والحروب والعدوان حيث يعيش البشر اليوم تحت رحمة النار التي صنع أسلحتها من أراد الفتن والضغينة والسيطرة والاستحواذ وتحكيم إرادة الشياطين.

غدا الرسول محمد (ص) من أعظم المصلحين الذين خدموا البشرية وفتح لهم طريق التطور والرقي والابتعاد عن اعتناق المذاهب الضالة والفكر المفرّق ونهجهم الشيطاني.

جازما  على الأمة الاسلامية الالتزام بهويتها الأصيلة من خلال تطبيق المعايير الاسلامية في انتخاب الحاكم العادل الذي يخاف الله عز وجل وليس غيره،
وفي تعاملها مع الناس ومكافحة الجهل وفق الأساليب التربوية والتعليمية السليمة،
وعدم الاعتداء على الغير وسلب حقوقهم وحرياتهم المشروعة،
ومنع ممارسة الفساد والرذيلة والنفاق والكذب والابتزاز والاحتكار،
وعدم تبني الشعارات الخادعة، والكيل بمكيالين،
وضرورة التعاون على البر والتقوى ونبذ العنف والشر بأنواعه.

قال رسول الله محمد (ص):  " أحبكم إلى الله أحسنكم أخلاقاً، الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون . وأبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الإخوان ، الملتمسون للبراء العثرات" .

( "الموطئون أكنافاً": هم الذين يتعاملون باللين من غير أذية الآخرين وهم الذين يفرحون بالحسنة والعفو والصفح والتجاوز عن السيئة.  

"الذين يَألفون ويُؤلفون": يَألفون: الناس تحب ان تتقرب اليهم وتقيم العلاقة معهم ، ويُؤلفون: الذين يأنسون باقامة العلاقة مع الناس ويحبون صحبتهم.

"وأبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة ": الذين يفشون أسرار الأحاديث بين الناس، وكشفها لغرض إيقاع الشر والفساد بينهم.

المفرقون بين الأحبة: الساعون للتفريق بين الأحبة بالنفاق ونشر الفتن.

"الملتمسون للبراء العثرات": هم الذين يريدون أن يلطخوا المطهرين السالمين بما عافاهم الله منه من الآثام والعيوب).

حاسما على ضرورة  ان يدعو  الانسان ربه سبحانه وتعالى لينعم عليه بالرحمة والرزق والحياة الكريمة ولا ينتظرها من غيره ( الذين طغوا في البلاد).

( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ- سورة الانفطار:آية 6 الى 8) ،

و( لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ- سورة التين: آية 4)

 ( ٱللَّهُ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلْأَرْضَ قَرَارًا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ ۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَٰلَمِينَ- سورة غافر: آية ٦٤).

ما أحوجنا اليوم  لإصلاح مآسي ومحن البشرية من خلال بناء الانسان روحيا بدلا من بنائه وفق المعادلات المادية التي تجعله يترنح  بملذاته وجوره وظلمه في الارض بلا ورع ولا خوف من خالقه الذي خلقه ومنحه العقل والعلم والوعي والحكمة.

              وليد الحلي
           27 رجب 1443
1آذار 2022

أخر الأخبار